ترمب يُشهِر «فيتو» للكونغرس مؤكداً دعم التحالف... وترحيب يمني

أكد الدعم السياسي الأميركي لليمن والتحالف في وجه الميليشيات الحوثية

ترمب يُشهِر «فيتو» للكونغرس مؤكداً دعم التحالف... وترحيب يمني
TT

ترمب يُشهِر «فيتو» للكونغرس مؤكداً دعم التحالف... وترحيب يمني

ترمب يُشهِر «فيتو» للكونغرس مؤكداً دعم التحالف... وترحيب يمني

ضرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالقرارات التشريعية التي صوّت عليها الكونغرس الأميركي بإنهاء المساعدة الأميركية للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، عرض الحائط، متخذاً الحق الدستوري والقانوني في استخدام حق النقض الرئاسي والمعروف بالـ«فيتو»، ومخالفة التصويت الذي اتخذه المجلسان (النواب والشيوخ) بالكونغرس بوقف الدعم، مؤكداً مواصلة الدعم الأميركي للتحالف في اليمن.
ووسط انقسام حاد في الساحة التشريعية السياسية الأميركية، قال الرئيس دونالد ترمب مخاطباً المشرّعين الأميركيين في بيان صحافي صدر عن البيت الأبيض مساء أول من أمس، إن محاولات الكونغرس في التصويت ضد القرارات التنفيذية التي تتخذها إدارته هي محاولة لإضعاف سلطته الدستورية والقانونية، واصفاً تلك المحاولات بـ«الخطيرة، وغير الضرورية».
واعتبر ترمب أن إجراء الكونغرس سيعرض حياة المواطنين الأميركيين وأفراد الخدمة العسكرية الشجعان إلى الخطر، «اليوم وفي المستقبل»، مؤكداً «لا يوجد أفراد عسكريون أميركيون في اليمن يقودون أو يشاركون أو يرافقون قوات التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين (...) وإنهاء تدخل الولايات المتحدة بالتصويت في الكونغرس محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية، وسيعرض حياة المواطنين الأميركيين وأفراد الخدمة الشجعان للخطر، اليوم وفي المستقبل».
وكان الكونغرس الأميركي بشقيه النواب والشيوخ عارَض الإدارة الأميركية، وتجاهل خطابات ولقاءات الشرعية اليمنية، بالتصويت على قرار إنهاء التعاون الأميركي العسكري مع التحالف في حرب اليمن، ووقف الدعم للمملكة العربية السعودية في مواجهة الحوثيين على الحدود الجنوبية، إلا أن هذا التصويت في الكونغرس قوبل في نهاية المطاف بالاعتراض والنقض من قِبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
بدوره، قال الدكتور أحمد بن مبارك، السفير اليمني في واشنطن: إن القرار الذي اتخذه الرئيس ترمب هو قرار سياسي وشجاع، ويدعم الشرعية اليمنية التي تحاول إيران وأتباعها في المنطقة مصادرتها، مؤكداً أن هذا القرار يدعم حق الشرعية اليمنية، والمملكة العربية السعودية في المحافظة على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأفاد بن مبارك في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بعد إعلان ترمب القرار، بأن الحكومة اليمنية والتحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية سيواصلون العمل والجهود السياسية لتحقيق السلام في المنطقة، إلا أن المتمردين الحوثيين وإيران هم من يحاول زرع الخلافات وسلب الأمن والاستقرار للشعب اليمني.
وأشار إلى أن الدعم الأميركي للتحالف في اليمن يتمثل بالدعم الاستخباراتي والدعم السياسي للعملية التي تقودها الشرعية والأطراف المساندة لمحاربة الحوثيين، وأن المشاركة العسكرية بإمداد الطائرات الحربية بالوقود والدعم قد توقفت من العام الماضي بطلب من السعودية والتحالف، مؤكداً مواصلة الدبلوماسية اليمنية والجهود السياسية في الدفاع عن اليمن وشعبه، والحديث مع الساسة الأميركيين لتفهم الحالة التي يمر بها الشعب اليمني. وأضاف: «حذّرنا الكونغرس الأميركي من استخدام القضية اليمنية في القضايا السياسية الداخلية، والتقيت شخصياً بالكثير من القيادات التشريعية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ولمست تجاوباً واقتناعاً من البعض إلا أن البعض الآخر لا يزال مُصرّاً على رأيه ويريد إقحام اليمن في النزاع الداخلي السياسي الأميركي، والبرلمان اليمني والحكومة الشرعية وكافة إداراتها يثمنون القرار الرئاسي باستخدام حق النقض الفيتو».
بدورها، أشادت الإمارات التي تشارك في التحالف بقيادة السعودية، بقرار الرئيس الأميركي، مؤكدة أنه «يأتي في الوقت المناسب والاستراتيجي».
وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش في تغريدة على حسابه في «تويتر» باللغة الإنجليزية، أن «تأكيد الرئيس ترمب على دعمه للتحالف العربي في اليمن إشارة إيجابية»، مضيفاً أن «التحالف يواصل العمل من دون انقطاع لدعم السلام»، مؤكداً «التزام التحالف بالأبعاد الإنسانية والسياسية تجاه أزمة اليمن لا يتزعزع». وكان مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي، أكد في جلسة استماع بالكونغرس الشهر الماضي، دعم بلاده للتحالف والسعودية على وجه الخصوص، قائلاً: إن السعودية لديها الحق الكامل في الدفاع عن نفسها من الصواريخ والأخطار القادمة من اليمن عن طريق الجماعة الحوثية التي تدعمها إيران.
وقال: «السعودية لها الحق في الدفاع عن نفسها من هذه الأخطار كما لو أن أميركا تواجه الخطر نفسه قادماً إلى نيويورك ودنفر أو لوس أنجليس».
وقال بومبيو: إن تنظيم «القاعدة» الإرهابي لا يزال نشطاً في الجزيرة العربية بمنطقة الشرق الأوسط، وإن الولايات المتحدة تحاول محاربة التنظيم وسحقه هناك، كما أن اليمن دولة تقع على الحدود مع السعودية، وأطلقت جماعة الحوثي من هناك مئات الصواريخ والأسلحة إيرانية الصنع باتجاه المملكة، والتي تسببت بتهديد الأمن في السعودية والمنطقة. وزاد: «إن تلك الصواريخ التي أطلقتها الجماعة الحوثية في اليمن، تم تهريبها من اتجاهات عدة، وأصبحت في متناول يد الحوثيين، كما أن الإيرانيين الآن يحاولون تعزيز صناعة الصواريخ داخل اليمن، والولايات المتحدة تعمل ما بوسعها لمنع حدوث كوارث إنسانية تجتاح اليمن، ومن أجل ذلك دفعت أميركا ما يقارب مليار دولار بجانب السعودية والإمارات لمنع حدوث ذلك».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.