عشرات القتلى والأسرى الحوثيين في معارك محتدمة مع قبائل حجور وعذر

استنفار قبلي في حجة وعمران وغارات التحالف تدمر تعزيزات الجماعة

TT

عشرات القتلى والأسرى الحوثيين في معارك محتدمة مع قبائل حجور وعذر

استمرت المعارك المشتعلة بين قبائل حجور والميليشيات الحوثية في مديرية كشر، التابعة لمحافظة حجة، أمس، غداة اشتعالها في مديرية قفلة عذر، التابعة لمحافظة عمران، وسط ضربات جوية مكثفة لطيران التحالف الداعم للشرعية، واستنفار في أوساط القبائل للتصدي للميليشيات.
وجاءت هذه التطورات الميدانية التي سقط خلالها عشرات القتلى والأسرى الحوثيين في يد رجال القبائل في حجة وعمران، بالتوازي مع تقدم جديد لقوات الجيش اليمني، المسنود من تحالف دعم الشرعية في محافظة صعدة.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» بأن طيران التحالف الداعم للشرعية شنّ أمس سلسلة ضربات جوية، استهدفت تعزيزات ومواقع حوثية في مناطق قفلة عذر في عمران، ومنطقة المندلة شرقي مديرية كشر. واستهدفت الغارات تعزيزات للميليشيات ومعسكراً تدريبياً في قفلة عذر، ما أدى إلى تدمير 9 عربات ودبابات تابعة للميليشيات، ضمن التعزيزات التي كانت أرسلتها لقمع قبائل القفلة، التي أعلنت مساندة قبائل حجور.
وخلفت الضربات عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات في مواقع متفرقة، بينها المخضارة والطريق الواصل بين حوث شرقاً وحجور غرباً وفي منطقة المندلة شرقي العبيسة في مديرية كشر، في حين أكدت المصادر أن رجال قبائل ذو سودة وذو نحزة في مديرية قفلة عذر تمكنوا من أسر 30 عنصراً من الميليشيات، واغتنام كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.
ولجأت الجماعة الحوثية إلى قطع الاتصالات منذ أيام عن مناطق قبائل حجور للتغطية على هزائمها، وسط توقعات للمراقبين بأن تؤدي انتفاضة قبائل حجور إلى إشعال انتفاضات جديدة في محافظتي حجة وعمران.
وذكرت مصادر قبلية أن كثيراً من زعماء القبائل في مديريات وشحة وقارة والجميمة حيث تمتد قبائل حجور في حجة، بدأت عقد اجتماعات لإعلان النفير ومساندة رجال القبائل في مناطق شرقي العبيسة، وصولاً إلى منطقة قفلة عذر في عمران.
وكبدت المواجهات الجماعة الحوثية في مناطق حجور عشرات القتلى والجرحى خلال 20 يوماً من المعارك، وسط تقدم لمسلحي القبائل الذين يرفضون دخول الميليشيات إلى مناطقهم.
في سياق ميداني متصل، تمكنت قوات الجيش الوطني في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين، من تحرير مواقع جديدة، كما أعلنت سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، بينهم قيادي حوثي بارز.
وأكد قائد لواء حرب العميد محمد الغنيمي، في تصريح رسمي، أن قوات الجيش سيطرت على مربع شاجع، وعلى ما تبقى من وادي الأشر، وقامت بالسيطرة الكاملة على حصن الحماد في منطقة الرزامي.
وقال الغنيمي إن «المعارك أسفرت عن مصرع القيادي في جبهة الرزامي المدعو أركان مهدي الجبري، المعروف بـ(أبو حمزة الجبري) حيث تم تحريز جثته مع جثث عدد ممن كانوا يتحصنون في مربع شاجع».
وكانت قوات الجيش الوطني أعلنت في وقت سابق تحريرها مواقع جديدة باتجاه مركز مديرية كتاف.
وطبقاً لمصدر عسكري، فقد «تمكنت قوات الجيش الوطني من تحرير سلسلة جبال الحنكة، ووادي حلة القريب من مركز مديرية كتاف، بالإضافة إلى استعادة بعض الأسلحة المنهوبة».
وأشار المصدر إلى أن «مقاتلات التحالف العربي استهدفت بعدة غارات تجمعات وآليات لميليشيات الحوثي الانقلابية بذات الجبهة، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الميليشيات، بينهم قيادات، وتدمير آليات قتالية تابعة لها».
كما عثرت قوات الجيش اليمني على 3 مخازن أسلحة وذخائر تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية أثناء تقدّمهم باتجاه مران بمديرية حيدان غربي صعدة.
وأفاد مصدر عسكري، نقلت عنه قناة «العربية»، بأن «المخازن احتوت على ألغام متنوعة، ما بين فردية وعربات، وكذلك أسلحة من نوع رشاش، بجانب عدد من صواريخ التوشكا».
إلى ذلك، أفادت مصادر ميدانية في محافظة الحديدة بأن لغماً بحرياً زرعه الحوثيون في البحر الأحمر انفجر في مركب صيد قبالة شواطئ منطقة اللُحيّة شمال محافظة الحديدة، وأدى إلى مقتل 8 صيادين وجرح آخرين.
وقالت المصادر إن «اللغم انفجر في قارب للصيادين بالقرب من جزيرة البُضِيع، ونجا من الحادث شخصان فقط، حيث كان على متن الزورق 15 شخصاً».
وفي محافظة الضالع، تواصلت أمس المعارك العنيفة بين الجيش الوطني وميليشيات الحوثي الانقلابية في مديرية الحشاء، غرباً، وسط تقدم قوات الجيش الوطني.
وأكدت مصادر عسكرية أن عناصر من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنوا من السيطرة على مواقع كانت تحت سيطرة الانقلابيين، غرب وجنوب مديرية الحشا، أبرزها «تباب وقرى الممطار والحدادية والزقما والمردم ومنطقة سناح، وعدد من المناطق المتاخمة لمديرية قعطبة، وذلك بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الانقلاب، سقط فيها قتلى وجرحى حوثيون».
وقالت المصادر «إن عدداً من الانقلابين سقطوا بين قتيل وجريح، بمن فيهم 7 عناصر قتلوا في كمين للجيش في منطقة نجد المكلة، بمديرية الحشا».
وفي الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر غرب اليمن، تواصل ميليشيات الانقلاب المدعومة من إيران، قصف مواقع الجيش الوطني في مدينة الحديدة والقرى الجنوبية، أبرزها في حيس والتحيتا والدريهمي، موقعة خسائر بشرية في أوساط المواطنين جراء القصف المستمر، علاوة على سقوط قتلى وجرحى بشكل يومي جراء انفجار العبوات الناسفة والألغام التي زرعتها ميليشيات الانقلاب قبل دحرها من مواقع أصبحت تحت سيطرة الجيش الوطني، وأغلبها في الطرقات والأحياء السكنية.
وذكر المركز الإعلامي التابع لألوية العمالقة في جبهة الساحل الغربي، أن «3 مواطنين من أبناء قرية الدوح بمديرية حيس قتلوا جراء انفجار لغم حوثي، بينهم امرأة، أثناء مرورهم في الطريق على متن دراجة نارية كانوا يستقلونها».
جاء ذلك بعد أقل من 24 ساعة من مقتل المواطن ثابت حطيب، وإصابة المواطن عبد الباسط لحجي أحمد نصر، جراء انفجار لغم أرضي في منطقة ضمي بذات المديرية، عندما انفجر اللغم الأرضي بسيارتهما أثناء مرورهما في الطريق الفرعية بمنطقة ضَمي جنوب حيس حيث تم إسعافهما إلى مستشفى حيس، لكن أحدهما كان قد فارق الحياة.
وقالت ألوية العمالقة في بيان إن «ميليشيات الحوثي تستغل الهدنة الأممية وتقوم بعمليات تسلل من حين لآخر عن طريق المزارع إلى الطرقات خارج المدينة، وتقوم بزرع العبوات الناسفة والألغام التي راح ضحيتها العشرات من المواطنين في مديرية حيس ومناطق أخرى متفرقة في محافظة الحديدة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.