انقطاع التيار الكهرباء أضاء بوضوح الوضع الاقتصادي والاجتماعي في فنزويلا

أحد مراكز التسوق في العاصمة كاراكاس التي تعاني من أحد الانقطاعات الأطول مدة والأوسع نطاقاً في تاريخ البلاد (أ.ف.ب)
أحد مراكز التسوق في العاصمة كاراكاس التي تعاني من أحد الانقطاعات الأطول مدة والأوسع نطاقاً في تاريخ البلاد (أ.ف.ب)
TT

انقطاع التيار الكهرباء أضاء بوضوح الوضع الاقتصادي والاجتماعي في فنزويلا

أحد مراكز التسوق في العاصمة كاراكاس التي تعاني من أحد الانقطاعات الأطول مدة والأوسع نطاقاً في تاريخ البلاد (أ.ف.ب)
أحد مراكز التسوق في العاصمة كاراكاس التي تعاني من أحد الانقطاعات الأطول مدة والأوسع نطاقاً في تاريخ البلاد (أ.ف.ب)

يوم كامل آخر من اليأس والنقمة والإحباط في حياة الفنزويليين الذين كانوا يراقبون مدى الانهيار الذي وصلت إليه أوضاعهم المعيشية في ظل نظام لم يملك سوى توجيه أصابع الاتهام إلى الإمبريالية التي تشنّ عليه «حرباً كهربائية». المفارقات أن انقطاع التيّار الكهربائي طوال 24 ساعة عن العاصمة الفنزويلية كاراكاس ومعظم أنحاء البلاد، أضاء بوضوح الوضع الاقتصادي والاجتماعي الحرج الذي تعاني منه فنزويلا منذ سنوات وأغرقها في أزمة سياسية ومعيشية أطلقت صفّارات الإنذار في عواصم كل البلدان المحيطة بها.
وبينما كانت الحكومة تصدر أوامرها بإقفال المؤسسات الرسمية والمدارس، والفوضى تعمّ المستشفيات التي تعاني منذ سنتين من أزمة حادة في الأدوية والمستلزمات الأساسية، كانت منظمة البلدان الأميركية تُصدِر تقريراً يشير إلى أن فنزويلا تواجه أزمة هجرة ولاجئين «لا سابق لها في المنطقة»، ويحذّر من «تكرار السيناريو السوري» بعد أن بلغ عدد الفنزويليين الذين هاجروا بلادهم 3.4 مليون منذ بداية الأزمة حتى نهاية العام الماضي، أي ما يعادل 10 في المائة من مجموع السكّان. ويفيد التقرير بأن الفنزويليين يغادرون بلادهم بمعدّل خمسة آلاف شخص يوميّاً في ظروف صعبة جداً، بحيث من المتوقع أن يصل العدد إلى خمسة ملايين في نهاية السنة الحالية.
وتفيد تقارير المنظمة العالمية للهجرة بأن كولومبيا هي البلد الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين الفنزويليين (نحو 1.2 مليون)، تليها البيرو ثم الإكوادور وتشيلي والأرجنتين. ويقدّر عدد الفنزويليين الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة بنحو 600 ألف تنظر السلطات الأميركية حاليّاً بطلبات اللجوء التي تقدّم بها أكثر من 70 ألفاً بينهم. وتقدّر مفوّضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن 414 ألف فنزويلي طلبوا اللجوء في الخارج خلال السنوات الأربع المنصرمة، منهم 248 ألفا في العام الماضي.
وجاء في بيان صدر عن لجنة الطاقة في البرلمان الفنزويلي الذي يرأسه خوان غوايدو، أن اللجنة الاقتصادية لأميركا اللاتينية كانت قد حذّرت العام الماضي من مخاطر الإهمال الذي يعاني منه قطاع الكهرباء في فنزويلا، ومن «قلّة الاستثمار والنقص في الموارد البشرية المتخصصة والفساد في إدارة محطات التوليد الكهربائي»، نظراً لأهميتها الحيوية بالنسبة لقطاعات الإنتاج الأخرى في البلاد، وبخاصة قطاع النفط ومشتقاته. وتجدر الإشارة إلى أن خطة إنتاج الطاقة الكهرومائية كانت أحد العناوين الرئيسية في البرنامج الاقتصادي للرئيس السابق هوغو شافيز، بحيث أصبحت فنزويلا أوّل منتج للطاقة الكهربائية في أميركا اللاتينية. وبحسب لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأميركا اللاتينية، فإن الانهيار الشامل الذي تعاني منه البنى التحتية في فنزويلا يشلّ الحركة الإنتاجية في معظم القطاعات ويعطّل دورة الخدمات الاجتماعية الأساسية مما أوقع البلاد في «واحدة من أخطر الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها العالم منذ بداية هذا القرن».
وتخشى أوساط المعارضة الفنزويلية، التي عاد زعيمها خوان غوايدو إلى كاراكاس بعد جولة في دول أميركا اللاتينية، من وجود خطة لدى النظام لتفريغ البلاد من أكبر عدد ممكن من المعارضين عن طريق دفعهم إلى الهجرة نحو دول الجوار، على غرار ما كان يفعله النظام الكوبي كلّما اشتدّت عليه النقمة في الداخل أو تأزمت الأوضاع الاقتصادية.
ولا تخفي هذه الأوساط استغرابها موقف النظام الذي لم يبادر إلى اعتقال غوايدو لدى عودته إلى فنزويلا وترك له حرّية التحرك واستئناف نشاطه والدعوة مجدداً إلى المزيد من المظاهرات الاحتجاجية. وترى أن النظام بات يشعر بمزيد من الثقة بقدرته على الصمود بعد الدعم القوي الذي جاءه من الموقف الروسي، والانتقادات المتزايدة في صفوف الديمقراطيين الأميركيين الذين يسيطرون حاليّاً على الكونغريس ويحاصرون الرئيس دونالد ترمب بمزيد من التحقيقات القضائية.
وتخشى المعارضة من تداعيات مراوحة المواجهة ضد النظام حول المظاهرات الاحتجاجية، المحكومة بطبيعتها الديناميكية، التي يرجّح أن يتراجع زخمها مع مرور الوقت مما قد يؤدي إلى انفراط عقد الأحزاب المناهضة للنظام كما حصل مرات عدة في السابق.



تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».