بدر بن عبد المحسن ينتقي قصائد خالدة من كنوزه الشعرية وينثرها في باريس

عبر أمسية نظمتها «مسك الخيرية» بالشراكة مع «يونيسكو»

TT

بدر بن عبد المحسن ينتقي قصائد خالدة من كنوزه الشعرية وينثرها في باريس

وسط حضور كثيف ضجت به قاعات اليونيسكو، أقيمت أمس في باريس احتفالية شعرية للأمير الشاعر بدر بن محسن هي الأولى من نوعها هذا العام. وترافقت الليلة الشعرية مع معرض لمجموعة من اللوحات للأمير. وزادت فرقة موسيقية سعودية من بهجة الليلة الشعرية.
وكان لافتا الحضور الكثيف للسفراء والمندوبين في اليونيسكو ولشخصيات فرنسية رفيعة وحضر جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي وغيره كثيرون. وحضر سفير السعودية لدى فرنسا الدكتور خالد العنقري ومندوب المملكة لدى اليونيسكو الدكتور إبراهيم البلوي وأركان السفارة والبعثة الدبلوماسية، كذلك حضر مدير معهد العالم العربي معجب الزهراني.
وأضفى بدر بن عبد المحسن على الكلمات إحساسه المرهف، وانطلق بنحو 14 قصيدة رافقها عزف على البيانو ليجوب على الحضور في أمسية لا تنسى حملت عنوان «ناي» مع ترجمة مباشرة باللغتين الإنجليزية والفرنسية لتدخل كلماته بلا استئذان في قلوب الحضور.
ويأتي تنظيم الأمسية امتداداً للشراكة بين مؤسسة «مسك الخيرية» و«يونيسكو»، التي تتضمن إقامة أنشطة مشتركة تعزز الروابط الثقافية والفكرية وحضور الثقافة السعودية على المستوى العالمي.
وركّزت «مسك الخيرية» بالتعاون مع مؤسسة بدر بن عبد المحسن الحضارية على إعادة دور الشعر والشاعر إلى سابق أوانه، ليكون بمثابة ناقل وشارح لما تعيشه الأوساط الثقافية والفكرية والاجتماعية من تطور مستمر، الذي قدمه أحد أهم رواد الشعر السعودي.
ونظراً لما يشكله اليوم العالمي للشعر من فرصة مهمة لإبراز الثقافات، مثّل حضور بدر بن عبد المحسن في أمسية أمس علامة فارقة في تواجد الثقافة السعودية في المناسبات الدولية؛ إذ يعد الأمير بدر ثاني شاعر سعودي، بعد الراحل غازي القصيبي، الذي يقدم أمسية شعرية في ضيافة «يونيسكو» أمام ممثلين للكثير من الدول والحضارات المتنوعة.
وصاحب الأمسية معرض فني ضم لوحات تشكيلية للأمير بدر بن عبد المحسن كما غنى الفنان الإماراتي حسين الجسمي مجموعة من قصائد الأمير بدر بن عبد المحسن.
وتسعى مؤسسة «مسك الخيرية»، من خلال إطلاق هذه الأمسية إلى دور ريادي في تعزيز حضور الثقافة السعودية على المستوى العالمي.
ووفقاً لـ«يونيسكو»، فإن الهدف من الاحتفال بهذا اليوم دعم التنوع اللغوي من خلال التعبير الشعري، والعودة إلى التقاليد الشفوية للأمسيات الشعرية، وتعزيز وإحياء الحوار بين الشعر والفنون الأخرى، مثل المسرح والموسيقى والرسم، وغيرها.
ويعد اليوم العالمي للشعر الذي يحتفل به العالم في 21 مارس (آذار) من كل عام، بناءً على إعلام منظمة «يونيسكو» خلال عام 1999، فرصة للتواصل مع الشعوب الأخرى، وتسليط الضوء على الدور الثقافي السعودي، الذي يلعب الشعر فيه الدور الأبرز على مر التاريخ في حياة السعوديين على المستوى الشعبي وعلى المستوى الرسمي في آنٍ واحد، إلى أن بات سمة من السمات في العصر الحديث.
ويسهم يوم الشعر في تعزيز القراءة والكتابة ونشر وتدريس الشعر في جميع أنحاء العالم، باعتبار أنه منبر لتجديد الاعتراف وإعطاء زخم للحركات الشعرية الوطنية والإقليمية والدولية.



معرض «الذهب والمجوهرات» المصري يستلهم الفنون الفرعونية

خبراء يعتقدون أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ (الشرق الأوسط)
خبراء يعتقدون أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ (الشرق الأوسط)
TT

معرض «الذهب والمجوهرات» المصري يستلهم الفنون الفرعونية

خبراء يعتقدون أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ (الشرق الأوسط)
خبراء يعتقدون أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ (الشرق الأوسط)

افتتح وزير التموين والتجارة الداخلية المصري الدكتور شريف فاروق، الأحد، فعاليات معرض «نبيو» للذهب والمجوهرات 2024، بالعاصمة المصرية القاهرة، الذي «يعد أكبر حدث سنوي في صناعة الذهب والمجوهرات بمصر، ويعكس تميز القاهرة في هذا المجال على المستويين الإقليمي والدولي»، بحسب بيان صحافي للوزارة.

ويستمر معرض «نبيو»، الذي يقام بقاعة المعارض الدولية بالقاهرة، حتى الثلاثاء المقبل، بمشاركة 80 عارضاً محلياً ودولياً، من بينهم 49 علامة تجارية مصرية، و31 عارضاً دولياً، بالإضافة إلى جناحين مخصصين لكل من تركيا وإيطاليا للمرة الأولى، بهدف «تعزيز البعد الدولي».

جانب من افتتاح المعرض (مجلس الوزراء المصري)

وتتضمن فعاليات «نبيو» معرضاً فنياً بعنوان «المجوهرات كانعكاس للهوية المصرية عبر التاريخ - الحقبة الفرعونية». وقال وزير التموين المصري، خلال الافتتاح، إن «المعرض يعكس الإرث الحضاري العريق لمصر في مجال الذهب والمجوهرات، ويمثل فرصة حقيقية لتعزيز الصناعات الوطنية وزيادة تنافسيتها في الأسواق العالمية».

وقال مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، الدكتور حسين عبد البصير: «الحلي والمجوهرات في مصر القديمة لم تكن مجرد زينة تجميلية، بل هي لغة معقدة مليئة بالرموز تعبر عن المكانة الاجتماعية، الروحانية، والصلات العميقة بالطبيعة والإلهية».

قطعة حلي فرعونية بالمتحف القومي للحضارة المصرية (الشرق الأوسط)

وأضاف عبد البصير لـ«الشرق الأوسط»: «المصريون القدماء استطاعوا بفضل مهارتهم الفنية وابتكارهم، صنع مجوهرات تحمل معاني وقيماً تفوق بكثير وظيفتها الجمالية»، مشيراً إلى أنهم «استخدموا الذهب في صناعة الحلي باعتباره رمزاً للخلود والنقاء، كما استخدموا أيضاً الفضة والنحاس وأحياناً البرونز، وزينوا المجوهرات بأحجار كريمة وشبه كريمة مثل اللازورد، والفيروز، والجمشت، والكارنيليان، والعقيق، والزجاج الملون».

ولفت عبد البصير إلى أن «المجوهرات كانت مؤشراً على الثراء والنفوذ، حيث اقتصر استخدام الذهب والأحجار الكريمة على الطبقة الحاكمة والنبلاء، بينما استخدمت الطبقات الأقل المواد البديلة مثل الزجاج».

وأشار إلى أن «هناك مجوهرات صنعت خصيصاً للموتى وكانت توضع بين الأثاث الجنائزي»، ضارباً المثل بالحلي التي اكتشفت في مقبرة الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون».

وأردف: «كانت المجوهرات جزءاً لا يتجزأ من حياة المصري القديم، حيث تعكس فلسفته وتصوره عن العالم، كما كانت رمزاً لفنون ذلك العصر».

المصريون القدماء أبدوا اهتماماً لافتاً بالحلي (الشرق الأوسط)

ويشير الخبراء إلى أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ، وكانوا يرتدونها للزينة ولأغراض دينية أيضاً، حيث كانت تستخدم مثل تميمة لحماية جسد المتوفى.

ويستضيف معرض «نبيو» أيضاً 166 مشاركاً من 19 دولة لـ«تعزيز التعاون التجاري وزيادة الصادرات»، إضافة إلى مسابقة لتصميم المجوهرات بمشاركة 13 دولة. وقال وزير التموين المصري إن «المعرض يجسد التعاون المثمر بين الدولة والقطاع الخاص، ويعكس رؤية القاهرة لأن تكون مركزاً عالمياً لصناعة الذهب والمجوهرات».