مرشح «الإسلاميين» للرئاسيات يناشد أنصار بوتفليقة اختيار بديل

اعتقال قيادات حزب معارض بعد توزيع مناشير تدعو لمقاطعة الاقتراع

جزائري يحمل صورة الرئيس بوتفليقة خلال مظاهرة أقيمت في العاصمة تأييدا لترشحه للرئاسية المقبلة (إ.ب.أ)
جزائري يحمل صورة الرئيس بوتفليقة خلال مظاهرة أقيمت في العاصمة تأييدا لترشحه للرئاسية المقبلة (إ.ب.أ)
TT

مرشح «الإسلاميين» للرئاسيات يناشد أنصار بوتفليقة اختيار بديل

جزائري يحمل صورة الرئيس بوتفليقة خلال مظاهرة أقيمت في العاصمة تأييدا لترشحه للرئاسية المقبلة (إ.ب.أ)
جزائري يحمل صورة الرئيس بوتفليقة خلال مظاهرة أقيمت في العاصمة تأييدا لترشحه للرئاسية المقبلة (إ.ب.أ)

دعا عبد الرزاق مقري، مرشح «الإسلاميين» لرئاسية الجزائر، أنصار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والأحزاب الموالية له إلى «اختيار شخصية أخرى» تمثلهم في الانتخابات المقررة في 18 من أبريل (نيسان) المقبل، «عوض أن تعولوا على الولاية الخامسة التي ستكون كارثية على الجزائر». وتزامنت هذه الدعوة مع اعتقال قوات الأمن، أمس، قياديين من حزب معارض، وذلك بسبب توزيع مناشير تشجع على مقاطعة الاستحقاق.
وهاجم مقري أحزاب «الموالاة» أمس في العاصمة، خلال عرضه برنامجه كمرشح للانتخابات، وقال إنه «من حق الجزائري أن يعبر عن رأيه، وعن رفضه العهدة الخامسة بطريقته الخاصة، بالمقاطعة وبالتظاهر السلمي»، في إشارة إلى احتجاجات ومظاهرات شهدتها بعض مناطق شرق البلاد، تعبيرا عن رفض التمديد للرئيس. وقد جرت هذه المظاهرات في هدوء، ولم تدع لها أي جهة سياسية، بل تداولها نشطاء على شبكة التواصل الاجتماعي، التي فرضت نفسها بقوة في مرحلة ما قبل الانتخابات.
وأضاف مقري: «ونحن إذ نعبر عن رفضنا للعهدة الخامسة بتقديم مرشحنا، فإن ذلك تأكيد منع على أن الجزائر ليست عاقرا، بـل بها رجال، وعبد الرزاق مقري واحد من هؤلاء الرجال». واختار مقري، رئيس «حركة مجتمع السلم»، «الحلم الجزائري» عنوانا لبرنامجه، وقال إن «الجزائر ليست عاقرا لكي يرى شعبها الخلاص في شخص الرئيس بوتفليقة وحده، فأحزاب الموالاة تملك شخصيات باستطاعتها تقديم واحد منهم للاستحقاق الرئاسي عوض الترويج لبوتفليقة». مشددا على أنه «من حق كل طرف سياسي رفض هذه الخطوة (ترشح الرئيس)، ومن حق الجميع اختيار طريقة للتعبير عن ذلك، من دون اللجوء إلى الفوضى»، مشيرا إلى أنه «لا يرى أي خطر في مظاهرات 22 فبراير (شباط)»، وهي دعوة انتشرت عبر وسائط التواصل الاجتماعي للتنديد بترشح الرئيس، وتحسب لها السلطات ألف حساب.
وأبرز ما جاء في «الحلم الجزائري» تحديد الترشح للرئاسة بولاية واحدة، قابلة للتجديد مرة واحدة. علما بأن بوتفليقة عدل الدستور عام 2008 لإلغاء ما كان يمنع الترشح لأكثر من ولايتين، وبذلك فسح المجال لنفسه الترشح لفترة ثالثة (عام 2009). وعدل الدستور مجددا في 2016، ليعود إلى تحديد الترشح بفترتين كأقصى تقدير. ومعنى ذلك أنه إذا فاز في انتخابات هذا العام، فستحسب له ولاية أولى في ظل الدستور الجديد.
وتعهد مقري في حالة إذا أصبح رئيسا للجزائر بـ«تحسين مناخ الاستثمار في البلاد قصد استقطاب مزيد من رؤوس الأموال الأجنبية». وقال إنه «يعتزم القضاء على الفساد في ظرف قياسي»، وسيختار «رئيس وزراء صاحب كفاءة واقتدار». كما تعهد بتجسيد وعد قديم، يتمثل في إطلاق «لجنة مستقلة لمراقبة الانتخابات، تتكون من شخصيات لم يسبق لها أن مارست المسؤولية الحكومية»، حتى تكون بديلا لـ«الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات» التي تتبع للحكومة.
إلى ذلك، أعلنت «جبهة القوى الاشتراكية»، أقدم حزب معارض، أمس عن اعتقال ثلاثة من أبرز قيادييها، بسبب توزيع مناشير في وسط العاصمة، تدعو إلى مقاطعة الاستحقاق الرئاسي. والقياديون هم ماسينيسا بوسكين مسؤول قسم الطلبة الجامعيين بالحزب، وكسيلة إيدير مسؤول قطاع التضامن، ومصطفى سامط مستشار السكرتير الأول للحزب. وقد تم اقتيادهم إلى محافظة الشرطة، حسب البيان، بغرض التحقيق لهم. وتعتبر السلطات أن النشاط السياسي في فترة الانتخابات متاح فقط للأحزاب المنخرطة في الاستحقاقات. وتتعامل مع أي مسعى خارج هذا المنظور، على أنه «تحريض على العصيان والفوضى».
ودانت «القوى الاشتراكية» ما وصفته بـ«ممارسة تسلطية للحكومة، ما يؤكد أنها ماضية في سياسة قمع المعارضة، ومنعها من تنظيم حملة لمقاطعة المسخرة الانتخابية». على صعيد متصل، التقت عدة أحزاب وشخصيات معارضة، أمس، بالعاصمة داخل مقر حزب «جبهة العدالة والتنمية»، بناء على دعوة من زعيمها الإسلامي عبد الله جاب الله، على أمل الاتفاق على مرشح واحد يمثلهم في الاستحقاق.
وشارك في الاجتماع مقري، ورئيس الحكومة سابقا علي بن فليس، وهو أيضا رئيس حزب «طلائع الحريات»، ونور الدين بحبوح رئيس «اتحاد القوى الديمقراطية»، والطاهر بن بعيبش رئيس «فجر جديد»، إلى جانب وزير الإعلام سابقا عبد العزيز رحابي. وق جرى اللقاء بعيدا عن وسائل الإعلام، ويرتقب أن يعلن عن نتيجته اليوم، وإن كان مراقبون يستبعدون حدوث إجماع على مرشح واحد.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.