«البورتريه» التقليدي ينفتح على الاتجاهات المعاصرة بمعرض فني قاهري

40 تشكيلياً ينتقلون به إلى عالم أرحب في «وجوه»

عمل للفنان محمد الأزهري  -  عمل للفنانة شيرين كمال
عمل للفنان محمد الأزهري - عمل للفنانة شيرين كمال
TT

«البورتريه» التقليدي ينفتح على الاتجاهات المعاصرة بمعرض فني قاهري

عمل للفنان محمد الأزهري  -  عمل للفنانة شيرين كمال
عمل للفنان محمد الأزهري - عمل للفنانة شيرين كمال

إبعاد فن «البورتريه» عن الممارسة اليدويّة الكلاسيكية، وانفتاحه على فنون الحداثة، وعدم اقتصاره على اتجاهات المدرسة التعبيرية، مفسحاً المجال لبصمات المدارس التشكيلية المعاصر، هو ما يهدف إليه معرض «وجوه»، الذي ينظم حالياً بالقاهرة، ويستضيفه «مركز كرمة ابن هانئ الثقافي» في «متحف أحمد شوقي».
يرفع المعرض، في دورته الثالثة، شعار «حالة»، محاولاً من خلالها الانفتاح بمضمون الأعمال من تجسيد ملامح الشخصية إلى التعبير عن مشاعرها وأحاسيسها وانفعالاتها، وصوغ حالة فنية مشتركة، حيث ينقل المعرض فن البورتريه من الممارسة الفرديّة، ويدخلها الحيّز الجماعي بوجود 40 فناناً تشكيلياً، من المحترفين والهواة، ومن الشباب والرواد، ومن الأجيال المختلفة.
تقول شيماء حسن، مُنظمة المعرض ومسؤولة النشاط الثّقافي في «متحف أحمد شوقي»، لـ«الشرق الأوسط»، «خلال دورتين سابقتين من معرض (وجوه) كان الهدف من المعرض هو التعبير بحرية عن ملامح الوجه الإنساني والاحتفاظ بقيمة فن البورتريه، وفي هذه الدورة الجديدة التي تقام للعام الثالث على التوالي، حاولنا التجديد بخلق ثيمة للمعرض تحت اسم (حالة)، نقول من خلالها إن هذا الفن يمكن ألا يقتصر فقط على تجسيد ملامح الوجه والشخصية، وأنه يمكن الانتقال بالبورتريه من الإطار الواقعي التقليدي إلى عالم أرحب، وأنه ليس مجالاً معزولاً عن الاتجاهات الفنية الحديثة، مثل التجريدية والسريالية والتجريبية».
وتتابع: «الفنانون المشاركون استجابوا بالفعل لهذه الثيمة، وانطلقوا لترجمة هذه (الحالة) في أعمال عبر أساليب مختلفة وتقنيات مستحدثة، التي أخرجت البورتريهات من الحالة الصامتة إلى الحالة الناطقة، من خلال التعبير عن المواقف الإنسانية والخَلَجات النفسية المختلفة مثل الفرح والسعادة والحزن والدهشة والألم والملل وغيرها، وبالتالي خلقت أعمال المعرض حالات متنوعة من تعابير الوجه، وإعطاء أبعاد انفعالية على اللوحة».
بالفعل يجد الزائر للمعرض نفسه محاطاً بـ«حالات» متعددة من تعابير الوجه التي تتجاوز ملامحه وسماته وخطوطه الأساسية، أو تنقل تنويعات فنية لحركات الجسد البشري. كما يصاب المتلقي بدهشة بصرية من أسلوب تقديم الأعمال من خلال توظيفها خامات مختلفة في التراكيب المجسمة، واستخدام التقنيات التكنولوجية، أو الأفكار الإبداعية لتداخل الألوان.
فأعمال الفنانة نيها حتة تبعد عن التقليدية، وتحاكي التجريدية، بالاعتماد على أسلوب «mixed media» (ميكسد ميديا)، الذي يعتمد على جمع الكثير من المواد معاً على سطح اللوحة، فهي تلجأ إلى «الفوم» ولقصاصات من الصحف، وتبني عليها حالات إنسانية مختلفة، تتراوح بين الكبرياء والحزن والدموع والابتسامة والضحك، وترجمت ذلك في لوحتين بعنوان «النقيض»، لتعبر عن أهمية تقبل هذا النقيض من المشاعر في حياتنا، وتقبل النفس في أكثر من حالة إنسانية.
أما لوحتا الفنان أحمد عبد الجواد، فحاول بهما الوصول إلى حالة تنقل إحساس البهجة، وتوظيف اللحظة بما يعبر عن جنوب مصر، حيث يوجد صعيد البلاد بكل ما فيه من مخزون بصري يضم الأشخاص والعادات والأماكن، فهو يعبر في إحداهما عن حالات من الترقب والانتظار والملل والسكون تنقلها ملامح شخوص البورتريه، وفي الأخرى يعبر عن الملابس والهوية، مراعياً في كليهما البعد الزماني والمكاني، وأن يكون الإحساس ملامساً للجنوب.
بدورها حاولت الفنانة هدى عبد العزيز، أن تصف حالة انفعالية عندما يلجأ الإنسان المُتعب إلى الطبيعة، وما يدور في عقله، تقول: «لجأت في رسم البورتريه إلى التجريدية بشكل واقعي، حيث حاولت أن أجدد من خلال وصف الحالة، فأنا أريد أن يشعر المتلقي بحالة الإنسان الذي يراه، وألا يتواصل معه بالشكل الخارجي»، لافتة إلى استخدام ألوان البني والأسود والأخضر لتعبر عن الأرض والحياة والطبيعة.
وكنوع من التجديد في الخامات، يستخدم الفنان طارق السروجي الألوان المائية على خامة قماش الشمواه، حيث إن أعماله عبارة عن بقع لونية متداخلة، التي من خلالها يمكن للمتلقي رؤية اللوحة بطريقتين أو زاويتين، إحداهما بالاقتراب من اللوحة، والثانية بالبعد عنها، وفي كل منها يكون التعبير عن حالة مختلفة.



انطلاق «مسابقة المهارات الثقافية» لصقل المواهب السعودية

تعمل المسابقة على اكتشاف وتطوير المواهب الثقافية من الطلبة (وزارة التعليم)
تعمل المسابقة على اكتشاف وتطوير المواهب الثقافية من الطلبة (وزارة التعليم)
TT

انطلاق «مسابقة المهارات الثقافية» لصقل المواهب السعودية

تعمل المسابقة على اكتشاف وتطوير المواهب الثقافية من الطلبة (وزارة التعليم)
تعمل المسابقة على اكتشاف وتطوير المواهب الثقافية من الطلبة (وزارة التعليم)

أطلقت وزارتا «الثقافة» و«التعليم» في السعودية، الاثنين، «مسابقة المهارات الثقافية» الثالثة، التي تهدف إلى اكتشاف المواهب من الطلبة، وصقل مهاراتهم؛ لتمكينهم من استثمار شغفهم وأوقاتهم، وبناء جيلٍ قادر على إثراء القطاع الثقافي والفني بإبداعاته وتميّزه.

وتستهدف المسابقة طلاب وطالبات التعليم العام، وتشمل في نسختها الحالية 9 مسارات رئيسية، هي: «المسرح، والفن الرقمي، وصناعة الأفلام، والتصوير الفوتوغرافي، والحِرف اليدوية، والقصص القصيرة، والمانجا، والغناء، والعزف».

وتمرّ بثماني محطات رئيسية، تبدأ من فتح باب التسجيل، وتليها المسابقات الإبداعية، فمرحلة الفرز والتحكيم الأوليّ، وحفل الإدارات التعليمية الافتراضي، وتنظيم المقابلات الشخصية، قبل أن تنتقل إلى تطوير المواهب في معسكر تدريبي، ثم التحكيم النهائي، وانتهاءً بتكريم الفائزين.

وتسعى وزارة الثقافة عبر المسابقة لاكتشاف وتطوير مهارات الطلاب والطالبات من جميع أنحاء السعودية في القطاعات الثقافية، وتوجيه أعمالهم تجاه المحافظة على الإرث الثقافي السعودي، ورفع مستوى وعيهم به، وما يُمثّله من قيمة تاريخية وحضارية.

كما تواصل وزارة الثقافة من خلالها تحفيز الطلبة على توجيه شغفهم نحو ممارسة مختلف المجالات الثقافية والفنيّة، والاستثمار الأمثل لطاقاتهم، وتمكينهم من الأدوات الملائمة التي تُسهم في رفع جودة إنتاجهم الثقافي.

وتُعدُّ هذه المسابقة الأولى من نوعها في السعودية، وقد أطلقتها الوزارتان في تعاونٍ مشترك خلال عام 2022، ضمن استراتيجية تنمية القدرات الثقافية؛ لرفع مستوى ارتباط الطلبة بالثقافة والفنون، واستكشاف مهاراتهم وتنميتها، وخلق طاقاتٍ إبداعية جديدة تشارك بفاعلية في إثراء القطاع، وترفع من مستوى إنتاجه بمختلف مكوناته، وتسهم في خلق بيئة جاذبة لهم.