نتنياهو: السماح بتحويل الأموال لغزة يمنع إقامة دولة فلسطينية

مشهد من الحياة اليومية لسكان مدينة غزة كما وثقتها الكاميرا الشهر الماضي (رويترز)
مشهد من الحياة اليومية لسكان مدينة غزة كما وثقتها الكاميرا الشهر الماضي (رويترز)
TT

نتنياهو: السماح بتحويل الأموال لغزة يمنع إقامة دولة فلسطينية

مشهد من الحياة اليومية لسكان مدينة غزة كما وثقتها الكاميرا الشهر الماضي (رويترز)
مشهد من الحياة اليومية لسكان مدينة غزة كما وثقتها الكاميرا الشهر الماضي (رويترز)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن السماح بنقل الأموال القطرية بشكل منتظم إلى قطاع غزة جزء من استراتيجية أوسع نطاقاً لإبقاء «حماس» والسلطة الفلسطينية في حالة انقسام.
وذكر مصدر حضر اجتماعاً لحزب «ليكود» الذي يرأسه نتنياهو أمس، لصحيفة «جيروزاليم بوست»، أن نتنياهو أكد أن ذلك يساهم في إبقاء الانقسام، وهو ما سيمنع إقامة دولة فلسطينية.
وأوضح نتنياهو أن السلطة الفلسطينية في الماضي نقلت ملايين الدولارات إلى «حماس» في غزة، مضيفاً أنه «من الأفضل أن تكون إسرائيل هي خط أنبوب المال، من أجل ضمان عدم ذهاب الأموال إلى الإرهاب». وأضاف المصدر معيداً صياغة ما قاله نتنياهو: «والآن، وبما أننا نشرف على تحويل الأموال، فإننا نعلم بأنها ستُصرَف على قضايا إنسانية». وأردف نتنياهو، بحسب الصحيفة: «من كان ضد دولة فلسطينية، يجب أن يقر بذلك»، مفسراً أن «الحفاظ على الفصل بين الضفة وغزة يساعد على منع إقامة دولة فلسطينية».
وجاءت تصريحات نتنياهو فيما أعلنت اللجنة القطرية عن صرف الدفعة المالية الرابعة من المساعدة النقدية للأسر الفقيرة في غزة أمس. وتستفيد من المساعدات النقدية 55 ألف أسرة فقيرة، بواقع 100 دولار للأسرة الواحدة، من القائمة الثانية للمستفيدين، وهي الأسر ذاتها التي استفادت مؤخراً من المساعدة النقدية لمرة واحدة فقط.
وتأتي هذه المساعدات ضمن منحة قطرية بقيمة 150 مليون دولار، استخدم جزء منها في السابق لدفع رواتب لموظفي «حماس»، قبل أن يدب خلاف.
ووصل العمادي، الأحد، قبل يوم واحد من وصول منسق الأمم المتحدة لعملية التسوية في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف. ويشرف العمادي وميلادينوف على جوانب محددة لتثبيت تهدئة في قطاع غزة. وتعمل مصر على تثبيت وقف إطلاق نار في غزة منذ أسابيع، وقد زار وفد أمني مصري غزة وإسرائيل عدة مرات الأسبوع الماضي، من أجل وضع اتفاق جديد بين الطرفين.
وطالبت «حماس» باستئناف تحويل الأموال القطرية كرواتب، وتوسيع مساحة الصيد، والسماح بإدخال مواد كانت ممنوعة إلى قطاع غزة بحجة أنها مزدوجة الاستعمال، كما طالبت إسرائيل بوقف كل مظاهر العنف، على أن يخضع أي تحويل للأموال لآلية رقابية، كما كان معمولاً به.
وتعد هذه مرحلة أولى من أجل الانتقال لمرحلة ثانية قد تشكل إقامة مشاريع، بينها ممر بحري، وتشترط إسرائيل في هذه المرحلة إعادة جنودها ومواطنيها في غزة. وكمؤشر على وجود تقدم ما، أوقفت «حماس» مسيرات الإرباك الليلي والحراك البحري لإعطاء الفرصة للجهود المصرية لتثبيت التهدئة.
وأكدت حماس أن القطاع يشهد حراكاً دبلوماسياً مكثفاً في «إطار تواصل العمل من أجل كسر الحصار عن قطاع غزة، والتخفيف من معاناته».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.