الأميركيون محبطون من التواصل مع الشركات عبر نظم الذكاء الصناعي

رغم تفضيل الشركات لها

الأميركيون محبطون من التواصل مع الشركات عبر نظم الذكاء الصناعي
TT

الأميركيون محبطون من التواصل مع الشركات عبر نظم الذكاء الصناعي

الأميركيون محبطون من التواصل مع الشركات عبر نظم الذكاء الصناعي

عندما نتعامل مع نظام ذكاء صناعي عالي الأداء، هل سنفضّله على التواصل مع وسيط بشري حقيقي؟
تسعى الشركات إلى الاستفادة من كلّ قناة ممكنة للتواصل مع زبائنها والتفاعل معهم أكثر من أي وقت مضى. ولكنّ ما هي الأمور التي تهمّ الزبون حقّاً أثناء تواصله مع الشركات؟
- استطلاع جديد
أجرت شركة «إنترآكشينز» المتخصصة بخدمات تكنولوجيا المعلومات في فرانكلين بماساتشوستس، بالتعاون مع شركة «ذا هاريس بول» لاستطلاعات الرأي، دراسة لمعرفة رأي الزبائن بالمساعدين الصوتيين المدعومين بالذكاء الصناعي.
أجرت هذه الدراسة الإلكترونية استطلاعاً للرأي شمل 2022 أميركياً بالغاً لرصد تفاعلات الناس في أغسطس (آب) 2018، وسعت إلى التركيز على المساعدين الرقميين المدعومين بالذكاء الصناعي، وخاصة في المواقف التي يعتبرهم الناس فيها غريبين، أو عندما يفضلون الحديث معهم على التواصل مع وكلاء بشريين.
وأظهرت نتائج الاستطلاع أنّ الغالبية الساحقة من الأميركيين (نحو 94 في المائة) مرّوا بحالات إحباط أثناء تواصلهم مع المساعدين الرقميين المدعومين بالذكاء الصناعي للتواصل مع الشركات.
وقد أفاد نصف المستطلعين (52 في المائة منهم) بأنّهم شعروا بالانزعاج من الاضطرار إلى تكرار أنفسهم، في حين صّرّح النصف أيضاً (نحو 49 في المائة) بكرههم الانتظار ريثما يتمّ وصلهم بوسيط بشري.
كما شعر 47 في المائة من المشاركين بالاستطلاع بالإحباط لعدم تمكّنهم من تجاوز نظام المجيب الصوتي التفاعلي بهدف الوصول إلى وسيط بشري. من جهة أخرى، قال 46 في المائة من المستطلعين إنّهم شعروا بالانزعاج من الاضطرار إلى الاستماع إلى خيارات لا يحتاجونها يقدّمها نظام مجيب صوتي، بينما شعر45 في المائة منهم بالغضب لقطع الاتصال.
- ذكاء صناعي وبشري
ولكنّ أخبار المساعدين المدعومين بالذكاء الصناعي ليس سيئة بالمطلق، إذ تبيّن أنّ هذا النظام يتمتّع بأداء عالٍ؛ حيث صرّح الزبائن بأنّهم غالباً ما يفضّلونه على الوسيط البشري.
في الواقع، أفاد اثنان من كل ثلاثة أميركيين (66 في المائة) بأنّهم يفضّلون التعامل مع المساعدين الصوتيين المدعومين بالذكاء الصناعي على الرسائل النصية، إذا ما أبدوا فعالية في الإجابة على أسئلتهم.
كما رأى ثلاثة من كل أربعة أميركيين (76 في المائة) بأنّهم سيشعرون براحة أكبر إذا لم يتدخّل مساعد بشري لخدمتهم.
كما بيّنت الدراسة أنّ الشباب هم الفئة الأكثر راحة لفكرة غياب التفاعل البشري (فقد عبّر عن هذه الراحة 88 في المائة من مواليد هذه الألفية مقابل 74 في المائة من أبناء الجيل السابق، و65 في المائة من أبناء فترة طفرة المواليد).
وجاء في خلاصة الدراسة أن الذكاء الصناعي يشكّل بالنسبة للناس مصدراً للمساعدة أكثر منه للغرابة أو الخوف، حتى إن الزبائن الذين اعتبروا أن المساعدين الرقميين المدعومين بالذكاء الصناعي غريبون، رأوا أنّهم قادرون على تجاوز هذه الغرابة في حال قدّم لهم المساعد الصوتي التعاون المطلوب.


مقالات ذات صلة

روسيا تواصل استهداف وسائل التواصل الاجتماعي وتحظر «فايبر»

أوروبا شعار تطبيق «فايبر» (رويترز)

روسيا تواصل استهداف وسائل التواصل الاجتماعي وتحظر «فايبر»

أعلنت الدائرة الاتحادية لرقابة الاتصالات وتقنية المعلومات والإعلام في روسيا، الجمعة، حجب تطبيق «فايبر» للتراسل، وذلك في أحدث حظر يطول خدمات التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تكنولوجيا كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام، إذ تستطيع البرامج الموجودة على هاتفك، بمساعدة الذكاء الاصطناعي....

جيه دي بيرسدورفر (نيويورك)
تكنولوجيا تتيح منصة «Bolt.new» تطوير وتشغيل التطبيقات مباشرة عبر المتصفح معتمدةً على الذكاء الاصطناعي وتقنية الحاويات الويب دون الحاجة لإعدادات محلية (bolt.new)

تعرف على خدمة تطوير التطبيقات من المتصفح مباشرة مع «Bolt.new»

حققت خدمة «Bolt.new» نقلة نوعية في مجال تطوير التطبيقات؛ إذ تتيح للمطورين كتابة وتشغيل وتحرير التطبيقات مباشرة عبر المتصفح.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
يوميات الشرق تحوّلت الهواتف الذكية بما فيها من تطبيقات إلى إدمان العصر (رويترز)

كيف تقطع يدك الافتراضية... 7 خطوات للحدّ من الإدمان على الهاتف

باتت الهواتف الذكية امتداداً لليَد البشريّة، وكأنها يدٌ جديدة التصقت بها. العيون لا تفارقها ليل نهار، فهل من سبيل للتخفيف من هذا الإدمان المستجدّ؟

كريستين حبيب (بيروت)
أوروبا شعار تطبيق «تلغرام» (رويترز)

وفق تعديلات جديدة... «تلغرام» قد يرسل معلومات تخص بعض مستخدميه للسلطات القضائية

عدّل تطبيق «تلغرام» قواعد الإشراف الخاصة به من أجل التعاون بشكل أكبر مع السلطات القضائية، وفق ما قال، الاثنين، مؤسس المنصة ورئيسها بافل دوروف.

«الشرق الأوسط» (باريس)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».