«ميني بار» الأغلى في واشنطن

مطبخه أشبه بالمختبر... وأطباقه تجارب علمية تبهر الذواقة

«ميني بار» في قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم وعلى رأس قائمة الأفضل في واشنطن
«ميني بار» في قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم وعلى رأس قائمة الأفضل في واشنطن
TT

«ميني بار» الأغلى في واشنطن

«ميني بار» في قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم وعلى رأس قائمة الأفضل في واشنطن
«ميني بار» في قائمة أفضل 50 مطعماً في العالم وعلى رأس قائمة الأفضل في واشنطن

«ميني بار» (Minibar) مطعم حائز على نجمتي ميشلان للتميز، يقع في قلب واشنطن، وهو مصنف من ضمن لائحة أفضل 50 مطعماً في العالم، ويعتمد في نجاحه على الابتكار في الطهي، وتقديم الطعام في أطباق تشبه اللوحات الفنية أكثر منها صحون الأكل العادية التي تراها في المطاعم الأخرى.
ويملك المطعم الطاهي العالمي هوزيه أندريس، المعروف بقدرته على مزج العلم بالطبخ، على غرار الطاهي البريطاني هيستون بلومنثال. ويقوم أندريس باستخدام أساليب مختلفة في مختبر علمي، وتطويعها في المطبخ، ويقوم أيضاً بعروض للطبخ المبهر أمام الزبائن، وهذا ما يجعل المطعم من بين أهم مطاعم في العالم وأغلاها على الإطلاق، حيث تكلف وجبه الطعام فيه ما بين 275 و695 دولاراً أميركياً للشخص الواحد.
وإلى جانب الطاولات والمقاعد العالية المحيطة بالبار المقابل للمطبخ، حيث يمكن للذواقة رؤية الطهاة وهم يحولون المنتجات الطازجة إلى ألذ الأطباق، ويمكن أيضاً الجلوس على ما يعرف في المطاعم الراقية بطاولة الشيف (Chef›s Table)، وفي مطعم «ميني بار» أطلق على هذه الطاولة اسم «Jose›s Table»، تيمناً باسم الطاهي الرئيسي. وتقع الطاولة مقابل المطبخ، ويمكن حجزها لشخص واحد أو ما يصل عدده إلى 6 أفراد. وهذه الطاولة يتهافت عليها الزوار لأنها تقدم فرصة فريدة لرؤية الشيف هوزيه أندريس وهو يبتكر آخر صيحات أطباقه أمام أعينهم.
كل ما في المطعم مميز حتى طريقة الدفع، فهناك لائحتا طعام يختار الزبون بينهما، ويجب الدفع مسبقاً عند الحجز.
ويقع المطعم بالقرب من شارع بنسلفانيا المشهور (الذي يربط البيت الأبيض بمبنى الكونغرس)، وبالقرب من «واشنطن أرينا» العملاق (استاد كرة السلة، وكرة الجليد، والحفلات الغنائية). لكن لا توجد لافتة كبيرة، ناهيك عن لافتة كهربائية، تشير إلى المكان. صدفة، يمشي الشخص من الاستاد، ويمر بمتحف الجواسيس (Spy Musueum)، ثم يشاهد لافتة صغيرة جداً على باب صغير جداً. وتدخل إليه لتجد البهو الرئيسي الذي يجلس فيه الزوار قبل توجههم إلى الطاولات.
ويزين البهو موقد نار على طراز حديث، وتقدم خلال الانتظار قطع صغيرة من البيتزا، ويتبادلون أطراف الحديث مع الشيف جوش الذي يطوف في المكان، ويستمع إلى أسئلة الحضور عن كيفية تحضير الطعام وغيره، وعن الأطباق العشرين التي سيتناولونها.

الأطباق
فراشة مصنوعة من البنجر (وعليها بهار أحمر). ملعقة مصنوعة من جبنة «بارميجيان» (وعليها نقاط من الخل البلسمي). قطعة من جوز الهند في شكل جزرة صفراء (وعليها زيت جوز الهند المحلي). بقرة مصنوعة من الكرنب (وعليها كمأة) سلطة مصنوعة من الخضراوات المثلجة. وعندما يأتي وقت الآيس كريم، يأتي في أشكال مختلفة: حبة ذرة شامي، وحبة برتقال، وحبات عنب،... إلخ.
ويتصاعد من بعض الوجبات دخان مثلج (هذا الأسلوب يعرف بالـ«المطبخ الجزيئي» Cuisine Moleculaire، وتعد الأطباق على طريقة الاختبارات العلمية في المختبر)، أو معطر، أو برائحة الشواء، أو بطعم الفواكه، فيزيد من دهشة الزبائن وتلذذهم.
وفي الأسبوع الماضي، وضعت مجلة «واشنطونيان» الشهرية المطعم في أعلى قائمة 100 أحسن مطاعم في منطقة واشنطن لعام 2019، وقالت: «بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة، هذا مطعم مناسب، وإن كان مكلفاً. أولاً: قلة الطعام في كل صحن. ثانياً: كثرة الخضراوات والسلطات. ثالثاً: التركيز على النكهة. رابعاً: قلة اللحوم».

> صاحب المطعم هو هوزيه أندريس، الذي ربما يكون أشهر صاحب مطاعم في واشنطن، وقد زادت شهرته مؤخراً بعد مناكفات مع الرئيس دونالد ترمب بسبب سياسات الرئيس المتشددة نحو المهاجرين المكسيكيين. وقبل أكثر من عام، نظم أندريس إضراباً، كان شعاره «مهاجرون ضد ترمب»، وشمل كثيراً من المطاعم في واشنطن، لأن نصف العاملين في مطاعم واشنطن مولودون خارج الولايات المتحدة، خصوصاً في دول أميركا الوسطى والجنوبية، وقد اشترك عدد كبير منهم في الإضراب. وأغلقت مطاعم أبوابها، وقللت أخرى زبائنها، وحذفت غيرها بنوداً من قائمة الطعام. وألغت مطاعم راقية حجوزات زبائنها. وأعلنت مطاعم كثيرة أنها لن تفصل، أو تعاقب، الذين اشتركوا في الإضراب.



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.