وصفة تتيح توصيل لقاح التهاب الكبد الوبائي {بي} عن طريق الفم

إعطاء اللقاح عن طريق الفم
إعطاء اللقاح عن طريق الفم
TT

وصفة تتيح توصيل لقاح التهاب الكبد الوبائي {بي} عن طريق الفم

إعطاء اللقاح عن طريق الفم
إعطاء اللقاح عن طريق الفم

قدم فيزيائيون بجامعة كوبنهاغن بالدنمارك، وصفة تتيح لعلماء الفيروسات توصيل لقاح التهاب الكبد الوبائي «بي» عن طريق قطرات الفم، بدلاً من الحقن، وهي طريقة أكثر أماناً وأقل تكلفة.
ويتم إعطاء تطعيم التهاب الكبد الوبائي «بي» بواسطة حقنة عضلية للأطفال في عضل الفخذ، ولدى البالغين في عضلة الذراع، ولكن الباحثين وصفوا طريقة لتوصيل اللقاح عن طريق قطرة في الفم، بعد إنتاجه في شكل مسحوق، وذلك من خلال تعاون مع فريق من الباحثين بمعهد بوتانتان بجامعة ساو باولو البرازيلية.
ويتمثل أحد التحديات الرئيسية لصناعة لقاح فموي، هي في تغليفه بمادة يمكن أن تتحمل الظروف القاسية لنظامنا الهضمي، لحماية اللقاح من تدميره قبل أن يصل إلى وجهته المقصودة في الجسم، وسبق أن عمل شركاء الفريق البحثي الدنماركي في البرازيل على استخدام مادة السيليكا لتغليف اللقاح، ولكنهم لم يعرفوا بالضبط مدى حماية هذه المادة للقاح، وهل تؤثر على فاعليته أم لا.
ووفق تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كوبنهاجن يوم 3 مايو (أيار) الجاري، فإن الإجابة على هذه الأسئلة تمثل الإنجاز الذي حققه علماء الفيزياء بالجامعة، والذين تمكنوا باستخدام تقنية خاصة تجمع بين الأشعة السينية والتصوير النيوتروني، من إنتاج صور ثلاثية الأبعاد للقاح داخل السيليكا، وهو ما مثل خطوة حاسمة للوصول للظروف المثالية لإنتاج اللقاح.
ويقول التقرير: «سمحت الصورة للباحثين برؤية كيف يبدو اللقاح داخل السيليكا، وصولاً إلى مقياس الجسيمات الخاصة به، كما تمكنوا من رؤية أن اللقاح كان لديه ميل للتكتل داخل السيليكا، مما يجعله أقل فعالية».
وتقول د.هيلويزا بوردالو، أستاذ الفيزياء بمعهد نيلز بور بجامعة كوبنهاجن، والباحثة الرئيسية في الدراسة لـ«الشرق الأوسط»: «تمكننا من تحديد المشكلة، وبالتالي استطعنا تحديد ما الذي يجب أن نفعله لتحسين ظروف وجود اللقاح داخل السيليكا، ومقدار اللقاح الذي يجب وضعه في مسحوق السيليكا حتى يعمل بشكل أفضل في الجسم». ويخضع اللقاح حالياً لتجارب سريرية متقدمة تشرف عليها المجموعة البحثية التي شاركت في البحث من جامعة ساو باولو البرازيلية، وهو ما يبشر بإمكانية اعتماده قريباً، كما تؤكد د. بوردالو.
وتضيف: «اعتماده يعني التخلص من الإبر التي يتم إعطاؤها للأطفال الصغار، وهذا يعد ميزة في حد ذاته... كما أن ذلك يلغي أي حاجة لتعقيم الإبر والآثار الجانبية المحتملة مثل التورم والعدوى، وعلى عكس اللقاح المستخدم اليوم، هذا النوع ليس من الضروري تبريده، وبالتالي سيتم تخفيض التكاليف».
ويأمل الباحثون في أن يتم استخدام التقنية ذاتها التي استخدمت مع هذا اللقاح، لإنتاج لقاحات ضد أمراض أخرى، وتقول د. بوردالو: «يجري الآن تطوير لقاح ضد الخُنَاق أو الديفتيريا والكزاز».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.