حلاق صيني يرسم وجوه المشاهير على رؤوس زبائنه

حلاق صيني يرسم وجوه المشاهير على رؤوس زبائنه
TT

حلاق صيني يرسم وجوه المشاهير على رؤوس زبائنه

حلاق صيني يرسم وجوه المشاهير على رؤوس زبائنه

يقدم الحلاق الصيني وانغ جيان فنغ (39 عاما)، المقيم في إقليم شاوشينغ في شرق الصين، قصات شعر غير مألوفة لزبائنه حيث يرسم وجوه المشاهير على رؤوسهم من الخلف.
ويستطيع وانغ رسم وجه أي شخصية مشهورة، من الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ والكولونيل ساندرز مؤسس سلسلة مطاعم كنتاكي إلى نجوم السينما مثل بروس لي وجان رينو. واستلهم وانغ فكرته بعدما شاهد مقطعا مصورا على الإنترنت لمصفف الشعر الأميركي الشهير روب فيريل الذي يرسم وجوه المشاهير على فروة رأس زبائنه. وقرر وانغ محاكاته في الصين.
وذاع صيت وانغ بعدما نجح في نحت أول وجه على فروة الرأس في عام 2015.
وزاد الإقبال عليه حتى إن الزبائن يأتون من أقاليم ومدن مجاورة خصيصا للحصول على رسم مميز لوجه أحد المشاهير من ابتكار وانغ.
وقال وانغ إنه «نوع من الفن، ينبع من الحياة ويتجاوز ذلك».
وأحد زبائن وانغ الذين يترددون عليه باستمرار هو شي لي كه (30 عاما) وهو عامل توصيل. واختار من قبل تصميمات فنية منها الشارب المميز للرسام سلفادور دالي.
وعندما زارت «رويترز» صالون الحلاقة الخاص بوانغ اختار شي الحصول على نسخة من وجه الزعيم ماو على رأسه احتفالا بالذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.
أما تشاي روبين (28 عاما) وهو من زبائنه أيضا فبدت عليه السعادة بوضوح حين حصل على وجه قائد منتخب إنجلترا السابق ديفيد بيكام على فروة رأسه.
ويمضي وانغ أسبوعين شهريا على الطريق حيث يعطي دروسا عن كيفية رسم النماذج الأساسية على رؤوس الزبائن في أنحاء البلاد للحلاقين ومصففي الشعر في سلاسل صالونات كبيرة.
وبخلاف إدارة صالون الحلاقة الخاص به يقدم وانغ منحوتات الشعر لنحو ثمانية أو عشرة زبائن شهريا.
ويدفع الزبائن 200 يورو (30 دولارا أميركيا) مقابل كل رسم على الرأس وهو سعر قصة الشعر العادية نفسه في صالون وانغ. ويستطيع وانغ الانتهاء من صنع نموذج كامل خلال ساعة ويبدأ الشعر في النمو مجددا بعد نحو أسبوع.



رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم
TT

رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم، الذي رحل، الأحد، بعد رحلة طويلة في هذه الحياة تجاوزت تسعة عقود، كان أبرزها توليه منصب أمين مدينة الرياض في بدايات سنوات الطفرة وحركة الإعمار التي شهدتها معظم المناطق السعودية، وسبقتها أعمال ومناصب أخرى لا تعتمد على الشهادات التي يحملها، بل تعتمد على قدرات ومهنية خاصة تؤهله لإدارة وإنجاز المهام الموكلة إليه.

ولد الراحل النعيم في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم وسط السعودية عام 1930، والتحق بالكتاتيب وحلقات التعلم في المساجد قبل إقرار المدارس النظامية، وأظهر نبوغاً مبكراً في صغره، حيث تتداول قصة عن تفوقه، عندما أجرى معلمه العالم عبد الرحمن السعدي في مدرسته بأحد مساجد عنيزة مسابقة لحفظ نص لغوي أو فقهي، وخصص المعلم جائزة بمبلغ 100 ريال لمن يستطيع ذلك، وتمكن النعيم من بين الطلاب من فعل ذلك وحصل على المبلغ، وهو رقم كبير في وقته يعادل أجر عامل لمدة أشهر.

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم

توجه الشاب النعيم إلى مكة بوصفها محطة أولى بعد خروجه من عنيزة طلباً للرزق وتحسين الحال، لكنه لم يجد عملاً، فآثر الذهاب إلى المنطقة الشرقية من بلاده حيث تتواجد شركة «أرامكو» ومشاريعها الكبرى، وتوفّر فرص العمل برواتب مجزية، لكنه لم يذهب للشركة العملاقة مباشرة، والتمس عملاً في إحدى محطات الوقود، إلى أن وجد عملاً في مشروع خط التابلاين التابع لشركة «أرامكو» بمرتب مجز، وظل يعمل لمدة ثلاث سنوات ليعود إلى مسقط رأسه عنيزة ويعمل معلماً في إحدى مدارسها، ثم مراقباً في المعهد العلمي بها، وينتقل إلى جدة ليعمل وكيلاً للثانوية النموذجية فيها، وبعدها صدر قرار بتعيينه مديراً لمعهد المعلمين بالرياض، ثم مديراً للتعليم بنجد، وحدث كل ذلك وهو لا يحمل أي شهادة حتى الابتدائية، لكن ذلك اعتمد على قدراته ومهاراته الإدارية وثقافته العامة وقراءاته وكتاباته الصحافية.

الراحل عبد الله العلي النعيم عمل مديراً لمعهد المعلمين في الرياض

بعد هذه المحطات درس النعيم في المعهد العلمي السعودي، ثم في جامعة الملك سعود، وتخرج فيها، وتم تعيينه أميناً عاماً مساعداً بها، حيث أراد مواصلة دراسته في الخارج، لكن انتظرته مهام في الداخل.

وتعد محطته العملية في شركة الغاز والتصنيع الأهلية، المسؤولة عن تأمين الغاز للسكان في بلاده، إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم، بعد أن صدر قرار من مجلس الوزراء بإسناد مهمة إدارة الشركة إليه عام 1947، إبان أزمة الغاز الشهيرة؛ نظراً لضعف أداء الشركة، وتمكن الراحل من إجراء حلول عاجلة لحل هذه الأزمة، بمخاطبة وزارة الدفاع لتخصيص سيارة الجيش لشحن أسطوانات الغاز من مصدرها في المنطقة الشرقية، إلى فروع الشركة في مختلف أنحاء السعودية، وإيصالها للمستهلكين، إلى أن تم إجراء تنظيمات على بنية الشركة وأعمالها.

شركة الغاز والتصنيع الأهلية تعد إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض، وأقر مشاريع في هذا الخصوص، منها إنشاء 10 بلديات في أحياء متفرقة من الرياض، لتسهيل حصول الناس على تراخيص البناء والمحلات التجارية والخدمات البلدية. ويحسب للراحل إقراره المكتب التنسيقي المتعلق بمشروعات الكهرباء والمياه والهاتف لخدمة المنازل والمنشآت وإيصالها إليها، كما طرح أفكاراً لإنشاء طرق سريعة في أطراف وداخل العاصمة، تولت تنفيذها وزارة المواصلات آنذاك (النقل حالياً)، كما شارك في طرح مراكز اجتماعية في العاصمة، كان أبرزها مركز الملك سلمان الاجتماعي.

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض