توقع مختصون في القطاع العقاري أن يدخل عديد من القرى التي تبعد عن جدة قرابة 90 كيلومترا شمالا، في الاتجاه المؤدي للمدينة المنورة (قرية ذهبان، وقرية ثول) وغيرهما من القرى، ضمن النطاق العمراني، وتصبح بعد سنوات من الأحياء الرئيسة التابعة للمدينة.
وأرجع المختصون دخول هذه القرى في خريطة جدة الجغرافية، لعدة عوامل، في مقدمتها تضاريس المدينة التي تجبر على التوسع جنوبا وشرقا، وهذان الاتجاهان يشهدان تراجعا في النهضة العمرانية، بسبب خروج عديد من الدوائر ومراكز الأعمال باتجاه الشمال، إضافة إلى رغبة سكان المدينة والوافدين الجدد في الانتقال بهذا الاتجاه، مع وجود مساحات كبيرة من الأراضي التي تحتاج إلى تطوير، من ضمنها أراضي المنح التي قدمتها الجهات المعنية للمواطنين في سنوات سابقة.
وطالب المختصون في القطاع العقاري بضرورة وجود جهة رقابية تنظّم سوق العقار السعودي الذي يُعدّ الأكبر على مستوى المنطقة، لضمان حقوق البائع والمشتري والقضاء على الشائعات في سوق العقار، ووقف عملية المضاربات على الأراضي التي تفتقد البنية التحتية، مما ينعكس بالسلب على سوق العقار في جدة، التي وصل فيها سعر المتر الواحد داخل هذه المواقع إلى ألفي ريال.
وقال محمد الجهني رئيس مجلس إدارة شركة «صهيل الدولية»، وعضو اللجنة العقارية والتطوير العقاري في الغرفة التجارية بجدة، إن تضاريس جدة الجغرافية أجبرت النمو السكاني على التوسع بحسب الأفضلية، ويأتي التوسع نحو الشمال في طليعة الرغبات للباحثين عن سكن أو شراء أرض، لاحتضانه كل المزايا، من ضمنها وجود الخدمات والجامعات، إضافة إلى إقامة المشاريع الكبرى التي كان آخرها ملعب الملك عبد الله، يليه الشرق، ومن ثم الجنوب، الذي لا يدخل ضمن أولويات السكن بين المواطنين والمقيمين.
ولفت إلى أن شرق جدة سيكون منطقة واعدة في ظل وجود خط دائري يسهم في تسريع نمو المنطقة والمدينة على وجه العموم، وسيساعد على التمدد من الناحية الشرقية بشكل كبير، مؤكدا أن التوسع السريع في الشمال سيدخل تلقائيا القرى والمحافظات الصغيرة مع مرور الوقت ضمن أحياء جدة، نتيجة ارتفاع الطلب ورغبة سكان كثير من المدن القريبة من جدة في تملك مساكن أو أراضٍ فيها.
وشدد عضو اللجنة العقارية والتطوير العقاري في غرفة جدة، على أهمية أن تقوم وزارة التجارة بدورها في رقابة أهم سلعة متداولة في الاقتصاد السعودية «العقار»، ويكون هناك تنظيم كامل في عمليات البيع والشراء، وحفظ حقوق العاملين، وضبط الأسعار بشكل عام في السوق، مشيرا إلى أن التنظيم سيحد من انتشار الشائعات حول ارتفاع السعر أو انخفاضه، التي تنتشر في الأوساط العقارية دون معلومة موثقة من جهة اختصاص، خاصة أن أغلب العمل في القطاع العقاري يعتمد على المضاربات، مؤكدا أن هذه الفترة تشهد ركودا وترقبا من عموم المواطنين في جميع المدن السعودية لمخرجات وزارة الإسكان.
وعن الاستفادة من منح الأراضي للمواطنين، قال الجهني: «إن هناك كمّا هائلا من منح الأراضي موجود وغير مستفاد منه، بسبب أن المواطن يقوم بعمليات بيع مباشر بعد تسلمه المنحة، ولا بد من وجود تنظيم كامل من خلال تسليم مناطق المنح لمطورين عقاريين يقومون بتجهيز البنية التحتية، وسيسهم هذا في تشجيع المواطنين على الاستفادة من هذه المنح، وذلك من خلال التنظيم وتسهيل إجراءات المطورين».
ويخيم على السوق العقارية في جدة، التي تبلغ مساحتها الإجمالية 1765 كيلومترا، وتشهد نموا سكانيا يصل إلى قرابة 3.4 مليون شخص يشكلون 14 في المائة من إجمالي سكان السعودية ركودا وحالة من التباطؤ في عمليات البيع، الأمر الذي دفع المستثمرين للتخلي عن بعض المسطحات على أطراف المدينة.
وقال خالد حسين، مطور عقاري، إن ارتفاع العرض يقابله انخفاض متدنٍّ في الطلب لم تسجله السوق العقارية منذ سنوات طويلة، قد يدفع بكثير من المستثمرين الكبار في سوق العقار إلى بيع الأراضي بأسعار غير تجارية، إضافة إلى المخاوف من فرض رسوم الزكاة على الأراضي البيضاء والمملوكة للتجار، لافتا إلى أن كثيرا من المواقع التي يسيطر عليها المستثمرون تفتقد الخدمات الأساسية، مما يعجل بطرحها في السوق بعيدا عن المضاربات العقارية.
وأضاف المطور العقاري أن الفترة المقبلة ستشهد ارتفاعا ملحوظا في بيع الأراضي الخام التي تفتقد الخدمات الرئيسة، لأن الخسائر المتوقعة من جراء تجهيز الأراضي مكلفة، مع توجه وزارة الإسكان لشراء الأراضي والاستثمار فيها من خلال بناء الوحدات للمواطنين، مشيرا إلى أن هناك اعتمادا على تطوير أراضي المنح في محاولة لمساعدة المواطنين على بناء المساكن، وفق رؤيتهم للخروج من أزمة ارتفاع شراء المساكن الجاهزة.
وأشار خالد حسين إلى أن هذا التحرك من قبل المستثمرين يأتي عقب موافقة مجلس الشورى على مشروع نظام جباية الزكاة في الأنشطة التجارية والمهنية، ويخضع له كل من يمارسها في السعودية، وصناديق الاستثمار غير المفتوحة والعقارات المعدة للبيع أو للإيجار، بما في ذلك الأراضي الخام والمطورة، فيما يستثني النظام الجمعيات الخيرية والمؤسسات غير الربحية.
9:32 دقيقه
التوسع الطولي يغير الخريطة الحدودية لجدة ويدمج قرى محيطة بالمدينة
https://aawsat.com/home/article/165991
التوسع الطولي يغير الخريطة الحدودية لجدة ويدمج قرى محيطة بالمدينة
المطالبة بتسهيل أعمال المطورين للاستفادة من منح الأراضي
صورة جوية لأحياء شرق جدة (تصوير: خضر الزهراني)
- جدة: سعيد الأبيض
- جدة: سعيد الأبيض
التوسع الطولي يغير الخريطة الحدودية لجدة ويدمج قرى محيطة بالمدينة
صورة جوية لأحياء شرق جدة (تصوير: خضر الزهراني)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
