انخفاض أسعار الرهون العقارية في الولايات المتحدة للأسبوع الثاني

تكاليف الإقراض لمدة 30 عاما عند أدنى مستوياتها في 2014.. وازدهار نشاط تشييد المساكن

ذكرت وزارة التجارة الأميركية أن عدد المساكن الجديدة التي بدأ بناؤها زاد في يوليو الماضي بنسبة 15.7% ليصل المعدل السنوي إلى 1.09 مليون مسكن وهو أقوى معدل نمو له منذ نوفمبر الماضي
ذكرت وزارة التجارة الأميركية أن عدد المساكن الجديدة التي بدأ بناؤها زاد في يوليو الماضي بنسبة 15.7% ليصل المعدل السنوي إلى 1.09 مليون مسكن وهو أقوى معدل نمو له منذ نوفمبر الماضي
TT

انخفاض أسعار الرهون العقارية في الولايات المتحدة للأسبوع الثاني

ذكرت وزارة التجارة الأميركية أن عدد المساكن الجديدة التي بدأ بناؤها زاد في يوليو الماضي بنسبة 15.7% ليصل المعدل السنوي إلى 1.09 مليون مسكن وهو أقوى معدل نمو له منذ نوفمبر الماضي
ذكرت وزارة التجارة الأميركية أن عدد المساكن الجديدة التي بدأ بناؤها زاد في يوليو الماضي بنسبة 15.7% ليصل المعدل السنوي إلى 1.09 مليون مسكن وهو أقوى معدل نمو له منذ نوفمبر الماضي

بلغ متوسط سعر الرهن العقاري الثابت لمدة 30 عاما 4.1 في المائة، في انخفاض من نسبة 4.12 في المائة، وفقا لبيان أصدرته «فريدي ماك». في الوقت ذاته، انخفض متوسط سعر الرهن العقاري لمدة 15 عاما إلى 3.23 في المائة بعد أن كان 3.24 في المائة، وذلك وفقا لـ«ماكلين» وهي شركة للتمويل العقاري في فيرجينيا.
كانت المرة الأخيرة التي وصل فيها سعر الرهن العقاري لمدة 30 سنة إلى مثل الانخفاض في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول). وقد جاء هذا الانخفاض بعد أن وصل إلى أعلى معدل له في عامين بعد أن بلغ السعر 4.58 في المائة في أغسطس (آب) الماضي، مما ساعد على تعزيز الطلب على العقارات. وذكرت الرابطة الوطنية للوكلاء العقاريين أنه في السابق كانت العقارات المملوكة تباع بسعر سنوي وصل إلى 5.15 مليون في يوليو (تموز)، في ارتفاع بنسبة 2.4 في المائة عن الشهر السابق، وفي أعلى معدل منذ شهر سبتمبر (أيلول).
قال مارك فينتر، كبير الخبراء الاقتصاديين قي شركة (ويلز فارغو سيكيوريتيز ذات المسؤولية المحدودة) في تشارلوت بنورث كارولاينا، في حوار أجرته معه وكالة «بلومبيرغ» معه قبل إصدار هذه البيانات: «طالما ظلت أسعار الرهون العقارية عند تلك المستويات المنخفضة، سوف نشهد مزيدا من النشاط. إنها تساعد بطريقة ما، ولكن قد يكون النشاط أقل مما نرجو».
جدير بالذكر، أن إحصائيات صدرت عن رابطة الوكلاء العقاريين كشفت عن هبوط معدل المبيعات في الشهر الماضي بنسبة 4.3 في المائة عن شهر يوليو عام 2013.
من ناحية أخرى، أظهرت بيانات اقتصادية نشرت يوم الثلاثاء الماضي نمو حركة بناء المساكن في الولايات المتحدة خلال يوليو الماضي في الوقت الذي تراجع فيه معدل التضخم، وهو ما يشير إلى أن التعافي الحالي للاقتصاد لم يؤد حتى الآن إلى ارتفاع معدل التضخم.
وذكرت وزارة التجارة الأميركية، أن عدد المساكن الجديدة التي بدأ بناؤها زاد في يوليو الماضي بنسبة 15.7 في المائة ليصل المعدل السنوي إلى 1.09 مليون مسكن وهو أقوى معدل نمو له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. في الوقت نفسه، تراجع معدل التضخم في يوليو الماضي إلى 0.7 في المائة مقابل 0.3 في المائة خلال يونيو (حزيران) الماضي.
وذكرت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء الاقتصادية، أن تحسن سوق العمل وتراجع معدل الفائدة ساعدا في تحسن أوضاع سوق العقارات السكنية، وهو ما أدى إلى زيادة المبيعات في شركات مثل «هوم ديبوت». في الوقت نفسه، فإنه مع استمرار معدل تضخم أقل من المعدل المستهدف بالنسبة لمجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأميركي وهو 2 في المائة سنويا فإن الفرصة ستظل قائمة أمام البنك المركزي للإبقاء على أسعار الفائدة منخفضة.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة العدل الأميركية يوم الخميس الماضي موافقة بنك أوف أميركا كورب يوم الخميس الماضي تسوية نزاعات مع الحكومة الاتحادية والولايات الأميركية ومؤسسات مدنية بشأن تعاملات التمويل العقاري مقابل دفع غرامات قياسية قدرها 16.65 مليار دولار، في ظل اتهام البنك ببيع أوراق مالية مضمونة بقروض عقارية متعثرة مما أدى إلى الأزمة المالية التي تفجرت عام 2008.
وهذه التسوية هي الأكبر بالنسبة لقضايا مخالفات البنوك والمؤسسات المالية الأميركية في مجال المنتجات المالية المتعلقة بالتمويل العقاري في السوق الأميركية قبل وأثناء الأزمة المالية التي تفجرت عام 2008.
وسيدفع البنك نحو 10 مليارات دولار لتسوية الدعاوى المدنية للحكومة الاتحادية وحكومات الولايات الأميركية وسيدفع 7 مليارات دولار لتعويض العملاء الذين تضرروا من الأزمة المالية من خلال تعديلات القروض وغيرها من الإجراءات.
ووصف وزير العدل الأميركي إيريك هولدر التسوية بأنها «مناسبة من حيث حجم ومدى الخطأ في هذه القضية».
وهذه القضية واحدة من عدة قضايا حركتها وزارة العدل الأميركية ضد بنوك ومؤسسات مالية بسبب اتهام هذه المؤسسات بالتضليل وارتكاب ممارسات غير قانونية مما دفع النظام المالي الأميركي إلى حافة الانهيار وفجر موجة ركود اقتصادي عالمي.
وكان بنك أوف أميركا قد سوى نزاعا منفصلا في وقت سابق من العام الحالي مع وكالة التمويل العقاري الاتحادي مقابل 9.5 مليار دولار، فيما كانت مجموعة «سيتي غروب» المصرفية قد توصلت العام الماضي إلى تسوية بلغت قيمتها 7 مليارات دولار فيما وافق بنك جيه بي مورغان تشيس على دفع 13 مليار دولار في حالات مماثلة.
كانت غرامات بنك أوف أميركا قد تفاقمت بسبب استحواذه على مؤسسة قروض التمويل العقاري عالية المخاطر كانتري وايد فاينانشيال كورب في المراحل الأولى من الأزمة المالية. وكان بنك أوف أميركا وبنك ميرل لينش وكانتري وايد قد كذبا على المستثمرين بشأن جودة الأوراق المالية المضمونة بقروض تمويل عقاري والتي باعتها هذه البنوك، بحسب وزارة العدل الأميركية.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».