اعتداء مسلح على مؤيدين لحفتر يثير حفيظة الليبيين

TT

اعتداء مسلح على مؤيدين لحفتر يثير حفيظة الليبيين

أدان سياسيون وحقوقيون ليبيون اعتداء نفذه مسلحون على متظاهرين في العاصمة طرابلس، رفعوا صوراً للمشير خلفية حفتر، القائد العام للجيش الوطني، تأييدا للعملية العسكرية التي يقودها في الجنوب، مرددين هتافات «يا الله انصر حفتر واللي (الذين) معاه».
وجاء هذا الحادث بعد أن احتشد عدد من المواطنين أمام قاعة الشعب وفي بعض شوارع العاصمة، مساء أول من أمس، لتهنئة حفتر بـ«النجاح الذي حققته» القوات المسلحة في التصدي لـ«الجماعات الإرهابية»، و«المرتزقة التشاديين» في مدن الجنوب، لكنهم تعرضوا لهجوم من مجموعات مسلحة.
وقال أحد المشاركين في المظاهرة إن عدداً من المسلحين اعتدوا على المتظاهرين أثناء وقفتهم أمام قاعة الشعب، وأجبروهم على ترك المكان بالقوة، بعدما أطلقوا الرصاص في الهواء، دون أن يؤكد إلى أي فصيل ينتمي المسلحون، لكنه توقع أن يكونوا من «قوة حماية طرابلس»، التي تضم عدة ميليشيات. مضيفا أن «المجموعات المسلحة في العاصمة لا تريد عودة الاستقرار إلى البلاد، وتسعى إلى إبقاء الوضع تحت سيطرتها بقوة الأسلحة الثقيلة».
كما أوضح هذا المشارك أن المتظاهرين، الذين طالبوا بتفعيل أجهزة الشرطة والقضاء في العاصمة، تلوا بياناً «حيوا فيه الشعب الليبي والجيش بتحرير الجنوب».
وبينما رفض بعض أعضاء مجلس النواب في جنوب وشرق البلاد، اعتداء ما سموه «حملة السلاح» في طرابلس على المتظاهرين السلميين، «الذين أرادوا التعبير عن رأيهم في قواتهم المسلحة»، أظهرت مقاطع فيديو مواطنين في أماكن عدة بطرابلس، وهم يرفعون صوراً لحفتر، وبعضهم يهتف: «يا مشير يا مشير... اربط برقة برأس جديد»، في إشارة إلى توسيع العملية العسكرية لتمتد من بنغازي (شرقاً)، إلى معبر رأس جديد على الحدود التونسية.
وأعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا عن إدانتها لما سمته جريمة «إطلاق الرصاص الحي في فض مظاهرة سلمية مناهضة لسيطرة الميليشيات المسلحة، وداعمة لقيام المؤسسة العسكرية والأمنية الرسمية».
وطالبت المنظمة في بيان رسمي السلطات المحلية بـ«إجراء تحقيق مستقل وشفاف في الواقعة، وضمان حرية التظاهر، بما في ذلك السماح للمتظاهرين بممارسة حقوقهم السياسية»، داعية حكومة الوفاق إلى دعم أي تفاعل إيجابي مع المطالب الشعبية السلمية.
ورأت المنظمة العربية أن «قمع المظاهرات السلمية يتناقض مع القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان»، منوهة إلى أن ما حدث من اعتداء على المتظاهرين «يدق جرس إنذار مبكر بشأن التداعيات المحتملة لإفشال خريطة الطريق الدولية، الرامية لإجراء الانتخابات الرئاسي والبرلمانية في البلاد».
وبينما حذرت المنظمة من «تزايد اعتماد السلطات في طرابلس على قوات غير رسمية في عمليات إنفاذ القانون»، عبرت عن «عميق قلقها» إزاء الخطاب الرسمي العنيف لدار الإفتاء بطرابلس، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، الذي يعمل «على تخوين كل القائمين على مبادرات لم شمل البيت الليبي، وتوحيد الجهود الرامية لقيام المؤسسات الأمنية والعسكرية الرسمية»، حسب تعبيرها.
في سياق قريب، أمر مكتب النائب العام الليبي بضبط 26 ناشطاً من أعضاء «حراك غضب فزان» جنوب البلاد، وذلك على خلفية عدة بلاغات تقدم بها رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، اتهمهم فيها بالاعتداء على حقل الشرارة النفطي.
واضطرت المؤسسة الوطنية للنفط إلى إعلان حالة القوة القاهرة في الصادرات من حقل الشرارة نهاية العام الماضي «نتيجة للإغلاق القسري للحقل من قبل (حراك غضب فزان)».
وقالت المؤسسة حينها إن إغلاق أكبر حقولها النفطية سيتسبب في خسائر يومية في الإنتاج تُقدر بنحو 315 ألف برميل يومياً. ولم تفتح المؤسسة الوطنية للنفط حقل الشرارة بعد، وطلبت ضمانات لموظفيها، وطرد ما سمتهم «الميلشيات المدنية»، على الرغم من بحث الأمر بين رئيسها مصطفى صنع الله ورئيس المجلس الرئاسي فائز السراج في الإمارات.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».