المشري يطالب سيف القذافي بتسليم نفسه... وأنصاره يتمسكون بترشحه

مساعٍ لإطلاق سراح هانيبال في لبنان وإعادته إلى ليبيا

TT

المشري يطالب سيف القذافي بتسليم نفسه... وأنصاره يتمسكون بترشحه

طالب خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، سيف الإسلام نجل الرئيس الراحل معمر القذافي «بتسليم نفسه للقضاء»، مؤكدا أن «هناك موانع قانونية وسياسية تحول دون ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة»، لكن بعض الموالين للنظام السابق عبروا أمس عن رفضهم لإقصاء نجل القذافي من المشهد السياسي، وذهبوا إلى أن صناديق الانتخاب «هي الفيصل، وقضية ترشحه باتت مطلباً شعبياً».
ونفى المشري خلال مقابلة تلفزيونية على قناة «روسيا اليوم»، مساء أول من أمس، علمه بمكان وجود سيف القذافي، وقال إن «لديه معلومات غير رسمية تؤكد عدم وجوده بين عشيرته وأهله»، مشيراً إلى أن هناك عقبات قانونية كثيرة تمنعه من الممارسة السياسية، لكونه متهماً بكثير من الجرائم المنظورة أمام القضاء.
وأبدى المشري عدم اعترافه بقانون العفو العام، الصادر عن مجلس النواب عام 2015، والمتعلق برموز النظام السابق، لافتاً إلى أنه أطلع الجانب الروسي خلال زيارته لموسكو الأسبوع الحالي، على أن هناك ما يمنع من إدماج سيف القذافي في الحياة السياسية.
وقال بهذا الخصوص إن «قانون العفو العام يثير جدلاً قانونياً حتى الآن لأن اتفاق الصخيرات، الموقع في المغرب، نص على أن كل القوانين التي أبرمت خلال النزاع يجب أن تعرض على لجنة قانونية مشتركة للبت فيها... وهذه اللجنة لم يتم تشكيلها حتى الآن». مضيفا أن «مجلسا النواب و(الرئاسي) لم يتعاونا، ولم يجيبا على الخطابات الرسمية حول ضرورة تشكيل هذه اللجنة، وبالتالي فالمحكمة العليا لا تعترف بقانون العفو... وكل السجناء ما زالوا غير مشمولين بأي عفو».
وأثارت تصريحات المشري موجة غضب وسط الداعمين لسيف القذافي، الذي تمكن مؤخراً عبر وسطاء من فتح قنوات مع الجانب الروسي، كما رد عدد من أعضاء مجلس النواب على جزئية عدم اعتراف رئيس مجلس الدولة بقانون العفو العام بالإشارة إلى أن هذه القوانين صدرت عن برلمان منتخب، في حين أن المشري «ينتمي إلى جسم غير شرعي، هو مجلس الدولة الاستشاري».
في السياق ذاته، استغرب الحراك الشعبي الليبي (مانديلا ليبيا) تصريحات المشري، وقال إن الإفراج عن سيف القذافي جرى بموجب إجراءات قانونية صحيحة لا تشوبها شائبة، لا من حيث الشكل أو الإجراءات، مشيراً إلى أن مجلس النواب في طبرق أصدر قوانين عدة، منها إلغاء العزل السياسي، وطبق على وزراء حاليين في حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دولياً.
وتحدث الحراك الشعبي في بيان أمس عن تاريخ المشري داخل جماعة الإخوان وتساءل: «لماذا تصر جماعته على قبول جزء من قوانين البرلمان وترفض الآخر؟، فضلاً عن عدم قبولها مبدأ تداول السلطة بعد خسارتها انتخابات مجلس النواب». لافتا إلى أن «جميع فئات الشعب الليبي تؤيد هذه القوانين لأنها تريد دولة ديمقراطية مدنية، تتداول فيها السلطة وتسري فيها التنمية». وانتهى الحراك الشعبي إلى أن سيف الإسلام القذافي «يجري وساطات دائمة بين القبائل، بهدف التشجيع على السلم الأهلي، ولم الشمل وإعادة النسيج بين القبائل والمدن الليبية».
وعلى الرغم من إطلاق «كتيبة أبو بكر الصديق» الليبية، سراح سيف القذافي في 10 يونيو (حزيران) 2017، بموجب قانون العفو العام، فإن بعض السياسيين في البلاد يرون أن هذا القانون لا ينطبق على نجل القذافي.
واشترط المشري ضرورة أن يبرئ سيف ساحته أمام القضاء، وقال بهذا الخصوص: «لا نستطيع أن نقول فيه شيئا حتى يفصل القضاء في أمره... لكن أعتقد أن الدول التي شاركت في الحرب على ليبيا في 2011، و(الناتو)، لا يمكن أن تقبل بإعادة ابن القذافي بعد أن أزالت والده من الحكم».
وتطرق المشري في مقابلته إلى هانيبال القذافي، المحتجز في لبنان، وقال إن «مجلسه يسعى إلى الإفراج عنه، وإعادته إلى ليبيا»، وقال مدافعاً عنه: «هانبيال لم يحضر واقعة موسى الصدر لأنه كان حينها طفلاً صغيراً، ولا علاقة له بالقضية. ونحن لا نقر أخذ إنسان بجريرة آخر حتى لو كان والده، وقد طلبنا من روسيا التدخل لمساعدتنا في الأمر».
وتابع المشري موضحا: «تواصلنا مع مستشارين للرئيس اللبناني، ونفكر في الذهاب إلى لبنان والالتقاء برئيس مجلس النواب هناك، أو في أي مكان لإنهاء هذا الملف... وبعد إعادة هانيبال ينظر الليبيون في أمره، وإذا لم يكن مذنبا يطلق سراحه».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.