اجتماع حكومي مغربي لتقييم حصيلة «ميثاق تحدي الألفية الأميركي»

TT

اجتماع حكومي مغربي لتقييم حصيلة «ميثاق تحدي الألفية الأميركي»

عقد مجلس التوجيه الاستراتيجي لـ«وكالة حساب تحدي الألفية - المغرب»، في الرباط أمس، اجتماعا خصص لاستعراض حصيلة تنفيذ «الميثاق الثاني» الموقع بين الحكومة المغربية ونظيرتها الأميركية، ممثلة في «هيئة تحدي الألفية» الأميركية.
ونوه سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، خلال ترؤسه الاجتماع، بحرص «(مؤسسة تحدي الألفية) والحكومة الأميركية على دعم الجهود التنموية والأوراش الإصلاحية بالمغرب، وما يبذلانه لإنجاح برامج الميثاق وبلوغ الأهداف المتوخاة».
وكان المغرب قد تسلم عام 2016 مبلغ 450 مليون دولار من مؤسسة «تحدي الألفية» الأميركية، في إطار البرنامج الثاني للتعاون بين المؤسسة والمغرب، الذي جرى التوقيع عليه في الرباط. وخصص المبلغ لتأهيل قطاعي التعليم والعقار من أجل مساهمتهما في التنمية والتوظيف.
في غضون ذلك، دعا العثماني أعضاء مجلس التوجيه الاستراتيجي لوكالة حساب تحدي الألفية - المغرب، ومختلف الشركاء إلى مواصلة التعبئة لدعم الوكالة، والعمل وفق مقاربة استباقية لتذليل الصعوبات والعراقيل التي قد يواجهها البرنامج.
وتطرق العثماني خلال الاجتماع للحصيلة الحالية لتنفيذ برنامج الميثاق، الذي قال عنه إنه «يتضمن إصلاحات هيكلية مهمة تفعيلا لتوجيهات الملك محمد السادس، من قبيل إصلاح التكوين المهني، وتحسين نظام رصد وتحليل سوق الشغل، وكذا إعداد الاستراتيجية العقارية الوطنية، ووضع الإطار القانوني والتنظيمي الخاص بتعزيز إنتاجية العقار».
من جانبه، ثمن والتر سيوفي، المدير المقيم لـ«هيئة تحدي الألفية» بالمغرب، الدعم الذي قدمته «وكالة تحدي الألفية - المغرب» لـ«وكالة تحدي الألفية» بدولة بنين (غرب أفريقيا) في قطاع الطاقة، من منطلق التجربة الكبيرة التي يتوفر عليها المغرب في هذا المجال، إضافة إلى الدعم الذي قدمته أخيرا لـ«وكالة تحدي الألفية» بجمهورية كوت ديفوار، في إطار تقاسم الخبرة والتقييم. كما دعا سيوفي إلى العمل على تعزيز مثل هذه الشراكات بين «وكالة تحدي الألفية - المغرب»، ومثيلاتها في باقي دول أفريقيا.
وصادق المجلس على مجموعة من القرارات، تخص أساسا دليل المساطر (الإجراءات) المتعلقة بتدبير صندوق المناطق الصناعية المستدامة، والجزء الثاني لدليل المساطر المتعلقة بتدبير صندوق شراكة للتكوين المهني، والجزء الأول من دليل المساطر المتعلقة بتدبير صندوق البرنامج التجريبي للتشغيل، عبر التمويل القائم على النتائج، حسب بيان لرئاسة الحكومة.
و«مؤسسة تحدي الألفية» هيئة حكومية أميركية، أحدثت من قبل الكونغرس الأميركي عام 2004، وهي تعمل على تمويل مشروعات في مختلف أنحاء العالم، بهدف تقليص حدة الفقر، وتعتمد نظاما إداريا صارما ودقيقا من أجل متابعة تنفيذ مشروعات التنمية، والتأكد من استفادة المعنيين بها مباشرة.
وخصص البرنامج الثاني لـ«حساب تحدي الألفية» الأميركي، الذي استفاد منه المغرب لتمويل مشروعين؛ هما «التربية والتكوين من أجل تحسين قابلية توظيف الشباب» ومشروع «إنتاجية العقار»، وينقسم مشروع التربية والتكوين إلى قسمين؛ يتعلق الأول بالتعليم الثانوي الإعدادي والتأهيلي، والثاني بالتكوين المهني.
ويهدف الشق الأول من هذا المشروع، الذي وافقت عليه الحكومة، والذي يخص التعليم الثانوي، إلى إعداد نموذج لتحسين المؤسسات التعليمية وتطبيقه في مرحلة أولى، فيما يناهز 100 مؤسسة موزعة على 3 جهات (مناطق) في المغرب. أما الشق الثاني من هذا المشروع فيهدف إلى تحسين قابلية توظيف الشباب، وذلك عبر دعم منظومة التكوين المهني لإرساء جانب من الإصلاحات المضمنة في الاستراتيجية المغربية للتكوين المهني، خصوصا تلك المتعلقة بمراجعة نظام تمويل وتدبير التكوين المهني عن طريق الشراكة بين القطاعين العام والخاص.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».