مستشار هادي لـ «الشرق الأوسط»: إذا وقعت الحرب ستكون شاملة

قتلى وجرحى في انفجار سيارة مفخخة استهدفت معسكرا في محافظة شبوة

عناصر من الحوثيين عند نقطة تفتيش أقاموها على مشارف صنعاء (إ ب أ)
عناصر من الحوثيين عند نقطة تفتيش أقاموها على مشارف صنعاء (إ ب أ)
TT

مستشار هادي لـ «الشرق الأوسط»: إذا وقعت الحرب ستكون شاملة

عناصر من الحوثيين عند نقطة تفتيش أقاموها على مشارف صنعاء (إ ب أ)
عناصر من الحوثيين عند نقطة تفتيش أقاموها على مشارف صنعاء (إ ب أ)

استمرت الأوضاع المتأزمة في العاصمة اليمنية بين الحكومة والمتمردين الحوثيين الذين يرغبون في السيطرة على العاصمة، والذين يصعدون حملتهم تجاه الحكومة اليمنية بحجة رفع الدعم عن المشتقات النفطية، في حين كان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تقدم إليهم بمبادرة من أجل حل الأزمة الحالية وإنهاء الاعتصامات المتواترة في العاصمة صنعاء.
ويقول الدكتور فارس السقاف، مستشار الرئيس اليمني لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماعا وطنيا موسعا عقد في صنعاء، وفي ضوء هذا اللقاء «سوف تواصل اللجنة الرئاسية المفوضة بالحوار والتفاوض مع الحوثيين مشاوراتها من أجل التوصل إلى حل سياسي، وإن اللجنة ضمت، أيضا، عددا من المتخصصين مثل وزراء المالية والنفط والتخطيط ورئيس البنك المركزي اليمني على أساس إعادة النظر فيما يتعلق بالإجراءات الاقتصادية ورفع الدعم عن المشتقات النفطية». وأكد السقاف أن اللجنة لديها سقف زمني حدد بـ4 أيام من أجل التوصل إلى اتفاق مبدئي. وأضاف أن هذه المبادرة «أوقفت هذا التصعيد والآن قد تم الإنصات إلى صوت العقل».
وحول إمكانية اندلاع حرب سابعة بين الحوثيين والدولة اليمنية يقول السقاف، إن «القول بحرب سابعة يعني امتدادا للحروب الست التي وقعت بين الحوثيين والحكومة اليمنية في عهد النظام السابق، ولكن إذا كان هناك من حرب فهي ستكون الحرب المدمرة بين الحوثيين وقوى كثيرة على الساحة اليمنية بما فيها الدولة اليمنية، وأيضا، حرب على مجلس الأمن والمجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي والمجتمع الإقليمي وستكون حربا شاملة وستدخل البلاد في أتون أزمات مسلحة كما هو حاصل في طرابلس والعراق، وغيرهما».
وعرض الرئيس اليمني على الحوثيين المشاركة في حكومة وحدة وطنية مقابل التخلي عن العنف، وقال السقاف إنه «في نفس الوقت سوف يكون هناك رفع للاعتصامات والمظاهرات المسلحة حول العاصمة صنعاء».
وكان الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بعث برسالة إلى زعيم المتمردين الحوثيين ردا على رسالة الأخير بشأن التطورات الراهنة وتضمنت الرسالة 3 مطالب رئاسية أساسية، وهي «إزالة مظاهر وعوامل التوتر المتمثلة في المخيمات والتجمعات المستحدثة على مداخل العاصمة والطرق المؤدية إليها وعلى طريق مطار صنعاء الدولي داخل أمانة العاصمة، استكمال تسليم محافظة عمران للدولة وخروج المسلحين من المدينة باعتبار أن مطالبكم المتعلقة بأوضاع المحافظة الإدارية والأمنية والعسكرية وقد تمت الاستجابة لها، ووقف إطلاق النار في محافظة الجوف وسوف تتولى القوات المسلحة مهمة تسلم المواقع وتثبيت الأمن والاستقرار في جميع مديريات المحافظة».
وأضاف هادي في رسالته: «بخصوص ما تضمنته رؤيتكم حول موضوع الإصلاح السعري للمشتقات النفطية والحكومة والشراكة الوطنية والهيئة الوطنية والإعلام الرسمي، فإن ذلك يتطلب إزالة عوامل التوتر والقلق المشار إليها أعلاه، وبالتالي فإنه يمكن تنفيذ ما تم التوافق عليه بينكم وبين اللجنة الوطنية الرئاسية وهي نقاط اتفاق يمكن البناء عليها لمواصلة الحوار وإقرار الآليات التنفيذية المزمنة وهذا يتطلب تفويضا من ترونه لمواصلة الحوار مع اللجنة الوطنية الرئاسية».
إلى ذلك، سقط قتلى وجرحى في انفجار سيارة مفخخة استهدفت معسكرا في محافظة شبوة بجنوب شرقي البلاد، في الوقت الذي اغتال فيه مسلح يستقل دراجة نارية ضابطا في الأمن بمحافظة لحج بجنوب البلاد، في سياق سلسلة الاغتيالات التي تنفذها جماعات مسلحة يعتقد أنها تنتمي لتنظيم القاعدة. وجاء ذلك بعد أن أحبطت السلطات اليمنية هجوما وصفته بالإرهابي في مديرية القطن بمحافظة حضرموت التي تشهد نشاطا متزايدا لتنظيم القاعدة في الآونة الأخيرة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».