تمديد اعتقال الفلسطيني المتهم بقتل إسرائيلية عشرة أيام

عائلة الفلسطيني عرفات أرفاعية المتهم بقتل مستوطنة إسرائيلية في منزلها في الخليل بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
عائلة الفلسطيني عرفات أرفاعية المتهم بقتل مستوطنة إسرائيلية في منزلها في الخليل بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

تمديد اعتقال الفلسطيني المتهم بقتل إسرائيلية عشرة أيام

عائلة الفلسطيني عرفات أرفاعية المتهم بقتل مستوطنة إسرائيلية في منزلها في الخليل بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
عائلة الفلسطيني عرفات أرفاعية المتهم بقتل مستوطنة إسرائيلية في منزلها في الخليل بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

قال متحدث باسم جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) إن المحكمة مددت أمس الاثنين اعتقال الفلسطيني عرفات أرفاعية المتهم بقتل مستوطنة إسرائيلية عشرة أيام.
وعثر على جثة أوري أنسباخر في وقت متأخر الخميس في جنوب شرقي القدس وتم دفنها اليوم التالي في مستوطنة تقوع قرب مدينة بيت لحم. وكان الجهاز أعلن الأحد أن الإسرائيلية (19 عاماً) قتلت لـ«دوافع قومية».
وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، أن «المتهم مثل أمام محكمة الصلح في القدس برفقة رجال الشرطة والأمن مكبل اليدين والقدمين وسط تزاحم عشرات المصورين والصحافيين». وأخلت المحكمة القاعة من الصحافيين قبل بدء جلسة مغلقة.
بعد انتهاء الجلسة تم تمديد احتجاز أرفاعية عشرة أيام حسبما صرح المتحدث باسم الأمن الداخلي لوكالة الصحافة الفرنسية، دون مزيد من التفاصيل.
وكانت إسرائيل أعلنت السبت اعتقال أرفاعية، وهو فلسطيني من الخليل. وقام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء الأحد بزيارة عائلة الشابة في مستوطنة تقوع في الضفة الغربية.
ورداً على هذه الجريمة التي أثارت صدمة في إسرائيل، أعلن نتنياهو الأحد نيته اقتطاع جزء من عائدات الضرائب التي يتم تحويلها إلى السلطة الفلسطينية، اعتباراً من الأسبوع المقبل. كما قام زعيم حزب العمل المعارض آفي جاباي بزيارة عائلة أنسباخر.
ونفذ الجيش الإسرائيلي عملية في الخليل لاتخاذ تدابير بشأن منزل الفلسطيني المشتبه به تمهيداً لهدمه، بحسب ما أعلن متحدث عسكري. وصباح الأحد ألقى مستوطنون إسرائيليون يقيمون في الخليل حجارة على منازل فلسطينية قريبة من دون التسبب بإصابات، حسبما أفاد شهود فلسطينيون.
والخليل هي المدينة الوحيدة في الضفة الغربية المحتلة حيث يعيش نحو 600 مستوطن إسرائيلي يحميهم آلاف الجنود الإسرائيليين وسط نحو 200 ألف فلسطيني. وقامت منظمة «إم ترتسو» اليمينية بتعليق لافتات كبيرة مع رسوم لمشنوقين في مدينة القدس المحتلة في باب الخليل وعلى مداخل باب العمود. وتطالب هذه المنظمة بتطبيق قانون الإعدام بحق الفلسطينيين الذين يهاجمون إسرائيليين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».