لقاء ماي ويونكر في بروكسل لم يحدث تغييراً في ملف «بريكست»

يونكر وماي
يونكر وماي
TT

لقاء ماي ويونكر في بروكسل لم يحدث تغييراً في ملف «بريكست»

يونكر وماي
يونكر وماي

انتهى اللقاء بين رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، في بروكسل أمس الخميس، دون التوصل إلى نتائج ملموسة. لكن اتفقا على إجراء «محادثات جديدة» لإخراج بريكست من الطريق المسدود حتى وإن رفضت بروكسل مجددا محاولة ماي تعديل اتفاق الانسحاب. وجرى الاتفاق بين الجانبين على أن يلتقيا مرة أخرى قبل نهاية الشهر الحالي، في حين سيعقد رئيس الوفد الأوروبي المفاوض ميشيل بارنييه لقاء مع نظيره البريطاني المكلف بريكست ستيف باركلي الاثنين في ستراسبورغ. وتلتقي ماي مرة أخرى يونكر قبل نهاية الشهر الحالي. واتفقا أيضا على الاستمرار في النقاش بحثاً عن حلول تحظى بدعم أكبر في البرلمان البريطاني لكسر جمود قضية خروج البلاد من الاتحاد (بريكست). وكان يونكر وماي قد أصدرا «إعلانا مشتركاً» عقب لقائهما في بروكسل، لبحث كيفية تحريك جمود عملية بريكست مع اقتراب موعد خروج بريطانيا من الاتحاد في 29 مارس (آذار) المقبل. وجاء في الإعلان: «كانت المناقشة قوية وبناءة على الرغم من التحديات». ودعت ماي الخميس «للحصول على تغيير قانوني ملزم يتعلق بشبكة الأمان» (باكستوب) التي أدرجت في اتفاق الانسحاب كحل أخير لتجنب عودة حدود مادية بين شطري آيرلندا. ورد يونكر على ماي بالقول إن «الدول الـ27 لن تعيد التفاوض بشأن اتفاق بريكست الذي يعد تسوية متوازنة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا قدم خلاله الجانبان تنازلات مهمة لإيجاد اتفاق».
حسب نص الإعلان. وفي الإطار نفسه، عبر كل من رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاياني، ورئيس اللجنة البرلمانية لمراقبة خروج بريطانيا من الاتحاد (بريكست)، غي فيرهوفشتات، عن قناعتهما بأن عدم وجود اتفاق بين لندن وبركسل سيكون كارثة إنسانية واقتصادية.
وكان المسؤولان الأوروبيان يدليان بتصريحات صحافية عقب لقاء مطول عقداه الخميس مع تيريزا ماي، واعتبر المسؤولان الأوروبيان أن مسؤولية الأضرار التي ستنتج عن خروج بريطانيا من دون اتفاق أو ما يُعرف بـ«بريكست قاس»، تقع على عاتق هؤلاء الساعين لبلورة هذا السيناريو. وأعاد المسؤولان التأكيد على موقف الاتحاد الأوروبي الرافض تماماً لأي عملية إعادة تفاوض بشأن اتفاق الانسحاب الموجود على الطاولة الذي تم التوصل إليه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وفي سياق متصل، حذر حاكم بنك إنجلترا مارك كارني، الخميس، من أن الاقتصاد البريطاني «غير جاهز بعد» للخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، مشيرا إلى الضغوط التي تواجهها الشركات بفعل الغموض المحيط ببريكست. وقال كارني خلال مؤتمر صحافي: «رغم أن شركات كثيرة تكثف استعداداتها، فإن الاقتصاد البريطاني بمجمله غير جاهز بعد للخروج من دون اتفاق ومن دون مرحلة انتقالية». لكن كارني قال إن «الضبابية» المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «سيكون لها تأثير قصير المدى». وأضاف أنه في حال التوصل إلى اتفاق وفترة انتقالية، فمن المحتمل بشكل كبير أن يستقر الوضع بسرعة فائقة. «ونظرا للوضع الحالي للمفاوضات، فإننا نفترض الآن أن الشكوك ستبقى قوية لبعض الوقت. وتبدو مهمة ماي صعبة باعترافها شخصيا، إذ إن الأوروبيين أكدوا باستمرار أن اتفاق الانسحاب (ليس مفتوحا) لإعادة التفاوض. لكن كل الأطراف يؤكدون أنهم يريدون تجنب سيناريو بريكست بلا اتفاق في 29 مارس (آذار). أما لندن فتعول على تصويت لبرلمانها الذي رفض بغالبية عظمى التسوية مطلع العام الحالي».
والتقت ماي أيضا رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك. وصرحت على الأثر: «وظيفتي هي تحقيق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتحقيقه في الوقت المناسب، وسأتفاوض بشكل جدي خلال الأيام المقبلة للقيام بذلك».
وكان رئيس المجلس الأوروبي هاجم الأربعاء مؤيدي بريكست الذين لم يفكروا مليا على حد قوله في عواقب هذه الخطوة ولم يضعوا خطة لها، مؤكدا أن «مكانهم الجحيم». وقال بعد لقاء رئيس وزراء آيرلندا ليو فرادكار في بروكسل: «أتساءل كيف سيكون هذا المكان الخاص في الجحيم للذين روجوا لبريكست دون حتى التفكير بوضع خطة بدائية لإنجازه بأمان».
أما زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، جيرمي كوربن، فقد عرض دعم الاتفاق المتعثر لرئيسة الوزراء إذا وافقت على تغيير «خطوطها الحمراء التفاوضية»، بما في ذلك الانضمام إلى اتحاد جمركي. وفي رسالة إلى ماي، الأربعاء، حدد كوربين خمسة بنود ملزمة قانونيا يسعى إليها، في مقابل دعم حزبه، بما في ذلك إنشاء «اتحاد جمركي دائم وشامل بالمملكة المتحدة». وكتب كوربن: «نؤمن بضرورة الاتحاد الجمركي للدفع بتجارة خالية من الاحتكاكات تحتاج إليها شركاتنا وعمالنا ومستهلكونا». وأضاف: «هذه هي الطريقة الوحيدة الممكنة لضمان عدم وجود حدود مادية في جزيرة آيرلندا».
كما طالب كوربن، الذي عقد محادثات خاصة مع ماي الأسبوع الماضي لأول مرة منذ رفض اتفاقها في البرلمان، بـ«انحياز وثيق مع السوق الموحدة».



20 شخصاً في العناية المشددة بعد رحلة للخطوط السنغافورية تعرّضت لمطبّات شديدة

استقبل الأقارب القادمين بالعناق لكنهم جميعاً كانوا في حالة صدمة منعتهم من التحدث إلى الصحافيين (أ.ف.ب)
استقبل الأقارب القادمين بالعناق لكنهم جميعاً كانوا في حالة صدمة منعتهم من التحدث إلى الصحافيين (أ.ف.ب)
TT

20 شخصاً في العناية المشددة بعد رحلة للخطوط السنغافورية تعرّضت لمطبّات شديدة

استقبل الأقارب القادمين بالعناق لكنهم جميعاً كانوا في حالة صدمة منعتهم من التحدث إلى الصحافيين (أ.ف.ب)
استقبل الأقارب القادمين بالعناق لكنهم جميعاً كانوا في حالة صدمة منعتهم من التحدث إلى الصحافيين (أ.ف.ب)

يخضع 20 شخصاً للعلاج في أقسام العناية المشددة بمستشفيات بانكوك، اليوم (الأربعاء)، بعدما هوت طائرتهم من على ارتفاع كبير أثناء رحلة من لندن في حادث لقي فيه راكب مسن حتفه، وأدى إلى إصابة أكثر من 100 آخرين بجروح.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، تعرّضت رحلة الخطوط السنغافورية «إس كيو 321» لـ«مطبّات شديدة مفاجئة» فوق بورما بعد 10 ساعات على إقلاعها متوجّهة إلى سنغافورة الثلاثاء، لترتفع وتهوي عدة مرّات في غضون لحظات.

وقال أحد الركاب إن الأشخاص ألقوا في أنحاء الطائرة بعنف إلى حد أنهم تركوا أثراً في السقف خلال الحادثة التي وقعت على ارتفاع 11300 متر وألحقت إصابات في الرأس بالعشرات.

وأظهرت صور من داخل الطائرة المقصورة في حالة فوضى حيث تناثر الطعام وزجاجات المشروبات والأمتعة، كما تدلت من السقف أقنعة الأكسجين.

وأجبرت الطائرة التي كانت تقل 211 راكباً و18 من أفراد الطاقم على القيام بهبوط اضطراري في مطار سوفارنابومي في بانكوك، حيث نقل المصابون على نقالات إلى سيارات إسعاف كانت بانتظارهم على المدرج.

وقال أحد الركاب لوسائل إعلام أسترالية، الأربعاء، بعد وصوله إلى سيدني: «قُذفت إلى السقف، ومن ثم هوت الطائرة إلى الأمام، وهويت أنا كذلك... سقطت بعد ذلك على الأرض بقوة وسقطت جميع معدات الفطور والزجاجات. كان أفراد الطاقم يحضّرون وجبة الإفطار للجميع، لذلك كانت إصاباتهم الأسوأ».

ولقي بريطاني يبلغ من العمر 73 عاماً حتفه، وأصيب 104 أشخاص بجروح.

وأفاد مستشفى في بانكوك، الأربعاء، أن موظفيه يعالجون أو عالجوا 85 من المصابين، بينهم 20 شخصاً في قسم العناية المركّزة.

والأشخاص الـ20 من أستراليا وبريطانيا وهونغ كونغ وماليزيا ونيوزيلندا وسنغافورة والفلبين، وفق ما أفاد مستشفى ساميتيفيج من دون تحديد عدد الركاب أو أفراد الطاقم.

وهبطت رحلة إغاثية تحمل 131 راكباً و12 من أفراد الطاقم في مطار تشانغي في سنغافورة، صباح الأربعاء.

واستقبل الأقارب القادمين بالعناق، لكنهم كانوا جميعاً في حالة صدمة منعتهم من التحدث إلى الصحافيين.

وقال أندرو ديفيز، وهو راكب بريطاني كان في الطائرة، لإذاعة «بي بي سي»، إن الطائرة «انخفضت فجأة» ولم يتلقوا «سوى القليل من التحذيرات».

وأوضح: «خلال الثواني القليلة التي تلت انخفاض الطائرة، سمعنا صراخاً مروعاً وما يشبه الضجيج»، مشيراً إلى أنه ساعد امرأة «تصرخ مستغيثة» وكانت مصابة «بجرح في رأسها».

وقال في بودكاست لإذاعة «بي بي سي» إنه كان يعتقد أن الطائرة ستتحطم.

من جانبه، أفاد الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط السنغافورية، غوه تشون فونغ، الأربعاء، بأن الشركة «تأسف بشدّة على التجربة الصادمة» التي مرّ بها الأشخاص الذين كانوا على متن الرحلة وقدمت تعازيها لعائلة المتوفى.

أظهرت صور من داخل الطائرة المقصورة في حالة فوضى حيث تناثر الطعام وزجاجات المشروبات والأمتعة (رويترز)

رحلة مجنونة

قدّم رئيس وزراء سنغافورة لورانس وونغ «تعازيه العميقة» لعائلة الراكب المتوفى جيف كيتشن، وهو مدير مسرح قرب بريستول.

وأرسلت سنغافورة فريقاً من المحققين إلى بانكوك، وأكد وونغ على «فيسبوك» أن بلاده «تعمل بشكل وثيق مع السلطات التايلاندية».

والركاب هم 56 أسترالياً و47 بريطانياً و41 سنغافورياً، وفق شركة الطيران.

وذكرت الخارجية الماليزية أن 9 من مواطنيها نقلوا إلى المستشفى، حالة أحدهم خطيرة، ولكنها مستقرة.

وشاهد مصور لوكالة الصحافة الفرنسية أشخاصاً يرتدون سترات صفراء للخطوط السنغافورية، وهم يدخلون الطائرة الأربعاء، فيما بقيت متوقفة في بانكوك.

وقال خبير «سلامة الطيران»، ومقره الولايات المتحدة، أنتوني بريكهاوس: «ما زال من المبكر جداً تحديد ما حصل تماماً. لكنني أعتقد أن الركاب يتصرفون بارتياح شديد على متن الطائرات التجارية... لحظة إطفاء الطيار إشارة ربط الأحزمة، يزيلها الناس مباشرة».

وقال الراكب ديفيز إن «الطائرة هوت فجأة»، وفي اللحظة نفسها أضيئت إشارة ربط الأحزمة.

وذكرت أليسون باركر، لشبكة «بي بي سي»، أن ابنها جوش الذي كان على متن الرحلة بعث لها رسالة نصية أبلغها فيها بأنه على متن «رحلة مجنونة» تقوم بهبوط اضطراري.

وقالت: «كان الأمر مروعاً... لم أعرف ما الذي يجري. لم نعرف إن كان نجا، أتلف الأمر أعصابنا. كانتا أطول ساعتين في حياتي».

ولطالما حذّر العلماء من أن تغير المناخ سيؤدي على الأرجح إلى ازدياد المطبات الهوائية في السماء الصافية، وهو أمر لا يمكن للرادارات التقاطه.

وخلصت دراسة عام 2023 إلى أن المدة السنوية للمطبات الهوائية في السماء الصافية ازدادت بنسبة 17 في المائة منذ عام 1979 حتى 2020، مع ازدياد الحالات الأكثر شدة بأكثر من 50 في المائة.


روسيا تحذف وثيقة على موقعها الإلكتروني حول خطة لتغيير حدودها على البلطيق

مدمرة روسية خلال مشاركتها بمناورات عسكرية في بحر البلطيق (أرشيفية - رويترز)
مدمرة روسية خلال مشاركتها بمناورات عسكرية في بحر البلطيق (أرشيفية - رويترز)
TT

روسيا تحذف وثيقة على موقعها الإلكتروني حول خطة لتغيير حدودها على البلطيق

مدمرة روسية خلال مشاركتها بمناورات عسكرية في بحر البلطيق (أرشيفية - رويترز)
مدمرة روسية خلال مشاركتها بمناورات عسكرية في بحر البلطيق (أرشيفية - رويترز)

حذف الموقع الإلكتروني للحكومة الروسية، دون إعطاء أي تفسير، مقترحاً لوزارة الدفاع الروسية بشأن خطة لتغيير حدود روسيا على بحر البلطيق وتوسيع مياهها الإقليمية المتاخمة لفنلندا وليتوانيا، والذي أثار ردود فعل حادة من جانب ليتوانيا وفنلندا.

وبحسب وكالة «الأنباء الألمانية»، طرحت الوزارة، في وثيقة نشرت على الموقع الإلكتروني للحكومة للمناقشة العامة، قائمة بالإحداثيات المعدلة للنقاط التي تحسب عندها المياه الإقليمية الروسية، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

وإذا تمت الموافقة على النقاط الجديدة، فإنها ستغير حدود الدولة حول جيب «كالينينجراد» الروسي المتاخم لدولتي ليتوانيا وبولندا العضوتين في حلف شمال الأطلسي «الناتو».

وقالت الوثيقة إن الوزارة تريد تعديل إحداثيات النقاط التي تحسب عندها المياه الإقليمية لروسيا، مشيرة إلى وثيقة أقرها الاتحاد السوفياتي في عام 1985 لتبرير المقترح.

وأضافت الوثيقة أن المشاورات العامة ستستمر لمدة 15 يوماً حتى 4 يونيو (حزيران) المقبل، وأن موعد تغيير الحدود سيكون في يناير (كانون الثاني) 2025.

وقال الموقع الإلكتروني، اليوم (الأربعاء)، إن المشروع قد تم حذفه.

وقبل حذف المشروع، نشرت ثلاث وكالات أنباء روسية رئيسية بياناً نسبته لـ«مصدر دبلوماسي عسكري» لم يذكر اسمه ينفي فيه أن يكون لدى موسكو أي خطط لمراجعة الحدود بين الدول في بحر البلطيق أو لمراجعة مياهها الإقليمية.

ولم تذكر الوكالات الروسية سبب نشر الوثيقة.

 


«البنتاغون» تتهم موسكو بنشر سلاح فضائي في مدار قمر اصطناعي أميركي

مبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) (أ.ب)
مبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) (أ.ب)
TT

«البنتاغون» تتهم موسكو بنشر سلاح فضائي في مدار قمر اصطناعي أميركي

مبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) (أ.ب)
مبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) (أ.ب)

اتهمت وزارة الدفاع الأميركية روسيا بأنها أطلقت سلاحاً فضائياً ونشرته في المدار نفسه لقمر اصطناعي تابع للحكومة الأميركية.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال الناطق باسم «البنتاغون»، الجنرال بات رايدر، خلال مؤتمر صحافي، مساء الثلاثاء: «أطلقت روسيا في مدار أرضي منخفض قمراً اصطناعياً نَعدُّه سلاحاً فضائياً قادراً على مهاجمة أقمار اصطناعية أخرى موضوعة في مدار منخفض أيضاً».

وأضاف أن السلاح الفضائي الروسي أُطلق يوم 16 مايو (أيار) الحالي، ونشر «على المدار نفسه لقمر اصطناعي حكومي أميركي».

وأكد أن واشنطن متأهبة للدفاع عن مصالحها، وستُواصل مراقبة الوضع.

ومضى يقول: «لدينا مسؤولية البقاء مستعدّين لحماية المجال الفضائي والدفاع عنه».

كانت موسكو قد اتهمت، الثلاثاء، الولايات المتحدة بالسعي إلى نشر أسلحة في الفضاء، بعدما استخدمت واشنطن حق الفيتو ضد مشروع قرار روسي حول حظر انتشار الأسلحة في الأمم المتحدة.

وعدَّت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أنه مع رفض واشنطن وحلفائها هذا النص، برهنت الولايات المتحدة على أنها تسعى إلى «وضع أسلحة في الفضاء الخارجي وجعله ساحة للمواجهة العسكرية».

وأضافت زاخاروفا: «إنها فرصة جديدة ضائعة لضمان منع سباق التسلح في الفضاء الخارجي بسبب الولايات المتحدة وحلفائها»، واصفة مشروع القرار بأنه «مبادرة بنّاءة وشاملة».

وفي الأشهر الأخيرة تبادلت موسكو وواشنطن الاتهامات بالسعي إلى نشر أسلحة في الفضاء.


روسيا: إذا أرسلت فرنسا جنودها لأوكرانيا فلن يكون ردنا سياسياً فقط

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر بالفيديو في قصر الإليزيه (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر بالفيديو في قصر الإليزيه (أ.ف.ب)
TT

روسيا: إذا أرسلت فرنسا جنودها لأوكرانيا فلن يكون ردنا سياسياً فقط

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر بالفيديو في قصر الإليزيه (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر بالفيديو في قصر الإليزيه (أ.ف.ب)

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول بوزارة الخارجية الروسية قوله اليوم الأربعاء إنه إذا أرسلت فرنسا قواتها إلى أوكرانيا فإن رد روسيا لن يكون سياسياً فحسب.

ولم يحدد أرتيوم ستودينيكوف، رئيس الإدارة الأوروبية في الوزارة، الإجراءات التي ستتخذها روسيا في مثل هذا الحدث، لكنه قال إن موسكو حذرت باريس.

وأضاف ستودينيكوف أن إرسال قوات فرنسية إلى أوكرانيا سيزيد من خطر وقوع اشتباك بين البلدين المسلحين نووياً، حسبما أوردت وكالة رويترز للأنباء.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبدى استعداده لإرسال قوات إلى أوكرانيا، معتبراً أنه ينبغي «طرح هذه القضية» في حال اخترقت موسكو «خطوط الجبهة»، وفي حال طلبت كييف ذلك.

وقال الرئيس الفرنسي في تصريحات الشهر الماضي لمجلة «ذي إيكونوميست»: «في حال اخترق الروس خطوط الجبهة وفي حال ورود طلب أوكراني بهذا الخصوص وهو أمر لم يحصل بعد، يجب أن نطرح هذه القضية بشكل مشروع».

وأضاف أن «استبعاد ذلك من الآن يعني أننا لم نستخلص العبر من السنتين الماضيتين» عندما استبعدت دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في البداية إرسال دبابات وطائرات إلى أوكرانيا بعد الغزو الروسي لها في فبراير 2022 (شباط) قبل أن تغير رأيها.

 

 

 

 

 

 


الأمم المتحدة : قرار إسرائيل وقف تغطية «أسوشييتد برس» المباشرة لغزة صادم

جانب من الدمار في خان يونس جراء القصف الإسرائيلي على غزة (د.ب.أ)
جانب من الدمار في خان يونس جراء القصف الإسرائيلي على غزة (د.ب.أ)
TT

الأمم المتحدة : قرار إسرائيل وقف تغطية «أسوشييتد برس» المباشرة لغزة صادم

جانب من الدمار في خان يونس جراء القصف الإسرائيلي على غزة (د.ب.أ)
جانب من الدمار في خان يونس جراء القصف الإسرائيلي على غزة (د.ب.أ)

قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم (الثلاثاء)، إن قيام إسرائيل بوقف تغطية وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية المباشرة لغزة «أمر صادم».

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال المتحدث ستيفان دوجاريك للصحافيين: «بصراحة، إنه أمر صادم جداً، ينبغي أن يكون الصحافيون قادرين على أداء عملهم بحرّية، وينبغي السماح لوكالة (أسوشييتد برس) بالقيام بعملها بحرية ومن دون مضايقات».


«مطبات قاتلة»... وفاة راكب وإصابة 60 بعد تعرض طائرة سنغافورية لاضطرابات (فيديو)

المطبات الهوائية تسببت في تحطم أجزاء من سقف الطائرة السنغافورية (رويترز)
المطبات الهوائية تسببت في تحطم أجزاء من سقف الطائرة السنغافورية (رويترز)
TT

«مطبات قاتلة»... وفاة راكب وإصابة 60 بعد تعرض طائرة سنغافورية لاضطرابات (فيديو)

المطبات الهوائية تسببت في تحطم أجزاء من سقف الطائرة السنغافورية (رويترز)
المطبات الهوائية تسببت في تحطم أجزاء من سقف الطائرة السنغافورية (رويترز)

توفي شخص، وأُصيب 30 آخرون بجروح جراء «مطبّات شديدة» تعرّضت لها طائرة من طراز «بوينغ 777» كانت متوجهة من لندن إلى سنغافورة قبل تحويل مسارها إلى بانكوك، الثلاثاء، وفق ما أعلنت «شركة الخطوط الجوية السنغافورية».

ووفق تقرير نشرته صحيفة «التلغراف» البريطانية، أصيب جيفري رالف كيتشن، 73 عاماً، بنوبة قلبية عندما شرعت الطائرة في «هبوط حاد». وكان كيتشن مسافراً مع زوجته ليندا التي نُقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وقالت السلطات إن أكثر من 60 شخصاً أصيبوا، 7 منهم في حالة خطيرة.

وكان كيتشن سكرتيراً لمجموعة مسرحية موسيقية في سوق مدينة ثورنبيري في مدينة غلوسيسترشاير البريطانية.

وقالت الشركة، في بيان على «فيسبوك»: «يمكننا أن نؤكد وقوع إصابات ووفاة واحدة على متن طائرة (بوينغ 777 - 300 إي آر)»، مشيرة إلى أن الطائرة كانت تقل «211 راكباً و18 من أفراد الطاقم».

وذكرت الخطوط السنغافورية أن الرحلة «إس كيو321» أقلعت من مطار هيثرو في لندن، و«واجهت مطبّات شديدة في طريقها».

وهبطت الطائرة التي جرى تحويل مسارها إلى بانكوك عند الساعة 15:45 بالتوقيت المحلي (08.45 ت غ)، الثلاثاء. وأفادت الشركة: «نعمل مع السلطات المحلية في بانكوك لتقديم المساعدة الطبية اللازمة، وإرسال فريق إلى بانكوك؛ لتقديم أي مساعدات إضافية لازمة».


أستراليا ونيوزيلندا ترسلان طائرات إلى كاليدونيا الجديدة لإجلاء سياحهما العالقين

سيارات محترقة في صالة عرض وسط احتجاجات أثارها الغضب بين سكان الكاناك الأصليين بشأن تعديل دستوري تمت الموافقة عليه بفرنسا من شأنه أن يغير من يُسمح له بالمشاركة في الانتخابات (رويترز)
سيارات محترقة في صالة عرض وسط احتجاجات أثارها الغضب بين سكان الكاناك الأصليين بشأن تعديل دستوري تمت الموافقة عليه بفرنسا من شأنه أن يغير من يُسمح له بالمشاركة في الانتخابات (رويترز)
TT

أستراليا ونيوزيلندا ترسلان طائرات إلى كاليدونيا الجديدة لإجلاء سياحهما العالقين

سيارات محترقة في صالة عرض وسط احتجاجات أثارها الغضب بين سكان الكاناك الأصليين بشأن تعديل دستوري تمت الموافقة عليه بفرنسا من شأنه أن يغير من يُسمح له بالمشاركة في الانتخابات (رويترز)
سيارات محترقة في صالة عرض وسط احتجاجات أثارها الغضب بين سكان الكاناك الأصليين بشأن تعديل دستوري تمت الموافقة عليه بفرنسا من شأنه أن يغير من يُسمح له بالمشاركة في الانتخابات (رويترز)

أعلنت أستراليا ونيوزيلندا أنهما سترسلان 3 طائرات إلى كاليدونيا الجديدة في جنوب المحيط الهادي اليوم (الثلاثاء)، لإجلاء المئات من سياحهما العالقين في الفنادق منذ اندلاع الاضطرابات بالإقليم الفرنسي قبل نحو أسبوع، حسبما نشرت «رويترز».

واندلعت أعمال الشغب الأخيرة في كاليدونيا الجديدة التي يبلغ عدد سكانها 270 ألف شخص، بعد إقرار إصلاح دستوري يهدف إلى توسيع عدد من يُسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات، حيث يرى المنادون بالاستقلال أنّ ذلك سيحول السكان الأصليين إلى أقلية.

تشهد منطقة المحيط الهادي التي يبلغ عدد سكانها 270 ألف شخص اضطرابات منذ 13 مايو عندما اندلعت أعمال العنف بسبب خطط فرنسية لفرض قواعد تصويت جديدة من شأنها أن تمنح عشرات الآلاف من السكان غير الأصليين حقوق التصويت (رويترز)

وأرسلت فرنسا ألف عنصر أمني إلى الإقليم الذي هزّته 7 ليالٍ من أعمال العنف التي خلّفت 6 قتلى، إضافة إلى مئات الجرحى.

وقال وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بيترز، إن بلاده سترسل طائرة على الفور بعد حصولها على إذن بالهبوط من السلطات الفرنسية طال انتظاره.

والأسبوع الماضي كان مطار تونتوتا الدولي الرئيسي في كاليدونيا الجديدة الذي اعتاد على استقبال السياح، يشهد بدلاً من ذلك وصول طائرات عسكرية فرنسية محملة بالجنود لإخماد الاحتجاجات العنيفة ضد حكم باريس.

وأضاف بيترز أن أول طائرة نيوزيلندية ستعيد «50 راكباً من ذوي الاحتياجات الأكثر إلحاحاً» إلى أوكلاند، مشيراً إلى أنها ستكون الرحلة «الأولى ضمن سلسلة من الرحلات الجوية المقترحة لبدء إعادة النيوزيلنديين إلى وطنهم».

يتصاعد الدخان على مسافة بينما تظهر مركبة محترقة موضوعة لمنع الوصول إلى الطريق السريعة على طريق في نوميا بإقليم كاليدونيا الجديدة الفرنسي بالمحيط الهادي (أ.ف.ب)

وبعد وقت قصير، أعلنت نظيرته الأسترالية بيني وونغ أن بلادها حصلت أيضاً على إذن بهبوط طائرتين.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 3 آلاف شخص غالبيتهم من الأستراليين والنيوزيلنديين عالقون في الفنادق التي تعاني من نقص الإمدادات بسبب الاضطرابات المستمرة منذ أسبوع، والتي أدت إلى إغلاق المطار الدولي في الأرخبيل.

ويتحصن السائح الأسترالي ماكسويل وينشستر وزوجته تيفاني، في منتجع يقع بين نوميا والمطار منذ أكثر من أسبوع.

وقال لوكالة «الصحافة الفرنسية» إن «الفرحة تغمرهما» لاحتمال إنقاذهما الوشيك. وأضاف: «نحن ندرك أننا ربما لن نتمكن من أن نجد مكاناً على هذه الرحلات الجوية، لأن الأولوية للأشخاص الذين لديهم احتياجات أعلى، لكننا على الأقل نعلم أن لدينا مخرجاً في الأيام القليلة المقبلة».

وتحدث سياح لوكالة «الصحافة الفرنسية» عن نقص الغذاء وإطلاق نار وتقارير عن إضرام حرائق بشكل متعمد وأعمال نهب بالقرب من المنتجعات، ما جعلهم يشعرون بالخوف على سلامتهم.


«الوكالة الذرية» تحث على «اليقظة» لمواجهة سرقة المواد النووية

مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا (رويترز)
مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا (رويترز)
TT

«الوكالة الذرية» تحث على «اليقظة» لمواجهة سرقة المواد النووية

مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا (رويترز)
مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا (رويترز)

دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة اليوم (الاثنين) إلى «اليقظة» لمواجهة تهريب المواد النووية وغيرها من المواد المشعّة، قائلة إنها سجلت أكثر من 4200 سرقة أو حوادث أخرى على مدار ثلاثين عاماً.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قالت الوكالة إن 31 دولة أبلغت العام الماضي عن 168 حادثة، بينها ستة حوادث «من المحتمل أن تكون مرتبطة بالاتجار أو الاستخدام الضار».

ومنذ عام 1993، سجلت الوكالة 4243 حادثة، 350 منها مرتبطة أو من المحتمل أن تكون مرتبطة بالاتجار أو الاستخدام الضار.

وقالت مديرة الأمن النووي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إيلينا بوغلوفا، إن «تكرار الحوادث يؤكد الحاجة إلى اليقظة والتحسين المستمر للرقابة التنظيمية لمراقبة المواد المشعّة وتأمينها والتخلص منها بشكل صحيح».

ولاحظت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انخفاضاً في الحوادث المتعلقة بالمواد النووية، مثل اليورانيوم والبلوتونيوم والثوريوم. لكن بوغلوفا حذرت من أن المواد النووية تبقى عرضة للخطر خصوصاً أثناء النقل، مشددة على «أهمية تعزيز إجراءات أمن النقل».

وأصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومقرها فيينا، هذه البيانات أثناء افتتاح مؤتمرها الدولي الرابع حول الأمن النووي، والذي يستمر حتى الجمعة في العاصمة النمساوية.

وعُقد المؤتمر السابق أيضاً في فيينا في عام 2020.

وتصل إلى الوكالة حالياً تقارير من 145 دولة حول الحوادث التي تشمل فقدان أو سرقة مواد نووية أو غيرها من المواد المشعة، أو حوادث مرتبطة بإهمالها أو التخلص منها بشكل غير صحيح.

وتستخدم العديد من المواد المشعة في المستشفيات والجامعات وفي معامل ومصانع في جميع أنحاء العالم.

ويبقى مصدر القلق الأكبر أن تحصل على هذه المواد جماعات متطرفة، لاستخدامها في صناعة «قنبلة قذرة».

ورغم أن الأضرار والخسائر البشرية التي تسببها مثل هذه «القنبلة القذرة» محدودة نسبياً مقارنة بالضرر الناجم عن القنابل الذرية الانشطارية أو الاندماجية، فإنها لا تزال قادرة على إحداث هلع جماعي.


مسؤولون أوروبيبون يرفضون التعزية بوفاة رئيسي

خِيرت فيلدرز زعيم اليمين المتطرف في هولندا (أ.ف.ب)
خِيرت فيلدرز زعيم اليمين المتطرف في هولندا (أ.ف.ب)
TT

مسؤولون أوروبيبون يرفضون التعزية بوفاة رئيسي

خِيرت فيلدرز زعيم اليمين المتطرف في هولندا (أ.ف.ب)
خِيرت فيلدرز زعيم اليمين المتطرف في هولندا (أ.ف.ب)

رفض زعماء ومسؤولون أوروبيون رسالة التعزية التي وجهها رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الاثنين، إلى إيران في مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومسؤولين آخرين أبرزهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان في تحطم مروحية بشمال غرب إيران.
وكتب ميشال على منصة «إكس»: «يعرب الاتحاد الأوروبي عن تعازيه الصادقة لوفاة الرئيس رئيسي ووزير الخارجية أمير عبداللهيان والأعضاء الآخرين في وفدهم والطاقم في حادث مروحية».
وبعدها بقليل، نشر جوزيب بوريل بياناً قال فيه إن «الاتحاد الأوروبي يقدم تعازيه» بعد «حادث المروحية المأساوي».

ورد الزعيم اليميني الهولندي المتطرف خيرت فيلدرز على منشور رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل على منصة «إكس» قائلاً «ليس باسمي» أي أن هذه التعزية لا تمثله.

يذكر أن فيلدرز، الذي فاز في الانتخابات البرلمانية التي جرت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، معروف بأفكاره المثيرة للجدل وكراهيته المعلنة للإسلام والمسلمين.

كما ندد عضو البرلمان الأوروبي السويدي ديفيد ليج (يمين)على «إكس» بذلك قائلاً «أيمكنك النظر في عيون النساء الشجاعات والمقاتلات من أجل الحرية في إيران (...) عار عليك».
وأنضم إليه وزير الخارجية البلجيكي السابق ثيو فرانكن الذي ندد أيضا بـ «التعازي الأوروبية في وفاة جزار وقاتل جماعي وحشي».
وقام الاتحاد الأوروبي، الأحد، بتفعيل نظام الخرائط الخاص به لمساعدة إيران في العثور على المروحية التي كان على متنها الرئيس إبراهيم رئيسي حين تعرّضت لحادث في غرب البلاد.
لكن الإعلان الصادر من قبل المفوض الأوروبي المسؤول عن إدارة الأزمات يانيز لينارسيتش الذي استخدم كلمة «تضامن الاتحاد الأوروبي»، أثار بالفعل انتقادات شديدة.
وبرر لينارسيتش ذلك، الإثنين، مؤكدا أنه تفعيل نظام «كوبرنيكوس» للأقمار الصناعية «لتسهيل عملية البحث والإنقاذ ليس عملاً من أعمال الدعم السياسي لنظام ما».


علّمته الرماية فَلَمّا اشتدّ ساعده...

طائرة أميركية تحلق فوق سفينة سوفياتية خلال أزمة الصواريخ الكوبية (أرشيفية - بي بي سي)
طائرة أميركية تحلق فوق سفينة سوفياتية خلال أزمة الصواريخ الكوبية (أرشيفية - بي بي سي)
TT

علّمته الرماية فَلَمّا اشتدّ ساعده...

طائرة أميركية تحلق فوق سفينة سوفياتية خلال أزمة الصواريخ الكوبية (أرشيفية - بي بي سي)
طائرة أميركية تحلق فوق سفينة سوفياتية خلال أزمة الصواريخ الكوبية (أرشيفية - بي بي سي)

يعتبر الفيلسوف الأميركي كارل بوبر أن كل حياة هي عبارة عن حلّ للمشكلات. ففي كلّ مرّة نجد الحلّ لمشكلة ما، فإن هذا الحل سيُنتج حتماً مشكلاته المستقبليّة. نحصّن الدار خوفاً من اللصوص ولحماية ما نملك. لكننا في المقابل نخلق مشكلة سهولة الخروج منه في حال شبّ حريق في الداخل. عندما نملك القوّة، نسيطر على المساحة. وعندما تكبر المساحة تضعُف القوّة. من هنا نبتكر الاستراتيجيات لمزج الأهداف بالوسائل المتوفرة. لكن ابتكار الاستراتيجيات يخلق بحدّ ذاته مشكلات جديدة لم نكن نتوقّعها.

تعتبر سلسلة جبال الهملايا الحاجز الأهم بين الهند والصين. فهي تُخفّض حدّة الصراع، كما تمنع الاشتباك المباشر بين دولتين نوويّتين، وهما الأكبر سكانيّا في العالم. لكن الهملايا تمنع الهند من الدخول إلى قلب السهل الأوراسيّ. كما تمنع الصين من الوصول إلى المحيط الهندي مباشرة. لذلك تعتمد الدولتان الاقتراب غير المباشر للتعامل مع هذا العائق. تلتف الصين على الهند، وذلك عبر مشروع الرئيس الصينيّ الحزام والطريق، الأمر الذي قد يُطوّق الهند من كلّ الجهّات.

نقطة حدودية هندية بالقرب من الحدود مع الصين (أرشيفية - أ.ف.ب)

تردّ الهند على المشروع الصينيّ عبر اعتماد تحالفات غير مُلزمة حتى الآن مع الولايات المتحدة الأميركيّة - الكواد (Quad). أو عبر تحالفات متفرّقة مع المحيط المباشر، لكن شرط أن تتجاوز هذه التحالفات كلّاً من باكستان العدو اللدود للهند، كما تتجاوز الصين. من هنا الاتفاق الهندي – الإيرانيّ حول مرفأ شهبهار. باختصار لا تزال الجغرافيا تُحدّد الاستراتيجيات الكبرى وحتى إشعار آخر. فهي الحلّ، وهي المشكلة في نفس الوقت.

تقرّبت أميركا من الصين أيام الرئيس نيكسون بهدف تقسيم العالم الشيوعيّ وتفكيكه، معتبرة أن هذه الاستراتيجيّة سوف تؤدّي إلى إضعاف الاتحاد السوفياتيّ كحلّ سحريّ. خلق هذا الحل نتائج غير متوقّعة، كما خلق مشاكله الخاصة. بعد الانفتاح على الصين، قد يمكن القول إن العالم لم يعد ثنائيّ الأقطاب. مهّد هذا الانفتاح مع حكم الرئيس الصيني الراحل دنغ شياوبنغ إلى الصين الحاليّةـ والتي تنافس من علّمها الرماية.

تفرض الجغرافيا على الولايات المتحدة الأميركيّة أغلب الاستراتيجيّات الكبرى التي رسمتها، وذلك منذ أن وعت أميركا دورها، قوّتها، ثرواتها وموقعها العالميّ. ومن يقول إن لدى الولايات المتحدة الأميركيّة ميولاً مؤثّرة نحو الانعزال عن العالم (Isolationism) فهو مخطئ، لأن الجغرافيا لا تسمح لها بالانعزال. فهي دولة تطلّ على آسيا عبر المحيط الهادئ. كما تطلّ على أوروبا عبر الأطلسيّ. لذلك يُطلق عليها دولة بمحيطين (2 - Ocean Country). هذا بالإضافة إلى الإطلالة على المحيط المتجمّد الشمالي. أنتجت الجغرافيا الأميركيّة ثقافة استراتيجيّة مستمرّة في الجوهر، لكن مع اختلاف في الشكل، وهي:

أن تبقى أميركا متواجدة في كلّ من شرق آسيا، كما في القارة العجوز.

أن تمنع أميركا حتى ولو بالقوّة هيمنة دولة واحدة في كل من المنطقتين.

أن تمنع أميركا أيّ قوّة عظمى أو كبرى من تأسيس أيّ وجود لها في المحيط المباشر للقارة الأميركيّة (الأزمة الكوبيّة العام 1962).

الرئيسان الروسي والصيني يتفقدان حرس الشرف في بكين (أرشيفية - د.ب.أ)

إن أميركا تملك أهم قوّة بحريّة، حسب ما نصح الرئيس الأميركيّ جورج واشنطن

وعليه، تدخّلت أميركا في الحربين الأولى والثانية، وذلك لمنع ألمانيا من الهيمنة على القارة العجوز. كما تدخّلت ضد اليابان في الحرب الثانية لمنعها من خلق منطقة نفوذ تمتد من الجزر اليابانيّة، وحتى مضيق مالاكا. وهي تتدخّل حاليا في أوكرانيا لمنع روسيا من الهيمنة على أوروبا بعد السيطرة على أوكرانيا. كما تسعى لإنشاء أحلاف جديدة حول الصين لمنعها من الهيمنة على كل شرق آسيا.

صراع الأيديولوجيا والجيوسياسة

يتحدّث الرئيس الأميركيّ جو بايدن عن تحالف الديمقراطيات ضد تحالف الأوتوقراطيات في العالم. تعتبر أميركا قوّة الستاتيكو في العالم، لأنها تريد الحفاظ على النظام العالمي الذي بنته هي بعد الحرب العالمية الثانية. يسعى الرئيس بوتين إلى خلق نظام عالميّ جديد، لا يُهمين عليه الغرب وبالتحديد الولايات المتحدة الأميركيّة. من هنا التحالف غير المُعلن بينه وبين الرئيس الصينيّ، كما زيارته الأخيرة إلى بكين. وبذلك، تتكوّن وتتظهّر المعادلات التالية:

لا يمكن لأميركا أن تستمر في الدفاع عن نظامها العالميّ. عليها أن تبدأ بوضع الأولويّات، وذلك بالتخلّي عن أمكنة ما، والتشبّث بأمكنة أخرى لا تضرب مُسلّماتها الجيوسياسيّة.

لا يمكن لأميركا التخلّي عن شرق آسيا، كما عن أوروبا، وهي تُعيد ترتيب التحالفات القديمة، وتحديثها للتعامل مع المتغيّرات الجيوسياسيّة. وهي حتى الآن مهيمنة عسكريّاً في منطقة الشرق الأوسط، وهي المنطقة الأكثر اضطراباً، والتي تعكس فعليّاً حالة النظام العالميّ المهترئة.

يتظهّر حالياً تحالف كبير في السهل الأوراسيّ. مركز الثقل في هذا التحالف هو الصين، تليها روسيا ومن ثمّ إيران وكوريا الشماليّة. ما يجمع هذه الدول هو العداء الأكيد للولايات المتحدة الأميركيّة. لكن الصورة الصغرى تُظهّر الكثير من التباينات. ما تريده الصين من العالم الغربيّ هو غير ما تريده روسيا في صراعها مع الغرب. حتى أن الهرميّة بين روسيا والصين هي مسألة تستلزم الدرس. فمن هو اللاعب الكبير (Senior)؟ ومن هو اللاعب الجونيور (Junior)؟ خاصة أن عملية إنتاج الثروة في الصين حتى الآن تكمن في التصدير إلى الأسواق الغربيّة. بينما تكمن صناعة الثروة في روسيا في بيع الطاقة للصين كي تنتج هذه الأخيرة لتُصدّر بعدها إنتاجها إلى الغرب.

قدّم الرئيس الصيني الراحل دنغ شياوبنغ إلى من سيخلفه في قيادة الصين النصائح التالية: راقب بهدوء، أمّن موقفنا، تعامل مع الأمور بهدوء، أخفِ قدراتك وانتظر وقتنا، كن جيداً في الابتعاد عن الأضواء، ولا تدعي القيادة أبداً. وهو الذي قال مرّة إنه عند عبور النهر لا بدّ من تحسّس الحصى في القعر. فهل تغيّرت ظروف هذه النصائح اليوم؟ وهل نحن أمام ما سُمّي «بفخ توسيديدس»، أي المعضلة الأمنيّة (Security Dilemma)؟ والتي قد تؤدّي إلى حرب عالمية ثالثة؟