تسيبي لفني تعتزل السياسة حتى «لا تضيع آلاف أصوات السلام»

تسيبي لفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة أمس (أ.ب)
تسيبي لفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة أمس (أ.ب)
TT

تسيبي لفني تعتزل السياسة حتى «لا تضيع آلاف أصوات السلام»

تسيبي لفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة أمس (أ.ب)
تسيبي لفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة أمس (أ.ب)

أعلنت وزيرة الخارجية السابقة ورئيسة حزب «هتنوعا» الإسرائيلي، تسيبي لفني، انسحابها من معركة انتخابات الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، المقررة في التاسع من أبريل (نيسان) المقبل، وذلك لأنها لا تريد أن تضيع أصوات عشرات آلاف الأصوات المؤيدة للسلام هدراً. وقالت، في مؤتمر صحافي عقدته أمس الاثنين، في تل أبيب: «فعلت كل ما بوسعي لبلدي الحبيب، لكنني لن أسامح نفسي إذا أهدرت أصوات المؤمنين في طريقنا».
وأضافت: «كانت السنوات القليلة الماضية صعبة للغاية بالنسبة لي، بسبب الجمود غير المفهوم في عملية السلام. وقد حاولت بكل ما في وسعي لإقناع الجمهور والقادة السياسيين بأن الانفصال عن الفلسطينيين باتفاق سلام معهم، هو أمر أساسي للحفاظ على وجود دولة إسرائيل. لذلك عارضت طريق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. ودفعت باهظاً ثمن سلوكي السياسي. لكنني لست نادمة على ذلك. فهذه قضية مبدئية».
وأكد مقربون من لفني، أنها تعتزم اعتزال الحياة السياسية، لكنها ستحاول في الشهرين المتبقيين من المعركة الانتخابية دعوة مؤيديها للتصويت للأحزاب التي تؤيد عملية السلام وتمنع إهدار أصوات معسكري الوسط واليسار.
ويرى المراقبون أن قرار لفني نجم عن قراءتها نتائج استطلاعات الرأي التي دلت على أن حزبها لوحده لن ينجح في تجاوز نسبة الحسم، التي قد تصل إلى 145 ألف صوت في الحد الأدنى، مع أنها كانت ممثلة في الانتخابات الأخيرة بستة مقاعد، تعادل 200 ألف صوت (مجموع أصوات المعسكر الصهيوني بلغت يومها 786 ألف صوت أدخلت للكنيست 24 نائباً). وقد حاولت الانخراط في تحالفات مع أحزاب أخرى، منذ أن قام شريكها رئيس حزب العمل، آفي غباي، بتفكيك التحالف معها في «المعسكر الصهيوني» بشكل مهين. فحاولت إعادة الشراكة معه ثم حاولت الارتباط مع حزب الجنرالات، «مناعة لإسرائيل» بقيادة رئيس أركان الجيش السابق، بيني غانتس، و«يش عتيد»، بقيادة يائير لبيد، وميرتس وحزب العمل، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل.
وكانت ليفني قد عينت وزيرة للقضاء في حكومة أرئيل شارون ووصلت إلى منصب وزيرة خارجية وقائم بمهام رئاسة الوزراء، في حزب «قديما» برئاسة إيهود أولمرت، وخاضت الانتخابات بعد أولمرت وفازت بأكثرية الأصوات ولكنها لم تستطع تشكيل حكومة. وقد أطاح بها الجنرال شاؤول موفاز، في سنة 2012 وفاز برئاسة حزب «قديما»، فاعتزلت الحياة السياسية. ولكنها عادت وأسست حزب «هتنوعا» وعادت إلى المشهد السياسي في انتخابات 2015. وتحالفت مع حزب العمل ليشكلا معاً «المعسكر الصهيوني».
وكانت لفني قد تولت لعدة سنوات مسؤولية إدارة المفاوضات مع الفلسطينيين. وفي سنة 2008، توصل أولمرت إلى اتفاق سلام شبه كامل مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس. ولكنها أجهضت هذا الاتفاق، عندما قالت للفلسطينيين إن عليهم أن ينتظروا إلى ما بعد الانتخابات، قائلة إن «أولمرت بات معروفاً في إسرائيل كرئيس حكومة فاسد وكل ما يوقع عليه سيكون فاسداً بنظر الإسرائيليين، لذلك انتظروا حتى أكون رئيسة حكومة وأنا أمرر الاتفاق معكم». ولكنها فشلت في تشكيل الحكومة التالية، رغم أنها حصلت على مقعد أكثر من نتنياهو في الانتخابات. فقد رفضتها الأحزاب الدينية وفضلت التحالف مع حزب الليكود عليها. وبذلك خسرت الحكم وأجهضت اتفاق السلام. ومنذ ذلك الوقت وهي تسعى لوضع عملية السلام في مركز اهتمامها، ولكن ذلك لم يقنع مؤيدي السلام، الذين لم يسامحوها على ما فعلته عندما كانت في قمة الهرم السياسي.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.