«محدّدات الحل السياسي» لنزاع الصحراء على طاولة مباحثات {جنيف 2}

«محدّدات الحل السياسي» لنزاع الصحراء على طاولة مباحثات {جنيف 2}
TT

«محدّدات الحل السياسي» لنزاع الصحراء على طاولة مباحثات {جنيف 2}

«محدّدات الحل السياسي» لنزاع الصحراء على طاولة مباحثات {جنيف 2}

تتواصل في جنيف اليوم لليوم الثاني على التوالي أشغال «المائدة المستديرة» لأطراف نزاع الصحراء، والتي نجح الرئيس الألماني السابق هورست كولر في أن يجمع حولها المغرب والجزائر وجبهة البوليساريو وموريتانيا، وذلك في أول لقاء مباشر بين أطراف النزاع منذ 2012.
واعتبرت الأمم المتحدة، في بيان لها صدر عشية انطلاق اجتماع جنيف، أن هدف هذه المباحثات هو التوصل إلى «بناء الثقة»، وكسر الجليد بين أطراف. مشددة على أنها تتوخى من هذه المباحثات، التي تجري في إطار القرار 2440 لمجلس الأمن، أن تشكل «خطوة إضافية في العملية السياسية نحو التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم مقبول من جميع الأطراف».
ووفقا لمصادر دبلوماسية في جنيف، فإن جدول أعمال المائدة المستديرة الثانية سيشمل محددات الحل السياسي على النحو المنصوص عليه في القرار 2440، وهو «حل سياسي واقعي وعملي ومستدام يقوم على التوافق».
وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن تقرير المصير يندرج ضمن المحددات الأخرى للحل السياسي، وهي الواقعية والبراغماتية والاستدامة. مشيرا إلى أن هذه المحددات لاقت مناقشتها معارضة شديدة من قبل الجزائر و«البوليساريو»، المتمسكين بقراءة انتقائية ومجتزأة لمبدأ تقرير المصير.
يذكر أنه خلال اجتماع المائدة المستديرة الأول في جنيف شدد المغرب على أهمية الاستفادة من دروس فشل مسار «مانهاست»، وطالب بالتركيز على المعايير نفسه، التي حددها مجلس الأمن في قراريه الأخيرين 2414 و2440.
تجدر الإشارة إلى أنه تم إقرار جدول أعمال المائدة المستديرة الثانية، الذي يركز بشكل خاص على محددات الحل السياسي، وعلى موضوع الاندماج الإقليمي.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن المشاركين في لقاء جنيف الثاني سينكبون على تقييم المائدة المستديرة الأولى، التي تعتبر خطوة أولى مهمة في إطار الدينامية الجديدة، الهادفة إلى إعادة إطلاق العملية السياسية، وتعميق المناقشات حول الاندماج الإقليمي، وأيضا المضمون الذي سيعطى للحل السياسي.
وقال مصدر دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» إن المغرب يشارك في هذه المائدة المستديرة على أساس موقف واضح، والتزام صادق للوصول إلى هذا الحل السياسي الواقعي القائم على التوافق، وفي المقابل ألح المصدر ذاته على أنه يجب على الأطراف الأخرى (الجزائر وجبهة البوليساريو) اغتنام فرصة الطاولة المستديرة الثانية لإظهار إرادتهم، والتزامهم الحقيقي بالتقدم نحو حل سياسي.
في السياق ذاته، أكدت قرارات مجلس الأمن بهذا الشأن، والتي تستند إلى تقارير الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص أن كل الخطط السابقة، بما فيها إجراء الاستفتاء في الصحراء، أصبحت متجاوزة. ودعت كل الأطراف، وخاصة الجزائر التي ترعى جبهة البوليساريو، إلى المشاركة بفعالية وجدية في العملية السياسية الجديدة، التي تجري تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص كولر.
وشدد كولر في وقت سابق على التزام جميع الأطراف المشاركة في لقاء جنيف التكتم حول ما يجري في قاعة الاجتماعات. ودعا الجميع إلى تجنب الإدلاء بأي تصريح أو ملاحظة حول سير المحادثات تجنبا للتشويش عليها.
وأعد كولر للقاء جنيف الثاني بتنظيم لقاءات ثنائية مع جميع الأطراف، كما نظم عدة جولات بالمنطقة منذ توليه مهمة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، بهدف تلطيف الأجواء وتقريب وجهات النظر حول أجندة لقاءي جنيف.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».