كارلا حداد: أتمنى المشاركة في عمل مسرحي استعراضي

برنامجها «في Male» يحصد نسب مشاهدة عالية

كارلا حداد: أتمنى المشاركة في عمل مسرحي استعراضي
TT

كارلا حداد: أتمنى المشاركة في عمل مسرحي استعراضي

كارلا حداد: أتمنى المشاركة في عمل مسرحي استعراضي

قالت المذيعة كارلا حداد إن فكرة برنامجها التلفزيوني «في Male» الذي يعرض على شاشة «إل بي سي آي» استحدثتها لتكريم المرأة. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إننا اليوم نعيش زمن المرأة الفاعلة في مجتمعاتنا العربية، فارتأيت أن يطلّ الرجل على دورها تكريماً لها، وليتنبه إلى الأهمية التي تلعبها في حياته».
وتتابع كارلا، التي يحصد برنامجها على شاشة «إل بي سي آي» نسب مشاهدة عالية: «كما أن استضافة المرأة عادة ما تتطلب وقتاً أطول لتتحضر لها في إطلالتها. فتخضع لعملية ماكياج وتصفيف شعر، إضافة إلى عملية اختيارها أزياءها. فاستدركت الأمر لاختصار هذه المراحل الروتينية من خلال استضافة الرجال. فهم لا يحتاجون إلى كل هذه الأمور في إطلالاتهم». وتؤكد كارلا أن الرجل عندما يتحدث عن المرأة عادة ما يتناولها من نواح سطحية، إلا إنه في برنامج «في Male» يسلط الضوء على حقوقها وشخصيتها ودورها بصفتها أمّاً وشريكة... «فحقوق المرأة مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى، مما دفعها لتناولها بأسلوب جديد».
وتشير كارلا إلى أن فريقاً كبيراً يعاونها في الإعداد، «مثل دومينيك أبي حنا وريما صليبا ونسرين طايع وكذلك يشرف عليه هشام حداد، مما يزوّده بمحتوى غني بعيداً عن السطحية». وتضيف: «لأنه من نوع برامج (السهل الممتنع)؛ كان يجب أن يحاط بعملية إعداد تليق بالمرأة بشكل عام، ولا يمل منه المشاهد في الوقت ذاته. كما أن الأسئلة التي أوجهها لضيوفي تتماهى مع شخصية كل منهم، فتخاط وتفصّل على قياس كل واحد منهم؛ إذ من غير المناسب أن تأخذ منحى واحداً أو (فورمات) موحدة للجميع».
وتوضح في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «فشخصية الفنان محمد اسكندر الملتزمة في أمور معينة لا تشبه تلك التي يتمتع بها الممثلان بديع أبو شقرا وباسم ياخور. والأمر نفسه يجوز على ضيف الحلقة الأولى الفنان رامي عياش، ولذلك عليّ أن أخيط لكل ضيف حبكة أسئلة تشبهه، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم الانتقاص من رجولته».
وتحاول كارلا في برنامجها الجديد الذي يرتكز على العنصر الأنثوي من فرقة موسيقية وجمهور وغيرهما، أن توصل رسالتها «حول المرأة بذكاء وعفوية من خلال فقرات معينة تتكرر في كل حلقة... وبينها التي تحمل عنوان (لو كنت امرأة)، و(عنتر بالبيت)، و(هي وهو)، و(بغنيلا وبدقلا)... وغيرها من ألعاب أخرى تبين مدى تقبل الرجل أدوار المرأة بشكل عام. كما أنه لا يرتكز على رجال يمارسون مهنة واحدة؛ إذ بينهم الممثل والمغني والسياسي والرياضي والإعلامي». وتقول: «الفكرة تجوز على جميع الرجال، وهو ما يجعل البرنامج يتلون بأداء مختلف للضيف يشد انتباه المشاهد».
وعن الآراء التي يحصدها البرنامج تقول: «النسبة الأكبر وجدته مساحة تلفزيونية فيها كثير من المصداقية والشفافية والتكريم للمرأة. فيما آخرون رأوا فيه بعض السطحية. وأنا أقول لهؤلاء عن أي سطحية تتحدثون عندما أتطرق في أسئلتي إلى إنجازات نساء عالميات وعن استبسالهن لنيل الحصانة لأولادهن؛ وكذلك عن الطلاق... وغيرها من المواضيع التي تشكل هموم المرأة بشكل عام؟».
وعما إذا كان هذا البرنامج يشكل قفزة نوعية في مسيرتها المهنية كان لا بد منها، ترد: «لقد نضج مشواري التلفزيوني بما فيه الكفاية لأصل إلى هنا. فمن الصعب الاستمرار في هذا المجال إذا لم نقدم على تجديد أدائنا. فخبرتي خوّلتني أن أقول إنه حان الوقت لأدخل مرحلة عمل جديدة كان لا بد منها، وأنا أستمتع بها كثيراً».
وعما إذا كان النجاح الذي تحققه اليوم يدفع بقنوات أخرى إلى الندم بعد أن غادرتها إلى غير رجعة، توضح: «هذا الموضوع لا أعيره أي أهمية، وإذا كنت تغمزين من قناة (إم تي في) التي غادرتها بعد تعاون معها لسنوات، فأقول إن قراري هذا اتخذته عن قناعة بعد حصول أمور بيننا أتحفظ عن ذكرها. فقررت الانفصال عنها للانطلاق بمشواري الحقيقي. فالموضوع المادي لا يهمني بقدر الموضوع المهني والمصداقية في التعامل، ولا أريد أن أضيف أي شيء على هذا الموضوع؛ إذ أصبح ورائي».
* ولكنك ذكرت أنك عملت دون أي مقابل مادي لثلاث سنوات، فهل ذلك يتلاءم مع موقعك بوصفك مذيعة محترفة؟
- آخر موسم قدمته من «الرقص مع المشاهير» كان منذ نحو 3 سنوات. وبعدها كنت على اتفاق، مع إدارة التلفزيون المذكور، أخلاقياً بأن أبقى من أفراد عائلتها بحيث لا يحق لي الظهور على شاشات أخرى دون موافقتها. فقدمت «نجوم بلا حدود» على شاشة «الآن»، وآخر على قناة «الحياة» المصرية. ولكن عندما أصبحت الأمور جائرة في حقي قررت مغادرتها.
> وهل تملكك الخوف من تقديم هذا البرنامج؟
- «لم أشعر بالخوف بتاتا من هذه الخطوة؛ إذ كنت أتوقع لها النجاح، والدليل على ذلك تربع البرنامج على مواقع التواصل الاجتماعي مع أنه لا يزال في حلقاته الأولى.
وعن الجدل الذي أثير حول الاسم الذي حمله البرنامج سابقاً «ست ستات» فخرج البعض يدعي أن كارلا سرقت الفكرة؛ توضح: «اللغط كان موجوداً في عنوان البرنامج فقط، ولست أنا من اختاره، وانتهى الموضوع بعد إعادة اسمه الأولي له «في Male». وتؤكد كارلا أن برنامجها من النوع السهل الممتنع الذي يتطلب سرعة بديهة ومواقف ارتجالية، خصوصا أنها لا تتسلح بورقة مكتوبة أو قراءات على آلة الـ«برومبتر»... «أحب العفوية التي تسود البرنامج، وأتمسك بها، وأنا سعيدة بتعاوني مع فريق عمل محترف».
وعما إذا كانت استضافتها زوجها الفنان طوني أبو جودة جاءت لتقطع الطريق على إشاعة الطلاق التي تلاحقهما منذ فترة، ترد: «حتى في هذا الموضوع لم أنجُ من الانتقادات، وهناك من رغب الاصطياد في الماء العكر، وردد أننا قمنا بتمثيلية على الشاشة. وفي الحقيقة استضافتي زوجي تأتي على خلفية أهميته بصفته فناناً. فهو صاحب مواهب كثيرة يجهلها كثيرون، ولم أهدف بتاتاً لاستخدامها لسبب أو لآخر. فالناس تحب الأخبار الملفقة، وتستمتع بتداولها مهما برهنت الأحداث العكس. ولمن يهمه الأمر؛ فهذه الحلقة بالذات شهدت أعلى نسبة مشاهدة للبرنامج منذ بدايته حتى اليوم، وأنا فخورة بذلك».
سيتوقف برنامج «في Male» في موسم رمضان المقبل، وتبقى منه حلقتان تعرضان قبل هذا الموعد، ولكن هل سيكتمل المشوار بعده؟... «طبعا هناك حلقات جديدة سنشهدها في شهر يونيو (حزيران) المقبل، ويتوقف في موسم الصيف ليعود إلى الشاشة في شبكة البرامج الجديدة على شاشة (إل بي سي آي)».
وكارلا التي تملك خبرة واسعة في مسرح الشانسونيه والاسكتشات النقدية، لا تفكر حالياً في الرجوع إليها. وتقول: «لم أعد أجد نفسي في هذا النوع من الأعمال المسرحية؛ بل أطمح لأخرى على طراز مسرح الرحابنة الاستعراضي الغنائي». وتعلق: «أنا خريجة كلية الإعلام، فلم أطرأ بالصدفة على عالم التلفزيون الذي هو شغفي. كما أنني أهوى التمثيل منذ صغري، وأتمنى أن أشارك في أعمال تمثيلية في مختلف الميادين. وأتوق للعمل في مسرح استعراضي، خصوصاً أنني أملك المواصفات اللازمة لذلك. فأدائي الغنائي سليم، وأتقن الرقص والتمثيل، وأعوّل على فرصة تظهر مواهبي هذه».



عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».