عريقات لسفراء وقناصل: نتوقع فوضى وعنفاً بسبب قرارات واشنطن

TT

عريقات لسفراء وقناصل: نتوقع فوضى وعنفاً بسبب قرارات واشنطن

حذّر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أمس، من أن «السياسة الأميركية لن تجلب الأمن لأحد»، متهماً الإدارة الأميركية بالعمل على مرحلة ما بعد الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وهو «الاعتراف بضم الضفة، ومن ثم الإعلان عن الاعتراف الأميركي بدولة غزة تحت راية (حماس)»، مضيفاً أن «هذا هو منطق الأمور».
وأكد عريقات أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «حكما على المنطقة وشعوبها بالعيش بالسيف لعقود طويلة قادمة، وذلك نتيجة للقرارات التي اتُّخذت بشأن القدس واعتبارها عاصمةً لإسرائيل، والاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان العربي السوري المحتل، أي تشريع جواز احتلال أراضي الغير بالقوة، وتمزيق مُبادرة السلام العربية، إضافة إلى باقي القرارات التي مزّقت القانون الدولي والشرعية الدولية بخصوص مبدأ الدولتين على حدود 1967 وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإسقاط ملف اللاجئين، ورفض حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره».
وتابع عريقات أثناء لقائه مع سفراء وقناصل وممثلي الدول الآسيوية والأفريقية وأميركا اللاتينية والكاريبي، إضافة إلى روسيا والنرويج وسويسرا، أن «دفع المجتمع الدولي إلى عهد ما بعد القانون الدولي والشرعية الدولية يعني توسيع دائرة العنف والفوضى والتطرف وإراقة الدماء، إذ إن فرض الإملاءات بلغة القوة لا يمكن أن يحقق السلام، ودون السلام لا يمكن أن يكون هناك أمن واستقرار».
وأردف: «وصل استخفاف الإدارة الأميركية بالقانون الدولي والشرعية الدولية، وكذلك الاستخفاف بكرامة الشعوب العربية إلى درجة غير مسبوقة، إذ يتم التصرف مع الدول العربية بطريقة لا يمكن قبول الاستمرار بها، فكرامة الشعوب لا يمكن أن تُقاس بميزان تُجار العقارات وصانعي الصفقات، حتى وإن بدا ذلك ممكناً للبعض في إدارة الرئيس ترمب».
وعقّب عريقات على تصريحات السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، حول أحقية إسرائيل بالسيطرة على الأمن في الضفة: «نحن نعيش عصرَ ما بعد القانون الدولي، وما بعد الأخلاق والأعراف الدولية». وتابع: «عليهم أن يعرفوا أن الشعب العربي لن يقبل باستمرار الوضع القائم، لأنه وضع ظلم وإذلال».
وطالب عريقات المجتمع الدولي بالوقوف بصلابة أمام ممارسات وسياسات إدارة الرئيس ترمب حفاظاً على القانون الدولي والشرعية الدولية وقوة المنطق وحل الصراعات بالطرق السلمية، ووجوب تأكيد وتثبيت مبدأ إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967.
وطالب عريقات بـ«إعادة اللحمة وإنهاء الانقلاب والانقسام»، مضيفاً أن «التهدئة مصلحة وطنية عليا وخيار فلسطيني من قبل الرئيس محمود عباس، والقيادة الفلسطينية». ومضى يقول إن «الذي يوقف الجرائم الإسرائيلية التي تتحمل تل أبيب مسؤوليتها تماماً، هو وقف الانقلاب».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.