جدل في المغرب حول وضع أسلحة مضادة للطائرات على شاطئ الدار البيضاء

الأمن يضيق الخناق على أتباع «داعش» داخل السجون

جدل في المغرب حول وضع أسلحة مضادة للطائرات على شاطئ الدار البيضاء
TT

جدل في المغرب حول وضع أسلحة مضادة للطائرات على شاطئ الدار البيضاء

جدل في المغرب حول وضع أسلحة مضادة للطائرات على شاطئ الدار البيضاء

تفاجأ سكان مدينة الدار البيضاء المغربية بإقامة معسكر للجيش في الهواء الطلق قرب منارة العنق على الساحل الأطلسي (قبالة مسجد الحسن الثاني). ويضم المعسكر مضادات جوية ومدرعات، بالإضافة إلى خيام عسكرية.
وفي غياب أي بيان عن القيادة العامة للقوات المسلحة، نفى وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن تكون لديه أي معلومات حول سبب إقامة المعسكر.
وأثارت إقامة المعسكر في موقع مكشوف بجانب منطقة سكنية وسط الدار البيضاء جدلا شعبيا وإعلاميا حول أسبابه. وعزته وسائل الإعلام المحلية إلى وجود تهديدات إرهابية. وقال لحسن أوسيموح، الباحث في المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية: «هناك فعلا تخوفات من استعمال الإرهابيين للطائرات لضرب أهداف استراتيجية، سواء عبر تحويل الطائرات المدنية، أو عبر استعمال الصواريخ التي حصلت عليها التنظيمات الإرهابية في ليبيا والعراق». وأضاف أوسيموح: «هناك حادثان جويان في الفترة الأخيرة، آخرهما سقوط الطائرة الجزائرية، التي لا تزال أسبابها مجهولة». غير أن أوسيموح لا يستبعد أن تكون هناك أسباب أخرى مختلفة تماما لوجود هذه الأسلحة الثقيلة في هذه المنطقة، قد ترتبط بعمليات لوجيستيكية داخلية، خصوصا بالنظر لعدد الثكنات العسكرية الموجودة في منطقة الدار البيضاء، إضافة إلى ثكنات متخصصة في العتاد العسكري وسط المدينة.
من جهة أخرى، عرفت المعتقلات المغربية ارتفاعا في حدة التوتر مع قيام السلطات الأمنية بعملية تفتيش واستنطاقات وتنقيل للمعتقلين على ذمة قضايا الإرهاب، أشارت إليها اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين. وفي هذا الصدد، قال عبد الله الرامي، الباحث المتخصص في الجماعات الإسلامية، إن هذه الحملة تستهدف الأتباع المحتملين لداعش وسط معتقلي السلفية الجهادية. وأشار الرامي إلى أن النواة الصلبة لأتباع داعش في المغرب توجد داخل السجون. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الحلقة القوية للتيار السلفي الجهادي في المغرب ورموزه توجد داخل السجن. ومن هناك يجري الترويج والاستقطاب والدعاية لداعش عبر الإنترنت ووسائل الاتصال الاجتماعي. كما تلعب الزيارات دورا أساسيا في الإشراف على الخلايا وربط العلاقات».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.