الإمارات تدين مقتل أحد موظفي {موانئ دبي} في الصومال

طالبت الحكومة المحلية في بونتلاند بتوفير الحماية اللازمة لميناء بوصاصو

TT

الإمارات تدين مقتل أحد موظفي {موانئ دبي} في الصومال

أدانت وزارة الخارجية الإماراتية جريمة قتل بول أنتوني فورموزا مدير ميناء بوصاصو في منطقة بونتلاند بالصومال، الذي تديره شركة موانئ «بي آند أو» المملوكة لموانئ دبي والتابعة لسلطة مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة.
وقالت الخارجية الإماراتية إنها تواصلت مع شركة موانئ «بي آند أو» للإعراب عن تعازيها في مقتل بول أنتوني فورموزا، حيث أشارت الوزارة إلى أنها تتابع التحقيق الحالي وطالبت الحكومة المحلية في منطقة بونتلاند بالصومال بتوفير الحماية اللازمة للميناء والعاملين به، وذلك حرصا على الاستثمارات التي تصب في صالح الشعب الصومالي.
وجددت الوزارة موقف الإمارات الثابت والرافض لمختلف أشكال العنف والإرهاب أيا كان مصدره ومنطلقاته، مؤكدة ضرورة تكاتف المجتمع الدولي لمواجهة خطر التطرف الذي يهدد أمن واستقرار الدول كافة.
وكانت «موانئ بي آند أو» المملوكة لحكومة دبي والتابعة لسلطة مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، قالت أمس، إنها حددت هوية أحد العاملين لديها الذي توفي في الحادث الأخير الذي وقع يوم الاثنين الماضي في ميناء بوساسو في بونتلاند، وهو بول أنتوني فورموزا مدير الميناء.
وقال رادو أنطولوفيتش، الرئيس التنفيذي لـ«موانئ بي آند أو»: «لقد تلقينا بعميق الحزن والأسى نبأ وفاة صديقنا وزميلنا في العمل»، وأضاف: «في أعقاب الحادث الأليم الذي وقع داخل الميناء، عملت الشركة على تقديم الدعم النفسي والتوجيه المعنوي لموظفيها للتعافي من آثار هذه الصدمة».
وأضاف: «كما تواصل الشركة التعاون بشكل كامل مع التحقيقات الجارية من قبل الجهات المختصة للكشف عن ملابسات الحادث وتؤكد التزامها الثابت بنجاح المشروع»، مشيراً إلى أن العمليات في الميناء استؤنفت بعد إجراء مراجعة أمنية، وستستمر «موانئ بي آند أو» في مواصلة تطوير الميناء بالشراكة مع الحكومة لما فيه الفائدة لسكان بونتلاند.
وبحسب معلومات سابقة نقلتها وكالة «رويترز» فإن مسلحين تنكرا في هيئة صيادين قتلا رئيس عمليات شركة موانئ بي.آند.أو المملوكة لحكومة دبي في إقليم بلاد بنط شبه المستقل بالصومال يوم الاثنين الماضي. وأعلنت حركة الشباب الصومالية المتشددة مسؤوليتها عن قتله.
وقال يوسف محمد حاكم منطقة باري لـ«رويترز» إن رجلين متنكرين في هيئة صيادين أطلقا النار على بول أنتوني فورموزا لدى توجهه لميناء بوصاصو في الصباح. وأضاف محمد أنه قتل «في سوق الأسماك عندما كان متجها إلى ميناء بوصاصو هذا الصباح. أصابه الرجلان المسلحان بمسدسين بعدة طلقات في الرأس». وقال محمد إن قوات الأمن قتلت أحد المهاجمين بالرصاص في الموقع واحتجزت الآخر.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».