أعلن رئيس الوزراء التركي، ورئيس الجمهورية المنتخب، رجب طيب إردوغان أمس، أن الحزب سوف يعلن عن اسم المرشح لخلافته في رئاسة الوزراء ورئاسة حزب «العدالة والتنمية» يوم الخميس المقبل بعد اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب، في خطوة تستبق المؤتمر العام للحزب المقرر في 27 أغسطس (آب) الحالي، يرى فيها مراقبون أنها محاولة من إردوغان لقطع الطريق على عودة رئيس الجمهورية الحالي عبد الله غل، الذي تنتهي ولايته في 28 الحالي، إلى الحزب والحكومة.
وقال مصدر تركي لـ«الشرق الأوسط»، إن «أسهم وزير الخارجية أحمد داود أوغلو عادت لترتفع بقوة، في ضوء رغبة إردوغان قطع الطريق أمام غل الذي عبر عن رغبته بالعودة إلى الحزب بعد نهاية ولايته»، بينما قالت مصادر قريبة منه لـ«الشرق الأوسط»، إنه «يفضل أن يرتاح لفترة على الأقل، لكنه سيبقى يخوض غمار العمل السياسي».
ورفضت المصادر التعليق على ما يقال عن محاولة إردوغان لقطع الطريق أمام وصوله إلى رئاسة الحزب والحكومة، مكتفية بالقول إن غل «سيبقى في موقع المسؤولية، إن شاء الله».
وكان ينظر على نطاق واسع إلى أن تعيين رئيس حكومة بالوكالة يبقي الباب مفتوحا أمام غل، على أساس أن المطروحين لخلافة إردوغان مؤقتا هم من الذين لا يحق لهم الترشح للانتخابات المقبلة، وفقا للنظام الداخلي للحزب الذي يمنع الترشح لأكثر من ثلاث مرات لمناصب الحكومة ومقاعد البرلمان. أما داود أوغلو فهو يحق له فترتين بعد؛ مما يجعل تعيينه رئيسا للحكومة تعيينا كاملا يهدف إلى قيادته الحزب والحكومة إلى ما بعد الانتخابات.
وتوقعت الكاتبة في صحيفة «زمان» التركية المعارضة، لاله كمال، أن غل سينتظر لمدة سنة بين عامي 2014 و2015 وسيركز على الفعاليات الانتخابية، وسيخطط للعودة إلى السياسة في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في صيف 2015، وعودته هذه ستحدث ضجة كبيرة، ونقلت عن مصادر أن الرئيس غل «سيعود إلى العمل السياسي في انتخابات 2015 بدعم شعبي لاحتياج الدولة إليه، وينتهج استراتيجية تمكنه من تقلد منصب رئاسة الوزراء».
وكان إردوغان قال مساء الخميس، عقب مشاركته في حفل استقبال أقيم بمقر الحزب الحاكم، بالعاصمة أنقرة: «من المحتمل ألا يحدث الأمر (تسمية رئيس الحكومة) بالتكليف يوم الـ28 من الشهر الحالي، قد يحدث في الـ29، وبخصوص مسألة الاسم، فهذا الأمر سنناقشه في اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب الخميس المقبل، وعقب الاجتماع سنعلن عن الاسم المشترك الذي ستختاره جميع لجان حزبنا، أيا كان هو».
وعن كيفية العلاقة مع المعارضة بعد تسلم مهام عمله رسميا في الـ28 من الشهر الحالي، قال إردوغان: «لن يكون لدي وقت للقاء زعماء المعارضة كثيرا، لكن إذا تطلب الأمر عقد لقاءات معهم سأوجه لهم دعوة، لكن في حال رفض تلك الدعوة لمرتين أو أكثر فلن نوجه أي دعوات بعد ذلك، وهذا أمر علينا أن نوضحه مقدما».
وكانت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا قد أعلنت فوز إردوغان بالانتخابات الرئاسية، التي أجريت يوم الأحد الماضي، بعد حصوله على الأغلبية المطلقة، التي تقرها المادة الرابعة من قانون الانتخابات الرئاسية، وذلك بحسب النتائج الأولية التي أشارت أنه حصل على 51.8 في المائة من إجمالي أصوات المقترعين.
وكشف إردوغان عن نيته تغيير النظام السياسي في تركيا، إلى نظام رئاسي، قائلا: «هدفنا أن نحصل على أغلبية في البرلمان المقبل، يمكنها إجراء التعديلات الدستورية اللازمة»، وأضاف: «علينا أن نفكر جديا، ولا ننسى أن أعين العالم بأسره متجهة إلينا، والعالم الإسلامي يتطلع إلينا»، وأشار إلى أهمية الانتخابات النيابية المقبلة، التي ستجرى في مايو (أيار) 2015، قائلا: «الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد الماضي، كانت بمثابة نقطة انطلاق من أجل الانتخابات النيابية المقبلة، فلقد رأينا أن توجه الشعب التركي في الانتخابات الرئاسية كان لصالحنا»، وشدد على ضرورة استعداد الحزب من الآن بشكل جيد للانتخابات النيابية، لافتا إلى أن «العدالة والتنمية» هو وجه تركيا الضاحك، وهو الضامن لخير البلاد والعباد، بعد الله تعالى».
ولفت إردوغان إلى أن الـ27 من الشهر الحالي سيشهد انعقاد المؤتمر الطارئ الأول للحزب، وأنهم يجرون حاليا الترتيبات اللازمة لذلك، وأعرب عن ثقته الكبيرة في قدرة الحزب على إظهار روح الجماعة، والتكافل خلال الاجتماع المرتقب، مضيفا: «ليتخذ المندوبون بعد ذلك القرار الذي يرونه مناسبا، وبإذن الله سننطلق نحو مستقبل واحد مع رئيس جديد للحزب، ورئيس جديد للوزراء».
إلى ذلك، انتقدت صحيفة «سوزجو» التركية المعارضة إردوغان الذي اتهمته بأنه «يسعى لتخليد اسمه عبر إطلاقه على الكثير من الأماكن والمشاريع في مختلف أنحاء البلاد»، وتهكمت الصحيفة على إردوغان في المانشيت الرئيس لها على صدر صفحتها الأولى، قائلة: «إردوغان السلطان السابع والثلاثين لتركيا»، وقالت الصحيفة إن إردوغان يرغب في أن يكون السلطان رقم 37 لتركيا خلفا للسلاطين العثمانيين الـ36 السابقين، لافتة إلى أنه يطلق اسمه على أماكن ومشاريع مهمة في مختلف أنحاء البلاد، على غرار ما كان يفعله السلاطين العثمانيين. وأضافت أن مشروع مطار إسطنبول الثالث، الذي جرى البدء فيه قبل شهرين ليكون أكبر مطار في العالم، سوف يحمل اسم إردوغان كذلك. وتضمن خبر الصحيفة قائمة بعدد من المشروعات وأنواع الطعام والمنتجات الأخرى والمواليد الذين يحملون اسم إردوغان ومنها استاد إردوغان (إسطنبول) وعبَّارة إردوغان (إسطنبول)، وسد إردوغان (ارتفين)، وجامعة إردوغان (ريزا)، وخطوط ترام إردوغان، ومتنزهات، ونوع جديد من الأسماك يحمل اسم رجب، ونوع جديد من الزهور يحمل اسم رجب، بالإضافة إلى علامة تجارية لعطر جديد باسم إردوغان.
المعارضة التركية تنتقد {مطار إردوغان}
ترشيح داود أوغلو للحكومة يقطع الطريق على غل
المعارضة التركية تنتقد {مطار إردوغان}
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة