عون يطوّق الخلافات برفع جلسة الحكومة قبل مناقشة الملفات السياسية

التباينات في مجلس الوزراء شملت ملف النازحين والعلاقات مع دمشق

الرئيس ميشال عون مترئساً جلسة مجلس الوزراء أمس (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مترئساً جلسة مجلس الوزراء أمس (دالاتي ونهرا)
TT

عون يطوّق الخلافات برفع جلسة الحكومة قبل مناقشة الملفات السياسية

الرئيس ميشال عون مترئساً جلسة مجلس الوزراء أمس (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مترئساً جلسة مجلس الوزراء أمس (دالاتي ونهرا)

تخطت الحكومة اللبنانية أمس، التباينات السياسية في أولى جلساتها بعد نيلها الثقة، وأقرت البنود الواردة على جدول الأعمال، حيث رفع رئيس الجمهورية ميشال عون جلسة مجلس الوزراء قبل أن يغوص الوزراء في الملف السياسي وأظهرت مواقف الوزراء أن خلافاتهم مرتبطة بملف النازحين وزيارة وزير النازحين صالح الغريب سوريا، وتطبيع العلاقات مع النظام السوري.
وأعلن وزير الإعلام جمال الجراح خلال إعلان مقررات مجلس الوزراء، أن «مجلس الوزراء عقد جلسته وأقر معظم البنود التي كانت على جدول الأعمال». وأشار إلى أن «الرئيس عون شدد على ضرورة عودة النازحين السوريين دون ارتباط ذلك بالحل السياسي، ولا يمكن أن نتعاطى مع الملف إلا بجدية، وفخامة الرئيس هو المؤتمن على الدستور وأقسم اليمين للمحافظة على الأرض والشعب، ومن هذا المنطلق يتعاطى مع موضوع النازحين». وأشار إلى أن «رئيس الجمهورية رفع الجلسة وكان عدد من الوزراء يريدون الكلام في الملف السياسي».
وبعد الجلسة أعلن وزير المال علي حسن خليل أنه «حصل نقاش سياسي في موضوع زيارة وزير الدولة لشؤون النازحين السوريين صالح الغريب ومواقف وزير الدفاع إلياس بو صعب»، وقال: «نحن أكدنا أننا مع توسيع العلاقات مع سوريا في أكبر مروحة».
أما وزير الشؤون الاجتماعية كميل بو سليمان فرأى بعد جلسة مجلس الوزراء أنه «احتدم النقاش في نهاية الجلسة حول موضوع العلاقات مع سوريا بحيث تمسك كل طرف بموقفه». ورفض الوزير صالح الغريب «حملة التهويل في الإعلام علينا وزيارة سوريا ليست تهمة وقلنا إننا سنعلن عن الزيارة لسوريا وهذا ما حصل»، وقال: «بادرنا وذهبنا إلى سوريا خدمة لمصلحة لبنان واللبنانيين وبعلم كل المعنيين ولن يثنينا شيء عن القيام بواجبنا لطي صفحة الماضي».
وأعلن وزير الدفاع إلياس بو صعب: «لم أعترض على الإطلاق على المنطقة الآمنة في سوريا ولم آت على ذكر ذلك».
وقال وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان: «لا يستطيع أي وزير أن يعطي رأيه بالصراعات الإقليمية دون تنسيق مسبق»، مشدداً على أن «النأي هو نأي بالنفس». وطمأن قيومجيان رئيس الجمهورية أن موقف «القوات اللبنانية» هو ذاته موقف رئيس الجمهورية في موضوع عودة النازحين، لكنه قال بأن عودتهم لا تتأمن مع وجود بشار الأسد.
وأشارت مصادر مواكبة إلى أن وزيري المال علي حسين خليل والشباب والرياضة محمد فنيش ردا على قيومجيان، فقال خليل بأن العلاقات اللبنانية والسورية ما زالت قائمة. وتمنى فنيش ألا يصل النقاش إلى هذا الحد.
بدورها، قالت الوزيرة مي شدياق: «إننا نشعر بأننا نعود إلى مرحلة الـ2005. نشعر أن هناك استدعاء للوزراء إلى سوريا كما كان يجري في السابق». وأضافت شدياق أن وزراء ونواب القوات والتيار أبدوا نفس الهواجس في الفاتيكان لناحية أن النظام السوري لا مصلحة لديه في عودة النازحين. وإذ أشارت إلى «أننا ممتعضون من العلاقة الطبيعية مع سوريا»، لفتت إلى أنه «حين احتدم النقاش رفع رئيس الجمهورية الجلسة ولم يعطَ الحق لكل الوزراء الذين طلبوا الكلام».
وكانت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن قالت بأن «الانتخابات النيابية الفرعية في طرابلس ستتم خلال شهرين بعد نشر القانون في الجريدة الرسمية».
أما وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب فقال: «طلبت من رئيسي الجمهورية والحكومة عرض الدرجات الست للأساتذة الثانويين وأكد لي الرئيس عون أنه سيعرض الموضوع بنداً أول في الجلسة المقبلة نظراً لأهميته».
وأقر مجلس الوزراء سلفة لمؤسسة كهرباء لبنان لدفع قيمة المحروقات ولتسديد أقساط وفوائد قروض أجنبية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.