اندلاع مواجهات بين جنود فلبينيين ومسلحين في الجولان

الأمم المتحدة تقول إنها تلقت ضمانات تؤكد أن جنودها بخير

اندلاع مواجهات بين جنود فلبينيين ومسلحين في الجولان
TT

اندلاع مواجهات بين جنود فلبينيين ومسلحين في الجولان

اندلاع مواجهات بين جنود فلبينيين ومسلحين في الجولان

اندلعت اليوم (السبت) مواجهات مسلحة بين جنود فلبينيين من قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في هضبة الجولان، ومعارضين سوريين مسلحين.
وأعلن وزير الدفاع الفلبيني فولتير غازمين أن أكثر من 70 جنديا فلبينيا من قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام حوصروا في موقعين في الجولان. وتمكنت إحدى المجموعتين من الجنود من التسلل من موقعها، لكن المجموعة الثانية «تتعرض حاليا لهجوم».
وتتمركز القوات الفلبينية العاملة ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الموقعين 68 و69.
وقال غازمين إنه جرى إخراج قوات حفظ السلام الفلبينية من الموقع 69، ولكن القوات التي في الموقع رقم 68 ما زالت تتعرض لإطلاق نار من المسلحين، بحسب وكالة الأنباء الفلبينية.
ولكن غازمين قال إن الروح المعنوية للجنود الفلبينيين في الموقع 68 مرتفعة.
من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم بأن أصوات إطلاق نار تسمع بالقرب من مقر للقوات الدولية بالجولان.
إلى ذلك أعلنت الأمم المتحدة أمس (الجمعة) أنها تلقت ضمانات مفادها أن الجنود الفيجيين الـ44 المخطوفين بخير.
وأعلنت الأمم المتحدة احتجاز 44 من جنودها الفيجيين و81 جنديا فلبينيا (قالت لاحقا إنهم 72) في موقعين في الجولان، إثر هجوم لمسلحين على صلة بجبهة النصرة (فرع «القاعدة» في سوريا).
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تلقت ضمانات من مصادر تتمتع بالصدقية مفادها أن جنود السلام في قوات الأمم المتحدة المكلفة مراقبة فض الاشتباك (أوندوف) بخير.
وأضاف أن «أوندوف» لم تتمكن حتى الآن من التواصل مع جنودها الدوليين، موضحا أن هذه القوات «أبلغت أن خاطفي جنود السلام عازمون على سحبهم من ساحة المعركة، ونقلهم إلى مكان آمن تحت حمايتهم».
في المقابل، كانت أوندوف «على تواصل دائم» مع الفلبينيين الـ72 الذين يحاصرهم مقاتلو المعارضة. ولفت المتحدث إلى أن هؤلاء أيضا «بخير ولم يصابوا بجروح».
وأعلنت الأمم المتحدة في وقت سابق أمس أنها تجري مفاوضات شاملة لضمان الإفراج عن جنودها الدوليين. وقد توجهت إلى دول يمكن أن يكون لديها نوع من النفوذ لدى المسلحين لحضهم على الإفراج عن جنود السلام سالمين.
وبلغ تعداد قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان 1223 عنصرا من ست دول (الهند وفيجي والفلبين وآيرلندا وهولندا والنيبال)، وقد جددت مهمتها لستة أشهر تنتهي في 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.