لقي 20 شخصاً مصرعهم، بينما جُرِح 48 آخرون حسب إحصائيات رسمية باكستانية، إثر تفجير ضخم هزّ إحدى الأسواق الشعبية في ضاحية بمدينة كويتا تقطنها أقلية الهزارة، صباح أمس (الجمعة). وقال نائب المفتش العام للشرطة في الإقليم، عبد الرزاق شيما، الذي كان موجوداً في السوق بعد التفجير إن الانفجار استهدف أقلية الهزارة، لكن وزير داخلية الإقليم ضياء الله لانغوفي قال إن الهدف من التفجير ليس أقلية الهزارة.
وقال إن أحد قادة القبائل البلوشية، يُدعي مري بلوش، وأفراداً من حرس الحدود في المنطقة كانوا من بين القتلى، ولكن وقوع الانفجار في السوق أدى إلى إصابة عدد أكبر من أقلية الهزارة، مضيفاً: «الانفجار وقع في محل خضراوات ونتج عن قنبلة حديثة الصنع، وُضِعت في أحد الصناديق التي مُلِئت بحبات البطاطس»، ولم يتمكن الخبراء من القول إن كانت القنبلة فُجّرت عن بعد أو كانت قنبلة مؤقتة.
لكن وزير الداخلية في الإقليم ضياء الله لانغوفي قال في مؤتمر صحافي إن الانفجار يبدو نتيجة تفجير انتحاري، وإن ثمانية من القتلى هم من أقلية الهزارة، وأحد أفراد حرس الحدود الذي كان في مهمة حراسة بالمنطقة، بينما الباقون من أصحاب المحلات والمواطنين الذين كانوا في السوق أو يسكنون في المنطقة.
وأعلنت حالة الاستنفار في جميع مستشفيات المدينة، في حين عملت السلطات المحلية على نقل كل مَن كان من أقلية الهزارة من السوق إلى أماكن سكناهم تحت حراسة أمنية.
وقال قادر نايلي أحد قادة أقلية الهزارة إنهم يطالبون الحكومة بمزيد من الإجراءات الأمنية لحمايتهم، مضيفاً: «مرة أخرى نتعرض لتفجيرات وقتل، ونحن نريد حمايةً وأمناً من الحكومة، وأن تتمكن الحكومة من القبض على كل مَن خطَّط وشارك في هذا التفجير، ومعاقبتهم على جريمتهم الإرهابية».
وشهدت ضاحية هزارة في مدينة كويتا العديد من عمليات التفجير والهجمات المسلحة. وتقوم قوات حرس الحدود بحراسة التجار من أقلية الهزارة في حال قدومهم إلى منطقة هزاركنجي في كويتا لشراء الخضراوات والفواكه، ونقلها إلى منطقتهم بعد عدد من العمليات المسلحة التي تعرضوا لها.
وقال نائب المفتش العام للشرطة عبد الرزاق شيما إن الشرطة وقوات حرس الحدود تقوم بحراسة التجار من أقلية الهزارة في مجيئهم وذهابهم من وإلى الأسواق في مدينة كويتا، وأوضح أنه كانت هناك 11 سيارة و55 من أفراد الأمن وحرس الحدود أمام التجار الهزارة وخلفهم. وحين دخل التجار سوق الخضار انتشر رجال الشرطة عند البوابات لمنع الآخرين من القدوم ودخول السوق، لكن نحو السابعة والنصف صباحاً حين كان أصحاب المحلات ينزلون بضائعهم وقع الانفجار». وأضاف: «إنْ كان هناك شيء مخبأ في أحد المحلات فالواجب أن يتم التحقيق مع أصحاب المحلات في السوق».
وينتمي أفراد أقلية الهزارة في كويتا إلى أقلية الهزارة الأفغانية في ولاية باميان وعدد من الولايات الأخرى، ويصل تعدادهم إلى قرابة نصف مليون، حسب قولهم، في مدينة كويتا، وكانوا هاجروا إليها إبان الاحتلال السوفياتي لأفغانستان ومنح الجنرال موسى خان حاكم إقليم بلوشستان في الثمانينات من القرن الماضي غالبية الهزارة الجنسية الباكستانية، وأسكنهم أحد التلال في مدينة كويتا الذي صار يدعى «هزارة».
وتتهم جهات باكستانية الجنرال موسى خان حاكم بلوشستان الأسبق بأنه منحهم الجنسية بناءً على انتمائه الطائفي، حيث كان من الشيعة والمؤيدين للزعيم الإيراني آية الله خميني، ويدللون على ذلك بأنه أوصى بأن يتم دفنه عند قبر الإمام الرضا في مدينة تبريز الإيرانية، وهو ما تم بعد وفاته قبل أقل من عقدين من الزمن. ونشرت اللجنة الوطنية الباكستانية لحقوق الإنسان تقريراً قالت فيه إن 509 من أفراد أقلية الهزارة قُتِلوا و627 جرحوا في حوادث عنف ما بين عامي 2012 و2017. وينشط كثير من أفراد أقلية الهزارة في العمل بإيران، والتنقل بينها وبين إقليم بلوشستان، كما أن عدداً منهم انضمّ للواء «زينبيون» الشيعي الباكستاني، الذي أسسه «فليق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني وقام آلاف منهم بالقتال في سوريا، مع نظام بشار الأسد، حيث كانوا يسيطرون على سوق الحميدية وحي السيدة زينب وشاركوا في معارك حلب وحمص، كما استوطن بعضهم بدعم من القوات الإيرانية في سوريا بمنطقة الزبداني، بعد ترحيل سكانها إلى محافظة حلب شمال سوريا.
20 قتيلاً وعشرات الجرحى بانفجار في كويتا الباكستانية
تفجير ضخم هزّ إحدى الأسواق الشعبية
20 قتيلاً وعشرات الجرحى بانفجار في كويتا الباكستانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة