مصر: مشروع قانون يحرم المدرجين على قوائم الإرهاب من الحقوق السياسية

لجنة برلمانية أقرته مبدئياًَ

TT

مصر: مشروع قانون يحرم المدرجين على قوائم الإرهاب من الحقوق السياسية

يناقش مجلس النواب المصري (البرلمان) خلال الأيام المقبلة، مشروع قانون يحرم كل من أدرج على قوائم الإرهاب من مباشرة الحقوق السياسية. وتصدر محاكم مصرية من وقت إلى آخر أحكاماً بوضع متهمين على قوائم الإرهاب، فضلاً عن قرارات بالتحفظ على أموال بعض الشخصيات وقيادات تنظيم «الإخوان»... وتعمل السلطات المصرية منذ سنوات على ضبط مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية؛ خصوصاً تنظيم «الإخوان» الذي تعتبره السلطات المصرية إرهابياً.
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أيّد قاضي الأمور الوقتية بمحكمة القاهرة للأمور المستعجلة، قرار لجنة «التحفظ والإدارة والتصرف في أموال الجماعات الإرهابية» بالتحفظ ومصادرة أموال 1589 من قادة تنظيم «الإخوان»، على رأسهم الرئيس الأسبق محمد مرسي، ومحمد بديع مرشد التنظيم، ونائبه خيرت الشاطر، ومحمود عزت، ومحمد البلتاجي، وصفوت حجازي، ورجل الأعمال صفوان ثابت، وآخرون، بجانب 118 شركة، و1133 جمعية، و104 مدارس، و39 مستشفى، و62 موقعاً إخبارياً وقناة فضائية، لتمويلهم الإرهاب.
ووافقت لجنة «الاقتراحات والشكاوى» بمجلس النواب أمس، على اقتراح مقدم من النائب سمير رشاد أبو طالب، عضو المجلس، بشأن إضافة بند جديد إلى المادة 2 من قانون «تنظيم مباشرة الحقوق السياسية» الصادر عام 2014، وإحالته إلى لجنة «الشؤون الدستورية والتشريعية» لمناقشته. وينص التعديل الجديد المقرر إضافته للمادة رقم 2 على «يحرم من مباشرة حقوقه السياسية من أدرج على قوائم الكيانات الإرهابية و(الإرهابيين)، ويكون الحرمان طول مدة الإدراج».
وصدّق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أبريل (نيسان) الماضي، على القانون رقم 22 لسنة 2018 بتنظيم إجراءات التحفظ والحصر والإدارة والتصرف في أموال الجماعات الإرهابية و«الإرهابيين»، عقب موافقة مجلس النواب على مشروع القانون المقدم من الحكومة بشأن تنظيم إجراءات التحفظ على أموال تنظيم «الإخوان» و«العناصر الإرهابية»... وفي يوليو (تموز) الماضي أصدر السيسي، قراراً بندب عدد من القضاة ورؤساء المحاكم للعمل بلجنة «التحفظ والحصر والتصرف في أموال الجماعات الإرهابية».
وقالت مصادر قضائية، إن «مصادرة أموال عناصر (الإخوان) تمت بعد التأكد من وجود معلومات وتحريات دقيقة بإعداد قيادات وكوادر التنظيم صياغة خطة جديدة لتدبير موارد مالية واستغلال عوائدها في دعم النشاط التنظيمي، كإحدى ركائز دعم الحراك المسلح، من خلال إيجاد طرق وبدائل للحفاظ على ما تبقى من أموال التنظيم ومنشآته الاقتصادية».
وأوضح النائب أبو طالب، في مقترحه على قانون حرمان كل من أدرج على قوائم الإرهاب من مباشرة الحقوق السياسية، أمس، أنه في إطار الحفاظ على مكتسبات ثورة «30 يونيو (حزيران)» التي أطاحت بحكم تنظيم «الإخوان» عام 2013. وعلى ضوء صدور قانون تنظيم «قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين» عام 2015، وإدراج كثير من الأشخاص على قوائم الكيانات الإرهابية، لا بد من حظر الأشخاص الطبيعيين الذين تم إدراجهم على تلك القوائم من ممارسة أي نشاط سياسي، أو مباشرة أي من الحقوق السياسية.
من جهته، قال النائب أحمد سعد، عضو مجلس النواب لـ«الشرق الأوسط»، إن «المقترح يسير مع خطة مصر لمواجهة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله، باعتبار ما قاموا به تهديداً للوطن والمواطن».
يشار إلى أنه في مارس (آذار) الماضي، تقدم النائب محمد زكريا محيي الدين، وكيل لجنة الصناعة بالبرلمان، بمشروع قانون لحرمان «الإرهابيين» من مباشرة الحقوق السياسية، سواء الترشح للانتخابات، أم ممارسة الحق الانتخابي، أم المشاركة في الاستفتاءات، والانتخابات الرئاسية، والبرلمانية، والمحليات، لمن صدر ضده حكماً باعتباره إرهابياً، ونشر بالجريدة الرسمية في مصر.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».