احتمال ترشّح أشرف ريفي في انتخابات طرابلس يخلط أوراق المعركة

بعد رفض اقتراحه التفاهم مع «المستقبل» على بديل لديما جمالي

أشرف ريفي
أشرف ريفي
TT

احتمال ترشّح أشرف ريفي في انتخابات طرابلس يخلط أوراق المعركة

أشرف ريفي
أشرف ريفي

توقعت مصادر طرابلسية أن تكتمل صورة الترشيحات للانتخابات الفرعية التي تُجرى في 14 أبريل (نيسان)، المقبل لملء المقعد النيابي عن مدينة طرابلس الذي شغر بقبول المجلس الدستوري الطعن بنيابة ديما جمالي، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن المنافسة ستدور بين ثلاثة مرشحين هم، إضافةً إلى جمالي، الوزير السابق أشرف ريفي، وسامر طارق كبارة ابن شقيق النائب محمد كبارة، ويمكن أن ينضم إليهم مرشح جمعية «المشاريع الخيرية الإسلامية في لبنان» (الأحباش) طه ناجي، في حال حسمت الجمعية أمرها قبل نهاية الأسبوع الحالي.
وكان تيار «المستقبل» قد أعلن ترشيح جمالي من جديد، كما أكد رئيس الحكومة سعد الحريري فور إعلان المجلس الدستوري قبوله الطعن في نيابتها الذي قدّمه منافسها ناجي. وقالت المصادر إن اللواء ريفي حسم أمره وسيعلن ترشُّحه بصورة رسمية بعد غد (الخميس)، إن لم تطرأ تطورات ليست في الحسبان يمكن أن تؤدي إلى إعادة خلط الأوراق على أن يسبقه إلى الترشُّح غداً كبارة.
وكشفت المصادر أن الحديث عن احتمال إعادة خلط أوراق الترشيح ينطلق من قيام عدد من الأصدقاء المشتركين بمحاولة لرأب الصدع بين ريفي و«المستقبل»، لكن الأخير يخوض المعركة الانتخابية تحت عنوان تمسّكه بترشيح جمالي من باب عدم كسر كلمة الرئيس الحريري الذي أعاد ترشيحها، وهذا ما يدعو ريفي إلى الإصرار على ترشّحه بعدما كان قد اقترح التفاهم على بديل لجمالي في مقابل إعلان عزوفه عن خوض المعركة.
ورأت المصادر أن إصرار كبارة على الترشُّح لن يكون موضع ترحيب من عمه النائب كبارة الذي يتطلع إلى ترشيح ابنه كريم لخوض الانتخابات، وكان يميل إلى تقديم استقالته من النيابة إفساحاً في المجال أمام ترشُّح ابنه إلى جانب جمالي لضمان إجراء الانتخابات لملء المقعدين النيابيين الشاغرين، لكنه صرف النظر عن الاستقالة استجابةً لرغبة الحريري.
واعتبرت أن كبّارة يسعى لتسجيل حضوره كمرشح مستقل، وهو سيتوجه إلى محاكاة الحراك المدني للحصول على دعم هيئات المجتمع المدني في طرابلس، لكنها رأت أنه سيخوض المعركة في نهاية المطاف من باب إثبات وجوده للانضمام لاحقاً إلى نادي المرشحين للانتخابات في عاصمة الشمال.
وبالنسبة إلى الموقف النهائي لجمعية «المشاريع» قال ناجي لـ«الشرق الأوسط» إن المشاورات الجارية على مستوى القيادة في الجمعية وصلت إلى اتخاذ القرار النهائي في خصوص خوض الانتخابات في اليومين المقبلين، وربما بالتزامن مع إعلان ريفي ترشّحه. وأكد ناجي أن التقديرات حول الموقف من الانتخابات لا تزال حتى الساعة مناصفةً بين خوضها أو العزوف عن الترشّح، وقال إنه «لا مشكلة تقف عائقاً أمام خوض الانتخابات في حال أن جمعية المشاريع حسمت أمرها وقررت أن تخوضها، خصوصاً أننا تمكنّا من تحديث ماكينتنا الانتخابية وهي تنتظر منا إطلاق الضوء الأخضر لتشغيلها».
إلا أن المصادر الطرابلسية لم تُسقط من حسابها احتمال عزوف «جمعية المشاريع» عن خوض الانتخابات، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن مثل هذا الاحتمال يُدرس الآن من بين الخيارات المطروحة أمامها، بذريعة أنها تأخذ على المجلس الدستوري عدم إعلان فوز ناجي بعد قبول المجلس الطعن في نيابة جمالي، وبالتالي ما الذي يدفعها إلى توفير غطاء لفوز جمالي لأن هذا يعني من وجهة نظرها أنها قدّمت لـ«المستقبل» الفوز بالمقعد النيابي؟
ولدى سؤال المصادر عن موقف الرئيس نجيب ميقاتي والنائب كبّارة والوزير السابق محمد الصفدي، قالت إنهم أجمعوا على تحالفهم مع الرئيس الحريري لكن يبقى السؤال عن حجم قدرتهم على تجيير الأصوات لصالح جمالي، وهل في وسعهم تهيئة الأجواء لدى محازبيهم وناخبيهم كي يكون إقبالهم على صناديق الاقتراع بنسبة تأكيدهم تحالفهم مع الرئيس الحريري، خصوصاً أن ما ينسحب على الانتخابات العامة لا ينسحب بالضرورة على الانتخابات الفرعية، إلا إذا تعاملوا مع المعركة على أنها تعنيهم مباشرة؟ ناهيك بأن التأييد الشخصي في الانتخابات العامة يفوق التأييد في الفرعية، وهذا ما أظهرته الانتخابات الأخيرة بحلول ميقاتي الأول في حصوله على الأصوات التفضيلية من دون التقليل من الثقل الانتخابي الذي حصده كبارة.
وبالنسبة إلى «الجماعة الإسلامية» أكد القيادي فيها النائب السابق عماد الحوت لـ«الشرق الأوسط» أن «الجماعة» كانت قد التقت الرئيسين الحريري وميقاتي وستلتقي قريباً اللواء ريفي وما زالت تدرس الموقف ولم تحسم خيارها.
لذلك، فمن السابق لأوانه الحديث عن موقف النائب فيصل كرامي والحزب «العربي الديمقراطي» الذي يمثّل السواد الأعظم من أبناء الطائفة العلوية وحركة «التوحيد الإسلامي»، لأن موقفهم يتوقّف على القرار النهائي لـ«الأحباش»، ولن ينفكوا عن تحالفهم معها إذا أعادت ترشيح ناجي، وإلا لا بد من مواكبة مدى استعدادها لتكون طرفاً في الاقتراع إذا ارتأت «جمعية المشاريع» الخروج من المبارزة الانتخابية على الأقل ترشّحاً وليس اقتراعاً... وعندها يبقى السؤال: لمن ستقترع إذا فضّلت عدم الوقوف كلياً على الحياد؟



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.