الجيش العراقي يحتشد قرب الفلوجة.. وشيخ عشيرة ينفي وجود «داعش»

مسؤول عسكري: مهاجمتها الآن غير ممكنة

الجيش العراقي يحتشد قرب الفلوجة.. وشيخ عشيرة ينفي وجود «داعش»
TT

الجيش العراقي يحتشد قرب الفلوجة.. وشيخ عشيرة ينفي وجود «داعش»

الجيش العراقي يحتشد قرب الفلوجة.. وشيخ عشيرة ينفي وجود «داعش»

في حين عززت القوات العراقية اليوم استعداداتها العسكرية قرب مدينة الفلوجة تمهيدا لاستردادها من مسلحين يسيطرون عليها منذ السبت الماضي، نفى شيخ أحد عشائر المدينة وجود مسلحين تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) فيها.
وقال الشيخ رافع المشحن، شيخ عموم قبائل جميلة في الفلوجة، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا وجود لـ(داعش) في الفلوجة ولا تنظيم القاعدة، مثلما تصور الدعاية الحكومية، لأنها تريد تغطية الفشل في عدم تنفيذ مطالبنا المشروعة التي اعتصمنا من أجلها طوال عام كامل».
من جهته، قال ضابط في الشرطة العراقية برتبة نقيب، يعمل في موقع قريب من شرق الفلوجة (60 كيلومترا غرب بغداد)، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الجيش أرسل اليوم تعزيزات جديدة تشمل دبابات وآليات إلى موقع يبعد نحو 15 كلم عن شرق الفلوجة»، من دون إعطاء تفاصيل إضافية.
وفي حين قرر مجلس الوزراء العراقي اليوم مواصلة العمليات العسكرية الجارية في محافظة الأنبار غرب البلاد «حتى تطهير أرض العراق من الإرهاب»، فإن المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية، الفريق الركن محمد العسكري، استبعد أن تقوم القوات العراقية باقتحام مدينة الفلوجة «الآن». وقال العسكري: «لا يمكن اقتحام الفلوجة الآن حفاظا على دماء أهاليها». وأضاف: «هناك تريث حتى الآن في حسم معركة الفلوجة، وندعو نحن أهالي الفلوجة لعدم إعطاء فرصة للمجرمين للعبث بأمن مدينتهم، وعليهم إخراج المسلحين منها»، مشيرا على الرغم من ذلك إلى أن السلطات تتلقى «استغاثات من العشائر والأهالي لتخليصهم من عناصر (القاعدة)». وأكد العسكري أن «قوات الجيش العراقي ما زالت خارج المدن في حين يسيطر عناصر (داعش) و(القاعدة) على قضاء الفلوجة». وأفاد شاهد عيان في الفلوجة بأنه سمع صباح اليوم دوي ثلاثة انفجارات قوية في شرق المدينة، من دون أن تتضح تفاصيل الحادث.
وفي الرمادي المجاورة، قال ضابط برتبة نقيب في الشرطة إن «القوات الأمنية ومسلحي العشائر حاولوا الليلة الماضية دخول مناطق يسيطر عليها مقاتلو (داعش) في جنوب المدينة»، مشيرا إلى أن «القوات الأمنية لم تنجح في دخول هذه المناطق، وأن مقاتلي (داعش) ما زالوا يسيطرون عليها».
بدوره، قال المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية: «تمكنت القوة الجوية العراقية من رصد عدد من المركبات المحملة بالأسلحة الثقيلة في ساحة الملعب بالرمادي، وجرى استهدافها بضربات صاروخية، مما أدى إلى مقتل 25 مسلحا وتدمير أسلحتهم».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.