الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدعم مشروع مصر النووي

القاهرة أكدت التزامها معايير الأمن في محطة «الضبعة»

TT

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدعم مشروع مصر النووي

حظيت مصر بدعم واسع من يوكيا أمانو مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن مشرعها النووي السلمي، الذي تقيمه بالتعاون مع روسيا. وقال مسؤولين مصريون إن أمانو، الذي يزور القاهرة منذ يوم (الأحد) الماضي، حرص على «تأكيد دعم الوكالة الكامل لمصر في هذا الشأن»، في إطار التزامها بمعايير الأمن والأمان المتعارف عليها دولياً.
وتشرع مصر في بناء محطة نووية ضخمة، في منطقة «الضبعة» شمال البلاد، بقدرة إجمالية تصل إلى 4800 ميغاواط. ومن المتوقع أن يجري التشغيل التجريبي للمفاعل عام 2026.
ووفقا لتصريحات رسمية فإنه تم قطع شوط كبير في إنهاء الإجراءات التنفيذية والتمويلية والقانونية للمشروع، الذي يتضمن تقديم روسيا قرضاً لمصر بقيمة 25 مليار دولار لتمويل عمليات إنشائه وتمويله بالوقود النووي.
وخلال زيارته للقاهرة عقد مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لقاءات متفرقة مع مسؤولين مصريين، بينهم الرئيس عبد الفتاح السيسي. وقال السفير حمدي لوزا، نائب وزير الخارجية المصري، أمس، إن أمانو ناقش في اجتماعاته مجالات التعاون المختلفة بين مصر والوكالة، خاصة فيما يتعلق ببناء مصر لمحطات طاقة نووية لتوليد الكهرباء، وتلبية احتياجات مصر المتزايدة من الطاقة الكهربائية.
وأكد أن أمانو «حرص على تأكيد دعم الوكالة الكامل لمصر في هذا الشأن»، مشيدا بالتعاون مع الوكالة في مجال التطبيقات النووية والأمن النووي والطاقة النووية، والتطلع إلى دعم الوكالة لجهود إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وتدريب وتأهيل الكوادر الفنية المصرية بما يمكنها من اكتساب المزيد من الخبرات العلمية والفنية، مؤكداً اهتمام مصر بدعم وتطوير برامج التعاون الفني في إطار حق الدول في الانتفاع من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
ونقل لوزا عن أمانو تقدير الوكالة لما تقوم به مصر من جهد ملموس لدعم أنشطة الوكالة والاستفادة من الخبرات المتعددة في مجال نقل التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية، وتدريب الكوادر البشرية في الكثير من الدول النامية، مشيراً إلى سعادته لزيارة مصر للمرة الثالثة منذ توليه مهام منصبه عام 2009، كما أشار إلى أن مصر من الدول المرشحة لاستضافة مؤتمر الطاقة النووية الذي سيعقد عام 2021.
من جهة أخرى، أشاد أمانو، خلال لقائه الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، أول من أمس، بالإجراءات التي تطبقها مصر بشأن برامج تنفيذ مشروع المحطة النووية الأولى بالضبعة، منوها بالقبول والترحيب الشعبي بالمشروع، والإجراءات المتوازنة التي تمت في هذا المجال.
وقال بيان لوزير الكهرباء إن مصر تواصل جهودها الدؤوبة لتنفيذ برنامجها النووي السلمي لتلبية الاحتياجات التنموية الاقتصادية والصناعية المتزايدة، بالتعاون مع روسيا الاتحادية «الشريك الاستراتيجي» لمصر في هذا المشروع، منوها بالتعاون الوثيق بين وزارة الكهرباء ووزارة البيئة لتطبيق أعلى معايير الأمان للحفاظ على البيئة بتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المختلفة. وأضاف الوزير أن مصر تؤكد على الدور المهم والحيوي الذي تضطلع به الوكالة في نقل التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، وهو الدور الذي يجب أن تحرص جميع الدول الأعضاء على استمراره ودعمه لتكثيف أنشطة برامج التعاون الفني في الدول النامية، دون قيد أو شرط، بما يسهم في رفع معدلات التنمية الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة في مجال الزراعة والأغذية والصحة الإنسانية وإدارة مصادر المياه والبيئة والصناعة، وكذلك في مجال التطبيقات النووية وإدارة المعرفة.
ويوفر مشروع الضبعة النووي نحو 78 ألف فرصة عمل للمصريين، بحسب الاتحاد المهني الروسي للطاقة، بالإضافة إلى توفير الطاقة النظيفة للبلاد.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.