رئيس وزراء موريتانيا الجديد يختار فريقه الحكومي

تميز بزيادة أعداد الوزيرات وغياب وزارة الإعلام

يحيى ولد حدمين
يحيى ولد حدمين
TT

رئيس وزراء موريتانيا الجديد يختار فريقه الحكومي

يحيى ولد حدمين
يحيى ولد حدمين

أعلنت الرئاسة الموريتانية عن تشكيلة الفريق الحكومي الجديد، بناء على اقتراح من رئيس الوزراء يحيى ولد حدمين، الذي كلفه الرئيس محمد ولد عبد العزيز قبل يومين بتشكيل الحكومة. وحمل الفريق الجديد تغييرات شكلت مفاجأة بالنسبة للرأي العام، على الرغم من أن 17 وزيرا احتفظوا بمناصبهم. وكان اللافت في الحكومة الجديدة التي أعلن عنها فجر أمس، زيادة عدد الحقائب من 26 إلى 27 حقيبة وزارية، حيث استحدثت وزارتان جديدتان وألغيت وزارة واحدة، كما أن عشرة وجوه جديدة دخلت الحكومة، من بينها رئيس حزب سياسي، وأساتذة جامعيون وصحافية. واقتصر الفريق الحكومي الجديد على الموالين للرئيس محمد ولد عبد العزيز، وأغلبهم من قيادات حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، الذي دخل رئيسه إسلك ولد أحمد يزيد بيه الحكومة من بوابة وزارة التجهيز والنقل، ليخلف بذلك رئيس الوزراء الجديد يحيى ولد حدمين، ويعد ولد يزيد بيه أحد المقربين من ولد عبد العزيز، وهو أستاذ جامعي حاصل على شهادة دكتوراه في الرياضيات.
كما ضمت الحكومة الجديدة أيضا شخصيات مستقلة برزت خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي أقيمت في يونيو (حزيران) الماضي، ودعمت ولد عبد العزيز بقوة، من أبرزها الدكتور سيدي ولد سالم، أستاذ الفيزياء بكلية العلوم والتقنيات في جامعة نواكشوط، الذي شغل منصب مدير الحملة الوطنية لولد عبد العزيز إبان الانتخابات الرئاسية، وتولى حقيبة التعليم العالي والبحث العلمي في الفريق الحكومي الجديد.
في غضون ذلك شهدت هيكلة الحكومة الجديدة تغييرات جوهرية بالمقارنة مع الحكومة السابقة، حيث اختفت وزارة الاتصال، التي كانت تلعب دور «وزارة الإعلام»، وتتبع لها المؤسسات الإعلامية الرسمية (التلفزيون الحكومي، والإذاعة الموريتانية والوكالة الموريتانية للأنباء)، وقد أثار اختفاء هذه الوزارة لغطا كبيرا في أوساط المراقبين للمشهد السياسي والحكومي.
خاصة أنه طيلة السنوات الماضية كانت هنالك وزارة «الاتصال والعلاقات مع البرلمان» يتولاها الناطق الرسمي باسم الحكومة، لكن تغيرت هذه الوزارة في الفريق الحكومي الجديد لتصبح «وزارة العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني»، وتولاها وزير جديد لم يكن من بين الأسماء المعروفة في الأوساط الرسمية، وأصبح هو الناطق الرسمي باسم الحكومة. كما استحدثت في الفريق الحكومي الجديد وزارة خاصة بالبيطرة، فيما تحولت وزارة التنمية الريفية إلى وزارة للزراعة، وتم فصل وزارة الثقافة عن الشباب والرياضة، وأصبحت هنالك وزارة خاصة بالثقافة والصناعة التقليدية، وأخرى خاصة بالشباب والرياضة، وهو مطلب نادى به أغلب المهتمين بالشأن الرياضي الذين دعوا إلى فصل الرياضة عن الثقافة.
واللافت في الحكومة الجديدة أيضا تزايد أعداد الوزيرات فيها، حيث كانت الحكومة السابقة التي شكلها رئيس الوزراء المستقيل مولاي ولد محمد لقظف، في فبراير (شباط) الماضي، قد سجلت رقما قياسيا بالنسبة لحضور المرأة من خلال ست وزارات، لكن هذا الرقم حطمته الحكومة الجديدة بضمها لسبع سيدات، بينهن ثلاث دخلن الحكومة للمرة الأولى.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».