أشلي كول: لم يكن بإمكان الجيل الذهبي لإنجلترا القيام بأفضل مما فعل

الظهير الأيسر الجديد لنادي ديربي كاونتي يرى أن عدم الحصول على لقب كبير مع المنتخب لا يعد فشلاً

أشلي كول انضم لديربي كاونتي من أجل مساعدة زميله لامبارد في مهمة الترقي للدوري الممتاز
أشلي كول انضم لديربي كاونتي من أجل مساعدة زميله لامبارد في مهمة الترقي للدوري الممتاز
TT

أشلي كول: لم يكن بإمكان الجيل الذهبي لإنجلترا القيام بأفضل مما فعل

أشلي كول انضم لديربي كاونتي من أجل مساعدة زميله لامبارد في مهمة الترقي للدوري الممتاز
أشلي كول انضم لديربي كاونتي من أجل مساعدة زميله لامبارد في مهمة الترقي للدوري الممتاز

كان من الممتع مشاهدة الظهير الأيسر السابق للمنتخب الإنجليزي أشلي كول وهو يتحدث على شاشة قناة «سكاي سبورتس» عندما حل ضيفاً على برنامج «ليلة الاثنين الكروية». ورغم أنه لم يكن هناك سبب واضح لظهوره في البرنامج، لأنه ليس له علاقة بالناديين اللذين كانا سيلعبان في تلك الليلة، لكن النجم السابق لنادي تشيلسي كان ضيفاً رائعاً وتحدث بشكل جيد بعد البداية المتوترة بعض الشيء، وظهر وكأنه رجل أعمال وسيم.
ويكمن جزء كبير من السحر الذي يتمتع به كول في أنه نادراً ما يظهر في وسائل الإعلام، للدرجة التي تجعلك لا تعرفه من صوته عندما يتحدث. وفي الحقيقة، كان من الطبيعي أن يبتعد كول عن الظهور في وسائل الإعلام، التي ظلت على مدى سنوات طويلة تسيء إليه وتتهمه بأنه ينفق أمواله على أشياء تافهة ولا يتوقف عن التفكير في العلاقات النسائية. لكن اللاعب البالغ من العمر 38 عاماً والمنضم حديثا لنادي ديربي كاونتي، الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى بإنجلترا، ظهر بشكل مميز وتحدث بكل لباقة وخبرة.
وعندما سُئل عن الأفضل بين النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، رد قائلاً: «ميسي، مجرد مراقبته شرف لأي لاعب». وعندما سُئل عن العلاقة السيئة بينه وبين وسائل الإعلام، قال: «لم تكن العلاقة جيدة، وقد كنت مسؤولاً عن بعض الأخطاء، ولم أكن مسؤولاً عن أخطاء أخرى». وقد طلب منه مقدم البرنامج الحديث عن الإساءة العنصرية التي تعرض لها لاعب المنتخب الإنجليزي ونادي مانشستر سيتي رحيم سترلينغ، وكذلك الإساءات العنصرية التي تعرض لها هو شخصياً، لكن كول لم يتحدث كثيراً واكتفى بالقول إنه ليس من الجيد القيام بذلك. ويبدو أن كول لديه أسباب وجيهة لعدم الحديث كثيراً في هذا الأمر!.
ويُنظر إلى كول، الذي لعب للمنتخب الإنجليزي منذ أن كان في العشرين من عمره، على أنه كان لاعباً «عملاقاً» ضل الطريق ولم يحقق الإنجازات التي تتناسب مع موهبته الكبيرة، وعلى أنه رمز لـ«الجيل الذهبي» للمنتخب الإنجليزي الذي لم يحقق هو الآخر أي شيء رغم العدد الكبير من اللاعبين الموهوبين في ذلك الوقت. وقد أشار جيمي كاراغر إلى أن كول قد عومل بطريقة غير عادلة، رغم أنه كان أفضل لاعب في جيله على الإطلاق.
دعونا في البداية نتفق على أن كول كان لاعباً بارعاً في تلك الفترة، وكان يتألق بشكل لافت في مركز الظهير الأيسر، وكان يستغل سرعته الفائقة وذكاءه الكبير في تأدية واجباته الدفاعية بشكل رائع للغاية. لكنه في نفس الوقت لم «يعيد اختراع» الدور الذي يقوم به، فهو ليس ميسي أو كريستيانو رونالدو، حتى وإن كان هذان اللاعبان قد فشلا في تسجيل أي هدف أمامه. لكنه كان يحظى باحترام كبير وكان من نوعية اللاعبين الذين يجعلون زملاءهم داخل الملعب يشعرون بالراحة بسبب تقديم الدعم المستمر لهم والقيام بواجباته على أكمل وجه.
ولا يوجد أدنى شك في أنه قد تمت المبالغة كثيراً في الحديث عن كول من خلال الأساطير الدائمة التي لم تركز عليه فحسب، لكنها امتدت أيضاً إلى لاعبي المنتخب الإنجليزي في ذلك الوقت وقالت إنهم فشلوا في تحقيق أي بطولة بسبب الغطرسة وشعورهم بالتفوق على الآخرين!.
لكن هذا الأمر كان غير صحيح بالمرة، ولا يعدو كونه هراء مثل تلك الأحاديث عن التفوق الإنجليزي الدائم وأن الآخرين يحققون البطولات فقط لأن الإنجليز كانوا في حالة سيئة وأنهم لو كانوا في مستواهم الحقيقي لانتصروا وهيمنوا على العالم!.
وبناء على تلك الرؤية، أصبح من البديهي أن يُنظر إلى كل من ستيفن جيرارد وريو فرديناند وديفيد بيكهام وبول سكولز ومايكل أوين وجون تيري وجو كول وفرانك لامبارد وواين روني، على أنهم قد فشلوا في مسيرتهم الكروية فقط لأنهم لم يحصلوا على بطولة دولية مع المنتخب الإنجليزي!.
لكن الحقيقة هي أن هؤلاء اللاعبين قد حققوا نجاحاً هائلاً لكنهم لم ينجحوا في أن يحصلوا على بطولة مع منتخب بلادهم، وهذا هو كل ما في الأمر. ويجب التأكيد هنا على أن الفوز بالبطولات العالمية أمر صعب للغاية لأنك تواجه منتخبات كبيرة تضم لاعبين على أعلى مستوى، ويكفي أن نعرف مثلاً أن المنتخب الإنجليزي الذي كان البعض يريده أن يفوز ببطولة كأس العالم 2002 كان يضم داني ميلز في مركز الظهير الأيمن في مواجهة النجم البرازيلي الكبير كافو!.
كما أن المنتخب الإنجليزي الذي كان ينبغي أن يفوز ببطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2004 قد خسر جهود أفضل لاعب لديه قبل مباراة الدور ربع النهائي، علاوة على أن المنتخب الإنجليزي كان طوال هذه الفترة يقوده مدير فني سيء وهو سفين غوران إريكسون، الذي أمضى ست سنوات كاملة يلعب بنفس طريقة 4 - 4 - 2 دون أي تغيير أو إبداع، وكأنه لا يعرف سوى اللعب بهذه الطريقة!.
ورغم كل ذلك، يستمر النظر إلى الأمور بهذه الطريقة في إنجلترا، ولا يقتصر الأمر على كرة القدم فقط، لكنه يمتد إلى كل شيء. وبعدما كان كول يتعرض لانتقادات شديدة في السابق ويتم تحميله أي أخطاء تحدث، بات ينظر إليه الآن على أنه أفضل لاعب في عالم كرة القدم في مركزه ويتم التضخيم في إمكانياته والمبالغة الكبيرة فيما كان يمكن أن يقوم به، وهو ما يوضح أنه لا يتم الحكم على الأمور بشكل موضوعي ومنطقي.
ورد كول نفسه على هذا الأمر بشكل جيد، فعندما سُئل عما إذا كان يمكن للجيل الذهبي للمنتخب الإنجليزي أن يحقق أفضل مما حققه، رد قائلاً: «لا، كان لدينا لاعبون جيدون، لكن الأمر ببساطة يتمثل في أنه كانت هناك منتخبات أخرى أفضل منا».
ورغم وصوله إلى الثامنة والثلاثين في العمر ما زال أشلي كول الظهير الأيسر السابق لمنتخب إنجلترا يتمتع بالحماس للعب دور مهم في ناديه الجديد ديربي كاونتي تحت قيادة زميله السابق في تشيلسي المدرب فرانك لامبارد.
ووصف كول، الذي بدا أنه في طريقه للاعتزال بعد رحيله عن لوس أنجليس غالاكسي المنافس في الدوري الأميركي للمحترفين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قراره باللعب تحت قيادة لامبارد بأنه «لا يحتاج إلى تفكير».
ويملك كول رصيداً كبيراً من الخبرة بعد خوضه 107 مباريات دولية مع منتخب إنجلترا و682 مباراة ضمن صفوف عدة أندية بينها آرسنال وتشيلسي وروما.
وقال لامبارد: «سعيد للحصول على خدمات أشلي لبقية الموسم. إنه لاعب رائع وظهير أيسر متميز كما أنه سيفيد الفريق بخبرته الكبيرة... أظهرت مدى حرصي على ضم أشلي. ليس لدي أي شك في أنه سيكون إضافة إيجابية للفريق».
ويحتل ديربي كاونتي حالياً المركز السادس، آخر مراكز التأهل للمواجهات الفاصلة التي تؤجل الفائزين فيها للدوري الممتاز.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».