رئيس وزراء الهند يدعو راؤول غاندي لخلافته

الاستطلاعات تبدو مخيبة لآمال «المؤتمر» ومبتسمة للهندوس القوميين بزعامة ناريندرا مودي

مانموهان سينغ أثناء إعلان عزمه التنحي عن منصبه الذي يتولاه منذ عشر سنوات في نيودلهي أمس (أ.ب)
مانموهان سينغ أثناء إعلان عزمه التنحي عن منصبه الذي يتولاه منذ عشر سنوات في نيودلهي أمس (أ.ب)
TT

رئيس وزراء الهند يدعو راؤول غاندي لخلافته

مانموهان سينغ أثناء إعلان عزمه التنحي عن منصبه الذي يتولاه منذ عشر سنوات في نيودلهي أمس (أ.ب)
مانموهان سينغ أثناء إعلان عزمه التنحي عن منصبه الذي يتولاه منذ عشر سنوات في نيودلهي أمس (أ.ب)

أعلن رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ أمس انسحابه من الساحة السياسية بعد الانتخابات العامة المرتقبة هذه السنة ودعا وريث سلالة غاندي، راؤول إلى خلافته في حال فاز حزب «المؤتمر» وهو أمر غير محتمل.
وقال سينغ في أول مؤتمر صحافي يعقده منذ ثلاث سنوات «خلال بضعة أشهر وبعد الانتخابات التشريعية سأسلم السلطة لرئيس وزراء جديد مهما كانت نتيجة الاقتراع». ولمح سينغ (81 عاما) في السابق إلى أنه يريد أن يترك منصبه لراؤول غاندي وريث الأسرة التي هيمنت على الحياة السياسية في الهند منذ الاستقلال. وقال سينغ «راؤول غاندي سيكون مرشحا ممتازا، آمل في أن يعينه حزبنا في الوقت المناسب». وقد يعين حزب «المؤتمر» الذي ترأسه صونيا غاندي والدة راؤول، رسميا مرشحه إلى منصب رئيس الحكومة اعتبارا من الاجتماع المقبل للجنته المركزية في 17 يناير (كانون الثاني) الحالي. ويثير راؤول (43 سنة) وهو ابن حفيد نهرو وحفيد أول رئيسة وزراء أنديرا غاندي التي اغتيلت في 1984، تكهنات كبيرة في الهند منذ اغتيال والده راجيف في عام 1991.
وبدا راؤول وهو أعزب، لفترة طويلة بعيدا عن السياسة التي كانت شغلت سلالته قبل أن يوافق على تعيينه نائب رئيسة حزب «المؤتمر» في يناير 2013. درس راؤول وهو رجل متواضع ورياضي وأنيق، في بريطانيا والولايات المتحدة، وأفادت برقيات دبلوماسية أميركية كشفها موقع ويكيليكس في عام 2004 بأنه «رجل لا يتمتع بشخصية قوية».
وتتوقع استطلاعات الرأي أن تكون فرص فوز حزب المؤتمر في الانتخابات المرتقبة في مايو (أيار) المقبل تبدو ضئيلة جدا في مواجهة حزب المعارضة باراتيا جناتا، التنظيم الهندوسي القومي بزعامة ناريندرا مودي.
واغتنم مانموهان سينغ هذه الفرصة ليشن هجوما غير مسبوق على مودي رئيس الحكومة المحلية في ولاية غوجارات (غرب). وتعرض مودي إلى اتهامات لدوره المثير للجدل في الاضطرابات الدينية التي أسفرت في عام 2002 عن مقتل حوالي ألفي شخص معظمهم من المسلمين في غوجارات بعيد وصوله إلى السلطة. وقال سينغ «ستكون كارثة بالنسبة للبلاد أن يتولى ناريندرا مودي رئاسة الوزراء»، مشيرا إلى أن مودي لم يثبت كفاءته القيادية من خلال «إشرافه على مجزرة بحق أبرياء». وقد أخلى القضاء سبيله في هذا الملف لكن حكم بالسجن 28 عاما على امرأة أوكل إليها حقيبة وزارية. وركز ناريندا (64 سنة) حملته الانتخابية على إرادة تشكيل حكومة فعالة نظيفة مراهنا على تراجع شعبية حزب المؤتمر الذي يحكم البلاد منذ عام 2004.
يذكر أن نجم مانموهان سينغ بدأ يأفل منذ التسعينات عندما كان وزير مالية إصلاحيا، لكن تباطأ الاقتصاد وتعثرت الإصلاحات وتلطخت سمعة حزب المؤتمر بفضائح فساد متكررة. غير أنه دافع أمس عن إنجازاته مقرا بأنه ارتكب بعض الأخطاء والإخفاقات في مجال مراقبة الأسعار والفساد والسياسة الصناعية لكنه افتخر بالمساعدة التي قال إنه قدمها إلى عمال الأرياف الفقراء. وقال سينغ إن «في 2004 أقحمت حكومتنا على طريق +نيو ديل+ (اتفاق جديد) من أجل الهند الريفية، وأظن أننا وفينا بوعودنا». وإجمالا، كما أضاف، كان النمو «مرتفعا» خلال ولايتيه أكثر من أي فترة في تاريخ الهند المستقلة (1947).
واستقر النمو بنسبة خمسة في المائة خلال السنة الميزانية 2012-2013 في أدنى نسبة خلال السنوات العشر الأخيرة لكن مانموهان سينغ شدد على أن الديناميكية المستقرة. وقال إن «الأهم هو أننا عملنا على أن يستفيد من النمو» أكبر عدد من الهنود من أي وقت مضى في حين يظل الفقر الشديد آفة حقيقية في ثالث قوة اقتصادية في آسيا حيث يطال النقص في التغذية أربعين في المائة من الأطفال وفق تقرير نشر في عام 2012.



الصين تسحب سفنها الحربية المنتشرة حول تايوان

صورة ملتقطة في 12 ديسمبر 2024 تظهر سفينة خفر سواحل تايوانية (يسار) تراقب سفينة خفر سواحل صينية على بعد أميال بحرية قليلة من الساحل الشمالي الشرقي لتايوان (أ.ف.ب)
صورة ملتقطة في 12 ديسمبر 2024 تظهر سفينة خفر سواحل تايوانية (يسار) تراقب سفينة خفر سواحل صينية على بعد أميال بحرية قليلة من الساحل الشمالي الشرقي لتايوان (أ.ف.ب)
TT

الصين تسحب سفنها الحربية المنتشرة حول تايوان

صورة ملتقطة في 12 ديسمبر 2024 تظهر سفينة خفر سواحل تايوانية (يسار) تراقب سفينة خفر سواحل صينية على بعد أميال بحرية قليلة من الساحل الشمالي الشرقي لتايوان (أ.ف.ب)
صورة ملتقطة في 12 ديسمبر 2024 تظهر سفينة خفر سواحل تايوانية (يسار) تراقب سفينة خفر سواحل صينية على بعد أميال بحرية قليلة من الساحل الشمالي الشرقي لتايوان (أ.ف.ب)

أعلنت السلطات التايوانية، اليوم (الجمعة)، أن السفن الصينية التي كانت تُجري منذ أيام تدريبات بحرية واسعة النطاق حول تايوان، هي الأكبر منذ سنوات، عادت إلى موانئها، الخميس.

وقال هسييه تشينغ-تشين، نائب المدير العام لخفر سواحل تايوان، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» (الجمعة): «عاد جميع خفر السواحل الصينيين إلى الصين أمس، ورغم أنهم لم يصدروا إعلاناً رسمياً، فإننا نعدّ أن التدريب قد انتهى».

وأكدت متحدثة باسم وزارة الدفاع التايوانية أن السفن الحربية، وتلك التابعة لخفر السواحل الصينيين، رُصِدت وهي تتجه نحو ساحل البر الرئيسي للصين.

وفي مؤشر إلى تكثيف بكين الضغط العسكري، كان مسؤول أمني تايواني رفيع قال، الأربعاء، إن نحو 90 من السفن الحربية والتابعة لخفر السواحل الصينيين قد شاركت في مناورات خلال الأيام الأخيرة تضمّنت محاكاة لهجمات على سفن، وتدريبات تهدف إلى إغلاق ممرات مائية.

صورة ملتقطة في 12 ديسمبر 2024 تظهر سفينة خفر سواحل تايوانية (يمين) تراقب سفينة خفر سواحل صينية على بعد أميال بحرية قليلة من الساحل الشمالي الشرقي لتايوان (أ.ف.ب)

ووفقاً للمسؤول الذي تحدَّث شرط عدم كشف هويته، بدأت الصين في التخطيط لعملية بحرية ضخمة اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول)، في محاولة لإثبات قدرتها على خنق تايوان، ورسم «خط أحمر» قبل تولي الإدارة الأميركية الجديدة مهماتها في يناير (كانون الثاني).

وأتت هذه المناورات بعد أيام على انتهاء جولة أجراها الرئيس التايواني، وشملت منطقتين أميركتين هما هاواي وغوام، وأثارت غضباً صينياً عارماً وتكهّنات بشأن ردّ صيني محتمل.

وتايوان التي تحظى بحكم ذاتي تعدّها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتعارض أي اعتراف دولي بالجزيرة أو اعتبارها دولة ذات سيادة.