القطب المغناطيسي الشمالي يتحرك بسرعة كبيرة نحو روسيا

حركة القطب المغناطيسي الشمالي على مدار القرنين الأخيرين (الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي)
حركة القطب المغناطيسي الشمالي على مدار القرنين الأخيرين (الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي)
TT

القطب المغناطيسي الشمالي يتحرك بسرعة كبيرة نحو روسيا

حركة القطب المغناطيسي الشمالي على مدار القرنين الأخيرين (الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي)
حركة القطب المغناطيسي الشمالي على مدار القرنين الأخيرين (الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي)

قال علماء إن القطب المغناطيسي الشمالي بات يتحرك بسرعة أكبر من المعتاد باتجاه روسيا.
وبخلاف القطب الشمالي الجغرافي الثابت، فإن القطب المغناطيسي الشمالي يتحرك على مدار الوقت منذ عام 1831، من شمال كندا باتجاه روسيا، بحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية.
لكن سرعة القطب المغناطيسي الشمالي شهدت زيادة كبيرة في السنوات الأخيرة، لتبلغ 34 ميلا (نحو 55 كيلومتراً) سنويا، ما دفع العلماء لتحديث النموذج المغناطيسي العالمي، والذي تستخدمه أنظمة الملاحة المدنية، وجيوش الناتو والولايات المتحدة وبريطانيا، قبل عام من الموعد المقرر.
وقالت الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي في بيان صدر أول من أمس (الاثنين) إنه «بسبب التغيرات غير المخطط لها في الإقليم الشمالي، أصدر العلماء نموذجا جديدا أكثر دقة يمثل التغير في المجال المغناطيسي بين عام 2015 والآن».
ويجري تحديث النموذج الذي تشرف عليه وكالات أميركية وبريطانية، كل خمسة أعوام، كان آخرها في عام 2015، غير أن الإدارة أوضحت أن «التحديث الذي يأتي في غير موعده... سيضمن ملاحة آمنة للتطبيقات العسكرية والخطوط التجارية، وعمليات البحث والإنقاذ، ومن يعملون في محيط القطب الشمالي».
ولاحظ العلماء للمرة الأولى الحركة السريعة للقطب المغناطيسي الشمالي العام الماضي حينما أظهر «كم ضخم من بيانات الأقمار الصناعية» أن القطب ذهب لأبعد من المنطقة المتوقعة له، بحسب تشاران بيغان العالم الجيوفيزيائي بوكالة الاستطلاع الجيولوجي البريطاني.
والسبب وراء زيادة سرعة القطب هو عمليات داخل الكوكب، فالمجال المغناطيسي لكوكب الأرض يُصنع في قلبها السائل، والمكون من حديد ونيكل سائلين. ويضيف بيغان: «بينما يتدفق السائل يخلق تيار إلكتروني وهو ما يخلق المجال المغناطيسي.
وزادت سرعة القطب الشمالي المغناطيسي من 6 أميال (9.6 كيلومتر) بين عامي 1900 و1980، قبل أن تصبح نحو 24 إلى 31 ميلا (38.6 إلى 50 كيلومتراً) في العقدين الأخيرين.
ويفسر بعض العلماء ذلك بأن تيارا نفاثا نتيجة السائل المنصهر يدفع القطب الشمالي، بينما يرى آخرون أن القطبين المغناطيسيين الشمالي والجنوبي يتبادلان موقعيهما.
ويختتم بيغان بأن ليس هناك ما يدعو للقلق، قائلا: «إنه سلوك غير معتاد تاريخيا، لكنه ليس كذلك جيولوجيا... المجال المغناطيسي يتغير باستمرار لكن ذلك ناتج عن سلوك طبيعي».



من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
TT

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)

تكبُر أحلام الشاب اللبناني المهندس هشام الحسامي يوماً بعد يوم، فلا يتعب من اللحاق بها واقتناص الفرص ليُحقّقها. منذ نحو العام، أطلق إنجازه الأول في عالم التكنولوجيا، فقدّم سيارة «ليرة» الكهربائية العاملة بالطاقة الشمسية، لتكون المنتج النموذج لتأكيد قدرة اللبناني على الابتكار.

اليوم، يُطوّر قدراته مرّة أخرى، ويُقدّم أول تاكسي طائرة، «سكاي ليرة»، من صنع محلّي؛ تأتي ضمن سلسلة «ليرة» ومزوَّدة بـ8 محرّكات. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها أول طائرة من نوعها في العالم العربي مصنوعة محلّياً. فمعظم طائرات التاكسي في الإمارات العربية وغيرها، تُستَورد من الصين. رغبتُ من خلالها التأكيد على إبداعات اللبناني رغم الأزمات المتلاحقة، وآخرها الحرب».

يتمتّع هذا الابتكار بجميع شروط الأمان والسلامة العامة (هشام الحسامي)

أجرى الحسامي دراسات وبحوثاً ليطّلع بشكل وافٍ على كيفية ابتكار الطائرة التاكسي: «بحثتُ بدقّة وكوّنتُ فكرة كاملة عن هذا النوع من المركبات. خزّنتُ المعلومات لأطبّقها على ابتكاري المحلّي. واستطعتُ أن أقدّمها بأفضل جودة تُضاهي بمواصفاتها أي تاكسي طائرة في العالم».

صمّم ابتكاره ونفَّذه بمفرده: «موّلتها بنفسي، وهي تسير بسرعة 130 كيلومتراً في الساعة، كما تستطيع قَطْع مسافة 40 كيلومتراً من دون توقُّف».

يهدف ابتكاره إلى خلق مجال صناعي جديد في لبنان (هشام الحسامي)

لا يخاطر هشام الحسامي في إنجازه هذا، ويعدُّه آمناً مائة في المائة، مع مراعاته شروط السلامة العامة.

ويوضح: «حتى لو أُصيب أحد محرّكاتها بعطل طارئ، فإنها قادرة على إكمال طريقها مع المحرّكات الـ7 الأخرى. كما أنّ ميزتها تكمُن في قدرتها على الطيران بـ4 من هذه المحرّكات».

ولكن مَن هو المؤهَّل لقيادتها؟ يردّ: «قيادتها بسيطة وسهلة، ويستطيع أيٌّ كان القيام بهذه المَهمَّة. الأمر لا يقتصر على قبطان طائرة متخصّص، ويمكن لهذا الشخص أن يتعلّم كيفية قيادتها بدقائق».

يحاول هشام الحسامي اليوم تعزيز ابتكاره هذا بآخر يستطيع الطيران على نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس»: «سيكون أكثر تطوّراً من نوع (الأوتونومايس)، فيسهُل بذلك طيرانها نحو الموقع المرغوب في التوجُّه إليه مباشرة».

صورة لطائرة تاكسي أكثر تطوّراً ينوي تصميمها (هشام الحسامي)

صمّم المهندس اللبناني الطائرة التاكسي كي تتّسع لشخص واحد. ويوضح: «إنها نموذج أولي سيطرأ عليه التطوُّر لاحقاً. إمكاناتي المادية لم تسمح بالمزيد».

من المُنتَظر أن يعقد الحسامي اجتماعاً قريباً مع وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال بلبنان، جورج بوشيكيان، للتشاور في إمكان الترويج لهذا الابتكار، وعمّا إذا كانت ثمة فرصة لتسييره ضمن ترتيبات معيّنة تُشرف عليها الدولة؛ علماً بأنّ الطائرة التاكسي ستُطلَق مع بداية عام 2025.

أطلق هشام الحسامي عليها تسمية «سكاي ليرة»، أسوةً بسيارة «ليرة»، وأرفقها بصورة العلم اللبناني للإشارة إلى منشئها الأصلي: «إنها صناعة لبنانية بامتياز، فكان من البديهي أن أرفقها بالعَلَم».

وهل يتوقّع إقبال اللبنانيين على استخدامها؟ يجيب: «الوضع استثنائي، ومشروعات من هذا النوع تتطلّب دراسات وتخصيصَ خطّ طيران لتُحلِّق من خلاله؛ وهو أمر يبدو تطبيقه صعباً حالياً في لبنان. نصبو إلى لفت النظر لصناعتها وبيعها لدول أخرى. بذلك نستطيع الاستثمار في المشروع، وبالتالي رَفْع مداخيلنا وأرباحنا بكوننا دولة لبنانية»، مؤكداً: «من خلال هذا الابتكار، يمكن للبنان أن ينافس نوعَها عينه الرائج في العالم. فكلفة صناعتها تتراوح بين 250 و300 ألف دولار عالمياً، أما في لبنان، وبسبب محلّية صناعتها وتجميع قطعها، فكلفتها أقل. نستطيع بيعها بأسعار لا تزيد على 150 ألف دولار».

المواد الأولية لصناعة «الطائرة التاكسي» مؤمَّنة في لبنان. وحدها القطع الإلكترونية اللازمة تُستَورد من الخارج: «بذلك يكون بمقدورنا تصدير التكنولوجيا الخاصة بنا».