روسيا تستعيد ثلاثة من أبناء «دواعشها» من سوريا

TT

روسيا تستعيد ثلاثة من أبناء «دواعشها» من سوريا

أعلنت واحدة من منظمات «المحاربين القدامى» في روسيا عن إعادة ثلاثة أطفال روس، أبناء «دواعش»، من مخيم للاجئين في سوريا. وقال دميتري سابلن، العضو في مجلس الدوما، ونائب رئيس رابطة «الأخوة القتالية» للمحاربين القدامى: إن ممثلي الرابطة نظموا إعادة 3 أطفال من سوريا إلى بلدهم روسيا، وهم توأمان في السابعة وشقيقتهما في الخامسة من العمر. وتعود بدايات مأساة هؤلاء الإخوة الثلاثة إلى عام 2014، حين قرر والداهما التوجه من أوسيتيا الشمالية في القوقاز، إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم «داعش» الإرهابي. ولم يقدم البرلماني الروسي أي تفاصيل حول المنطقة التي كانت فيها هذه الأسرة «الداعشية» قبل مقتل الوالدين، واكتفى بالإشارة إلى أن الأطفال الثلاثة، وبعد مقتل الوالدين عاشوا مدة عام تقريباً في مخيم «الهول» للاجئين في محافظة الحسكة، وأخيراً قامت ميليشيا «قوات الدفاع الذاتي» الكردية، في مدينة القامشلي، بتسليمهم لممثلي رابطة «الأخوة القتالية»، ومن هناك تم نقلهم إلى دمشق، ومن ثم إلى روسيا.
ووصف سابلن أخذ الكبار أطفالهم معهم إلى مناطق القتال «جريمة»، وقال: «أولئك الذين أتوا من مختلف البلدان إلى سوريا للقتال ضد شعبها، ارتكبوا جريمة بحق أطفالهم»، لافتاً إلى الآن «الأطفال الثلاثة عايشوا ظروفاً لم يعرفها كثير من الكبار»، وأضاف: «عندما تسمع قصصهم، كيف تجمدوا من البرد ليلاً، وكيف كانوا يتعرضون للضرب، وكيف يقوم التوأمان بحماية أختهما من الأفاعي والعقارب، تدرك أنه لا يجب أن يعيش الأطفال بهذا الشكل. هم ليسوا مسؤولين، وهذا ليس ذنبهم. الآباء حكموا عليهم بهذا المصير». وأعرب سابلن، عن شكره العميق لوزارة الدفاع الروسية، ومفوضية حقوق الأطفال لدى الرئاسة الروسية، وكذلك للسفارة الروسية في سوريا وممثلية الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في دمشق، على المساعدة في تأمين إقامة الأطفال في دمشق، إلى أن تم تنظيم الثبوتيات الضرورية لسفرهم وإعادتهم إلى روسيا.
وتعود مبادرة إعادة «أطفال داعش» إلى أوطانهم إلى السياسي الأردني البارز من أصول شيشانية، سميح بينو. وحفزه لإطلاق تلك المبادرة تسجيل نشرته نادية الجبوري، وهي نائبة سابقة في البرلمان العراقي، على حسابها في تطبيق «واتساب» وتظهر فيه صورة لطفلة تعرضت يداها وقدماها للحروق الشديدة. وأوضحت النائبة، أن والدي الطفلة قتلا جراء معارك في مدينة الموصل، وكانا بين مسلحي «داعش»، ولا تتكلم الطفلة إلا باللغة الشيشانية؛ مما أجبر السياسي الأردني على الشروع في البحث عن ذويها في الجمهورية الروسية. ومن ثم أطلق الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف مبادرة إعادة زوجات وأبناء «الدواعش» الروس من العراق وسوريا. وأعلن في 8 أغسطس (آب) 2017 عن عودة طفل شيشاني اسمه بلال، أخذه معه أبوه إلى سوريا ومن ثم إلى العراق، قبل أن يكمل عامه الثاني. وعُثر عليه في الموصل بحالة مأساوية، ومن ثم تم نقله إلى روسيا.
وينشط في هذا المجال بصورة خاصة زياد سبسبي، البرلماني الروسي من أصل سوري، وممثل الرئيس الشيشاني في الشرق الأوسط، بالتعاون مع مفوضة حقوق الأطفال لدى الرئاسة الروسية، والرئاسة الشيشانية، ومنظمات حقوقية أخرى. وحتى الآن نجح فريق العمل الخاص بإعادة أكثر من 100 مواطنة وطفل روسي من مناطق النزاع في الشرق الأوسط. وتشير بيانات منظمة «أوبيكتيف» الحقوقية الروسية إلى أن أكثر من ألف طفل روسي، من مختلف المدن والأقاليم الروسية، يبقون حتى الآن في سوريا والعراق، جميعهم وصلوا إلى هناك مع آبائهم الذين وقعوا تحت تأثير التنظيم الإرهابي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.