بيدرسن يزور دمشق لإنجاز اللجنة الدستورية السورية

قلق أميركي من إغلاق مكتب دولي إقليمي للمساعدات الإنسانية

بيدرسن لدى وصوله الى دمشق أمس.(إ.ب.أ)
بيدرسن لدى وصوله الى دمشق أمس.(إ.ب.أ)
TT

بيدرسن يزور دمشق لإنجاز اللجنة الدستورية السورية

بيدرسن لدى وصوله الى دمشق أمس.(إ.ب.أ)
بيدرسن لدى وصوله الى دمشق أمس.(إ.ب.أ)

وصل المبعوث الدولي غير بيدرسن إلى دمشق أمس لاستكمال المحادثات مع الحكومة السورية إزاء تشكيل اللجنة الدستورية وإجراءات عملها والإطار العام لتنفيذ القرار 2254، وذلك قبل أيام من توجهه إلى العاصمة الكازاخية للمشاركة في اجتماع مسار آستانة في 25 الشهر الجاري.
ويلتقي المبعوث الدولي وزير الخارجية وليد المعلم اليوم لبحث تفاصيل تشكيل اللجنة الدستورية ومعايير العمل وملف المعتقلين والمخطوفين وتوفر البيئة المحايدة لتنفيذ القرار 2254، بموجب المهمة الموكلة إلى بيدرسن من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
واللجنة الدستورية، التي ورثها بيدرسن من سلفه ستيفان دي ميستورا، تضم 3 قوائم: 50 مرشحاً من الحكومة، و50 مرشحاً من «هيئة التفاوض السورية» المعارضة، و50 من ممثلي المجتمع المدني.
الخلاف كان حول القائمة الثالثة التي اقترحت الدول الثلاث الضامنة لمسار آستانة (روسيا، تركيا، إيران) مرشحيها في نهاية العام الماضي. وأظهرت موسكو مرونة بأنها اقترحت على بيدرسن تغيير 6 أسماء خصوصاً بعد قرار دمشق إزالة أسماء رئيسية كانت انخرطت بمسار الإصلاح الدستوري خلال السنوات الماضية.
ويجري التفاوض حالياً حول الأسماء الستة الجديدة، إضافة إلى رئاسة اللجنة والمداورة بين الحكومة والمعارضة والمستقلين لدى انطلاق عملها، إضافة إلى آلية التصويت في اللجنة ومعايير العمل.
وفي حال أنجز بيدرسن القسم المتعلق باللجنة، يتوقع إقرار ذلك في اجتماع ممثلي الدول الضامنة الثلاث في آستانة بمشاركة «مراقبين» من دول إقليمية، على أن يجري الإعلان عن تشكيل اللجنة من بوابة جنيف لإعطاء إشارة إلى أن مسار جنيف ورعاية الأمم المتحدة لا يزالان أساسيين في العملية السياسية السورية.
على صعيد آخر، أعربت واشنطن ودول غربية عن «القلق» إزاء الخطة الأولية الهادفة إلى عدم استكمال عمل «المنسق الإقليمي للمساعدات الإنسانية» بعد سبتمبر (أيلول) 2019. جاء ذلك بعد تداول معلومات عن قرار بإلغاء المكتب الإقليمي للأمم المتحدة في عمان لتقديم المساعدات الإنسانية الذي كان مسؤولاً عن إدارة عمليات الإغاثة في الجنوب السوري وعبر الحدود بموجب قرار لمجلس الأمن. وجاء في مسودة ورقة صاغتها واشنطن وعواصم حليفة، اطلعت «الشرق الأوسط» على نصها: «بحسب ما أشار الكثير من الجهات المانحة في ورقة العمل المشتركة بشأن ترك الباب مفتوحا للمساعدات الدولية في سوريا التي تداولنا نسخا منها في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، فإننا لا نزال ننظر إلى نهج كل سوريا بجميع أقسامه التأسيسية باعتباره دورا رئيسيا للتنسيق لتوزيع المساعدات الإنسانية على المحتاجين من أبناء الشعب السوري بمختلف أنحاء البلاد».
وأكدت أن الدور الذي يؤديه «المنسق الإقليمي للمساعدات الإنسانية» بالغ الأهمية بالنسبة لقيادة العمل الإنساني وللتنسيق لـ«نهج كل سوريا»، ويمثل عاملا هاما بالنسبة لثقة المانحين في «مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية» وتعامله مع الأزمة السورية، خاصة فيما يتعلق بالتجاوب في مسألة الحدود. وزادت: «نظراً لاعتماد أكثر من 4.5 مليون شخص في سوريا على المعونات الضرورية للحياة التي أقرها مجلس الأمن الدولي وفق القرار رقم 2449 في ديسمبر (كانون الأول) 2018، فإن أي تقليص لأعداد قيادة الأمم المتحدة المتعاملة مع الأزمة السورية من شأنه أن يعرض حياة السوريين للخطر ويضعف من قدراتها الجماعية على الاستجابة والتخفيف من معاناة الشعب السوري».
وحذرت من انعكاس إغلاق المكتب الدولي على عمليات الإغاثة، قائلة: «عملية توزيع المساعدات عبر الحدود لا تزال تشكل صعوبة على البعثة بعدما أعلنت الحكومة السورية أنها لن تسمح بإيصال المساعدات للمناطق غير الخاضعة لسيطرتها، كما تعمل على إعاقة عمل الوكالات بمنعها من إيصال المساعدات حتى في المناطق الخاضعة لسيطرتها».
وأضافت مسودة الرسالة الأميركية: «خاب ظننا نتيجة لما تم من ترتيب للجهات المانحة في عمان وبيروت من دون التشاور المسبق مع الأمم المتحدة. ورغم أننا نفهم الآن أن هذا القرار ليس نهائياً، نؤكد على أن المقترح الذي اتخذ في ورقة العمل هذه لترتيب الحوار بين المانحين والأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية فيما يخص نهج (كل سوريا) ونطالب بعقد اجتماع مع المانحين لمناقشة بدائل إجراء تقليص وضع لجنة المنسق الإقليمي للمساعدات الإنسانية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.