حذّر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أمس، من أن «السياسة الأميركية لن تجلب الأمن لأحد»، متهماً الإدارة الأميركية بالعمل على مرحلة ما بعد الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وهو «الاعتراف بضم الضفة، ومن ثم الإعلان عن الاعتراف الأميركي بدولة غزة تحت راية (حماس)»، مضيفاً أن «هذا هو منطق الأمور».
وأكد عريقات أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «حكما على المنطقة وشعوبها بالعيش بالسيف لعقود طويلة قادمة، وذلك نتيجة للقرارات التي اتُّخذت بشأن القدس واعتبارها عاصمةً لإسرائيل، والاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان العربي السوري المحتل، أي تشريع جواز احتلال أراضي الغير بالقوة، وتمزيق مُبادرة السلام العربية، إضافة إلى باقي القرارات التي مزّقت القانون الدولي والشرعية الدولية بخصوص مبدأ الدولتين على حدود 1967 وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإسقاط ملف اللاجئين، ورفض حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره».
وتابع عريقات أثناء لقائه مع سفراء وقناصل وممثلي الدول الآسيوية والأفريقية وأميركا اللاتينية والكاريبي، إضافة إلى روسيا والنرويج وسويسرا، أن «دفع المجتمع الدولي إلى عهد ما بعد القانون الدولي والشرعية الدولية يعني توسيع دائرة العنف والفوضى والتطرف وإراقة الدماء، إذ إن فرض الإملاءات بلغة القوة لا يمكن أن يحقق السلام، ودون السلام لا يمكن أن يكون هناك أمن واستقرار».
وأردف: «وصل استخفاف الإدارة الأميركية بالقانون الدولي والشرعية الدولية، وكذلك الاستخفاف بكرامة الشعوب العربية إلى درجة غير مسبوقة، إذ يتم التصرف مع الدول العربية بطريقة لا يمكن قبول الاستمرار بها، فكرامة الشعوب لا يمكن أن تُقاس بميزان تُجار العقارات وصانعي الصفقات، حتى وإن بدا ذلك ممكناً للبعض في إدارة الرئيس ترمب».
وعقّب عريقات على تصريحات السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، حول أحقية إسرائيل بالسيطرة على الأمن في الضفة: «نحن نعيش عصرَ ما بعد القانون الدولي، وما بعد الأخلاق والأعراف الدولية». وتابع: «عليهم أن يعرفوا أن الشعب العربي لن يقبل باستمرار الوضع القائم، لأنه وضع ظلم وإذلال».
وطالب عريقات المجتمع الدولي بالوقوف بصلابة أمام ممارسات وسياسات إدارة الرئيس ترمب حفاظاً على القانون الدولي والشرعية الدولية وقوة المنطق وحل الصراعات بالطرق السلمية، ووجوب تأكيد وتثبيت مبدأ إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967.
وطالب عريقات بـ«إعادة اللحمة وإنهاء الانقلاب والانقسام»، مضيفاً أن «التهدئة مصلحة وطنية عليا وخيار فلسطيني من قبل الرئيس محمود عباس، والقيادة الفلسطينية». ومضى يقول إن «الذي يوقف الجرائم الإسرائيلية التي تتحمل تل أبيب مسؤوليتها تماماً، هو وقف الانقلاب».
عريقات لسفراء وقناصل: نتوقع فوضى وعنفاً بسبب قرارات واشنطن
عريقات لسفراء وقناصل: نتوقع فوضى وعنفاً بسبب قرارات واشنطن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة