نتنياهو يدير حملته باستخدام بوتين وترمب... وقناة تلفزيونية خاصة

مع تنامي قوة منافسيه في {حزب الجنرالات} وأحزاب الوسط

ملصق إعلاني لحملة نتنياهو في تل أبيب (أ.ف.ب)
ملصق إعلاني لحملة نتنياهو في تل أبيب (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يدير حملته باستخدام بوتين وترمب... وقناة تلفزيونية خاصة

ملصق إعلاني لحملة نتنياهو في تل أبيب (أ.ف.ب)
ملصق إعلاني لحملة نتنياهو في تل أبيب (أ.ف.ب)

مع تنامي قوة المنافسين له، خصوصا من حزب الجنرالات بقيادة رئيس أركان الجيش الأسبق، بيني غانتس، والمساعي لإقامة تحالف قوي يهدد مكانته لأول مرة منذ عشر سنوات، لجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى أساليب دعاية غير تقليدية في حملة الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في 9 أبريل (نيسان) القادم. وقد استخدم نتنياهو قناة تلفزيونية خاصة في الشبكات الاجتماعية وصورا تجمعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فضلا عن مسعاه للقاء كل من الرئيسين في خضم المعركة الانتخابية.
فقد أطلق نتنياهو، فجر أمس الأحد، مشروعا سماه «الليكود TV»، وهو عبارة عن قناة تلفزيونية تسويقية باسم حزبه الليكود، تُبث في إطارها حملته الانتخابية «الإخبارية»، في ساعات المساء من كل يوم، وذلك عبر صفحات الفيسبوك وتويتر وإنستغرام التابعة لرئيس الحكومة. وجاء في مقدمة النشرة الأولى، أمس، التي بثها مقدم البرامج المشهور، إليراز سديه، تفسير لهذه الخطوة بناه على المساس بوسائل الإعلام الإسرائيلية يتهمها فيه بأنها منحازة لمنافسيه وتبث أنباء كاذبة. وجاء في الإعلان الدعائي للقناة: «نحن نخلصكم من أعباء الأخبار الكاذبة، ونقدم لكم الأخبار الحقيقية برعاية الليكود ‏TV‏».
وقال سديه: «في الوقت الذي تبث فيه كل القنوات أخبارا تعكس صورتها، نحن هنا لكي ننقل إليكم الحقيقة. ندعوكم إلى الانضمام إلى «الليكود TV» في الفيسبوك، وسوف نزودكم بالأخبار الجيدة الحقيقية ونشرككم في التحديات التي يخوضها رئيس الوزراء، دفاعا عن إسرائيل ومصالحها الاستراتيجية. يمكن أن أعدكم بشيء واحد وهو أن القناة سوف تنقل تغطية إيجابية حقيقية».
وقد علق حزب المعارضة «يوجد مستقبل»، برئاسة يائير لبيد، على هذا الحدث قائلا: أنتظر بفارغ الصبر رؤية ما ستبثه هذه القناة. فإن كانت تتوخى الصدق فعلا سنجدها تقول بشجاعة «حماس تهزأ من إسرائيل»، و«المستشفيات تشهد ضغطا كبيرا لا يطاق لأنه لا يوجد فيها مكان للمرضى»، «مداخيل العائلات لا تكفيها لإكمال الشهر في هذه البلاد»، «الإسرائيليون يعانون من الازدحامات المرورية على طول»، «القطار السريع يتعطل بالقرب من مطار بن غوريون الدولي وهو في طريقه إلى القدس».
كما نشرت رئيسة كتل المعارضة، شيلي يحيموفيتش، بيانا حول إطلاق القناة، قالت فيه: «ليس مضحكا، فهذه القناة تشكل نموذجا للإعلام الذي يسعى إليه نتنياهو، كما يليق بنتنياهو. إعلام يروج للزعيم من دون طرح أسئلة صعبة، ومن دون تحقيقات صحافية جادة، ومن دون حديث عن النزاهة واحترام القوانين».
وكانت مصادر صحافية قد كشفت أن نتنياهو يعد مجموعة من الصور العملاقة التي تجمعه بالرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وهما يبتسمان ويتصافحان بحرارة. علقت إحدى هذه الصور في أحد الطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينة تل أبيب ضمن حملة الدعاية الانتخابية. وقد لجأ إليها بسبب الشعبية التي يحظى بها ترمب في إسرائيل عموما وفي صفوف اليمين المتطرف، الذي ما انفك يشيد بسياساته الصارمة تجاه الفلسطينيين وإيران والقرار الذي اتخذه في مايو (أيار) بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس التي اعترف بها عاصمة لإسرائيل، ليغير بذلك وجه السياسة الأميركية المعمول بها منذ فترة طويلة. وكُتبت على اللوحة الإعلانية الضخمة عبارة «نتنياهو. في سباق من نوع آخر» باللغة العبرية، وذلك في انتقاد لخصوم نتنياهو، «الذين لا يعترفون بإنجازات نتنياهو الكبيرة».
ويزين اسم حزب الليكود الذي ينتمي إليه نتنياهو هذه اللوحة، والتي علقت أمس الأحد على طريق «أيلون» السريع المزدحم. ورفض المتحدث باسم الليكود الإجابة على السؤال «إذا كان البيت الأبيض قد أجاز استخدام هذه الصورة».
من جهة ثانية، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني، أمس، بأنه من المتوقع عقد لقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل إجراء الانتخابات الإسرائيلية، علما بأن آخر لقاء بين الجانبين جرى في الحادي عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على هامش المؤتمر الذي عقد في الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى. ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الروسي متردد في لقاء نتنياهو على خلفية الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا.
وكانت تقارير ترددت في الشهر الماضي عن أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، يشتبه في أن روسيا تعتزم التدخل في الانتخابات العامة الإسرائيلية من خلال هجمات إلكترونية وقرصنة، ربما لصالح نتنياهو. ورد الكرملين على ذلك بالقول إن روسيا لم يسبق لها أن تدخلت في انتخابات دولة أخرى ولا تعتزم القيام بذلك في المستقبل.
تجدر الإشارة إلى أن نتائج استطلاعات الرأي ما زالت تعطي إمكانية لإسقاط نتنياهو، وذلك في حال تمكن بيني غانتس من هزم نتنياهو وإسقاط حكمه، فيما لو تحالف غانتس مع حزب لبيد. فإذا تم تحالف كهذا بقيادة غانتس وانضم إليه رئيس أركان آخر هو جابي اشكنازي، فإن نتنياهو سيفوز بـ35 مقابل 30 لنتنياهو.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.