برلمان ليبيا يرد الاعتبار للملك الراحل السنوسي وعائلته

قضى بإعادة الجنسية له ولأسرته... وحفظ حقهم في التعويض المادي والمعنوي

TT

برلمان ليبيا يرد الاعتبار للملك الراحل السنوسي وعائلته

ألغى برلمان ليبيا حكماً بالإعدام صدر سابقاً في حق الملك الراحل إدريس السنوسي، وقضى بإعادة الجنسية له ولأسرته، وحفظ حقهم في التعويض المادي والمعنوي.
وقال عبد الله بليحق، المتحدث باسم مجلس النواب، الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقراً له، في بيان مساء أول من أمس، إن هذا القرار جاء عقب مناقشة المجلس مذكرة مقدمة لرد الاعتبار للملك الراحل وأسرته، لافتاً إلى أن المجلس «أقر بعد المداولة والمناقشة هذه المذكرة بغالبية الحاضرين».
ويقيم ما تبقى من أحفاد السنوسي في المهجر، ويعد الأمير محمد الرضا السنوسي (57 عاماً) المقيم في المملكة المتحدة، وهو ابن ولي عهد ليبيا حسن الرضا السنوسي، أبرز الشخصيات الملكية التي تطالب بعودة نظام الملكية الدستورية في ليبيا.
وتربع السنوسي على عرش ليبيا ما بين (1946 - 1969) حتى إسقاط حكمه من قبل العقيد الراحل معمر القذافي، في الأول من سبتمبر (أيلول) عام 1969، الذي أصدر عام 1977 حكماً بالإعدام بحق السنوسي؛ حيث قضى حياته في مصر حتى وفاته عام 1983، ليتم دفنه بناء على وصيته في المدينة المنورة بالسعودية.
من جهة أخرى، وافق البرلمان الليبي، أول من أمس، على تعيين سبعة وزراء جدد في الحكومة المؤقتة، الموالية له في المنطقة الشرقية، والتي يترأسها عبد الله الثني، ولا تحظى باعتراف المجتمع الدولي.
وقال عبد الله بليحق، إن المجلس الذي استأنف جلسته الرسمية أول من أمس، برئاسة النائب الثاني لرئيسه أحميد حومة، وافق على طلب الثني بشأن تعيين وزراء في المناصب الشاغرة منذ مدة بالحكومة.
وأوضح بليحق أنه تم بعد المناقشة والمداولة إقرار واعتماد المرشحين لهذه الوزارات، على أن يؤدوا اليمين القانونية أمام المجلس في جلسته القادمة، لافتاً إلى أن القائمة تضم تعيين نائب لرئيس الوزراء للشؤون الأمنية، ووزراء للصحة والخارجية والحكم المحلي والصناعة والزراعة، بالإضافة إلى تعيين سيدة لحقيبة الشؤون الاجتماعية.
إلى ذلك، قال الجيش الوطني الليبي، إن قائده العام المشير خليفة حفتر سمح لطائرة تابعة لبعثة الأمم المتحدة بنقل مهاجرين من جنوب البلاد إلى نيجيريا.
ونقلت شعبة الإعلام الحربي، التابعة للجيش، عن آمر غرفة عمليات القوات الجوية، اللواء طيار محمد منفور، أول من أمس، تأكيده تعليمات حفتر بمنح الإذن لطائرة مؤجرة من قبل الأمم المتحدة لترحيل المهاجرين غير الشرعيين، من مطار تمنهنت إلى مطار لاغوس بنيجيريا، وذلك بهدف تخليص ليبيا من الهجرة غير الشرعية، لافتاً إلى أن هذه الرحلة ستتبعها رحلات أخرى، لكن دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.
وأظهرت لقطات مصورة بثتها الشعبة اصطفاف العشرات من المهاجرين غير الشرعيين إلى جوار أمتعتهم، وهم يمرون عبر بوابات التفتيش الإلكترونية، وصولاً إلى مدرج المطار للصعود على متن الطائرة.
في غضون ذلك، أعلنت منطقة سبها العسكرية أن قائدها اللواء المبروك الغزوي قام أول من أمس بجولة داخل القطاعات الخدمية والأمنية بمدينة مرزق الجنوبية، بهدف حلحلة أزمة الوقود، الذي بدأت شحناته تصل تباعاً للمدينة، مشيرة في بيان لها إلى أن الغزوي وعد أيضاً بدعم ما يحتاجه مستشفى مرزق من أدوية ومعدات مستعجلة.
وعلى صعيد متصل بأزمة حقل الشرارة النفطي، نقلت وكالة «رويترز» أمس عن مهندس حقل وموظف أن العمال في حقل الشرارة مستعدون لاستئناف التشغيل بإنتاج أولي يصل إلى 80 ألف برميل يومياً؛ لكنهم ما زالوا ينتظرون موافقة المؤسسة الوطنية للنفط.
وكانت المؤسسة قد أعلنت عقب جهود وساطة إماراتية أنها مستعدة لرفع حالة القوة القاهرة، المعلنة منذ نهاية العام الماضي؛ لكن شريطة إجلاء المسلحين الذين تسببوا في إغلاق الحقل، بينما كشفت حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دولياً، والتي يترأسها فائز السراج، عن اتفاقها مع المؤسسة الموالية لها على خطوات (لم تفصح عنها) لإعادة فتح الحقل، ورفع حالة القوة القاهرة التي تعتبر بمثابة إعفاء من الالتزامات التعاقدية.
من جهة ثانية، حثت وزارة الداخلية، التابعة لحكومة السراج، المواطنين في العاصمة طرابلس على بذل مزيد من الجهد في سبيل إنجاح العملية الأمنية، عبر ما أسمته «التعاون الإيجابي مع رجال الأمن، واحترام القوانين»، ودعتهم في بيان لها أمس، إلى تقديم المعلومة التي قد تفيد أجهزة الدولة، وتساهم في اعتقال مرتكبي الجرائم وتقديمهم للعدالة، والإبلاغ عن وجود أي تهديد قد يعرض أمن الدولة والمواطنين للخطر.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.