المغرب: «العدالة والتنمية» يستنكر «حملة ممنهجة» ضد ابن كيران

ابن كيران «الشرق الأوسط»
ابن كيران «الشرق الأوسط»
TT

المغرب: «العدالة والتنمية» يستنكر «حملة ممنهجة» ضد ابن كيران

ابن كيران «الشرق الأوسط»
ابن كيران «الشرق الأوسط»

بعد موجة الانتقادات الواسعة التي طالت عبد الإله ابن كيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية المغربي، بسبب قضية المعاش الاستثنائي الذي منحه إياه العاهل المغربي الملك محمد السادس، استنكرت الأمانة العامة للحزب، القائد للتحالف الحكومي بالبلاد، «الحملة» التي تستهدف رئيس الحكومة السابق.
وقال بيان للحزب أمس، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن الأمانة العامة لـ«العدالة والتنمية»، تعبر عن «استنكارها وإدانتها للحملة الممنهجة التي تستهدف الحزب وقياداته، وتلك التي تستهدف الأخ الأمين العام السابق ورئيس الحكومة السابق الأستاذ عبد الإله ابن كيران في الآونة الأخيرة». وأضاف البيان، أن الأمانة العامة تعبر عن «تضامن الحزب مع الأستاذ ابن كيران ضد هذه الاستهدافات الساعية للنيل من نزاهته ووطنيته وغيرته الصادقة، وتؤكد على أن احترام حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة لا يعفي من الالتزام بالضوابط القانونية والأخلاقية»، وذلك في رسالة دعم واضحة لابن كيران ضد الحملة التي اعترف بأنها أثرت فيه. وأكد حزب العدالة والتنمية ضرورة «مراعاة قواعد وأدبيات النقاش السياسي والإعلامي المسؤول والبنّاء، بعيداً عن الاستهداف المجاني لحرمة الأسر والأشخاص والهيئات».
وأشاد حزب رئيس الحكومة، في بيانه، بـ«الأداء الحكومي الإيجابي المتصاعد، كما تدل على ذلك عدة مؤشرات، وبالأوراش المفتوحة، على مستوى محاربة الفساد، وتحسين مناخ الأعمال، وتقدم عدد من الجامعات المغربية على المستوى الدولي، وغيرها»، كما حثّ على «ضرورة العمل ليجد المواطنون والمواطنات التأثيرات الإيجابية لذلك في حياتهم ومستوى عيشهم».
كما عبّر حزب العدالة والتنمية عن رفضه لما سمّاه «الهجومات التي تتعرض لها بلادنا، والتي تحاول الانتقاص من الجهود المبذولة في مجال صيانة الحقوق والحريات وتكريس استقلال السلطة القضائية، والتنويه بمختلف الشركاء في ورش تطوير حقوق الإنسان ببلادنا من منظمات حقوقية ومؤسسات رسمية»، في إشارة إلى التقارير الدولية التي تنتقد الوضع الحقوقي بالبلاد بشكل مستمر، وهي التقارير التي تعتبرها الحكومة فاقدة لـ«الموضوعية والإنصاف». وأكدت أمانة حزب العدالة والتنمية في اجتماعها الذي عقد السبت، برئاسة سعد الدين العثماني، أن المغرب «دأب على معالجة أي اختلالات أو نقائص في هذا المجال (حقوق الإنسان) بآليات وطنية مسؤولة، وفق مقتضيات الدستور والقانون».
في موضوع منفصل، سجل «العدالة والتنمية» بـ«إيجابية مصادقة البرلمان الأوروبي على الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، والتقدم نحو المصادقة على اتفاق الصيد البحري، وهما اتفاقان يشملان الأقاليم الجنوبية للمملكة»، منوهاً بما «حققته الدبلوماسية الوطنية الحكومية والبرلمانية والشعبية». وبشأن قضية الصحراء، أعلن المصدر ذاته، مواصلة «تعبئة الحزب على مختلف المستويات من أجل التصدي لمناورات خصوم الوحدة الترابية، وتثبيت سيادة المغرب على كامل أرضه»، ونوه بـ«المشاورات الأخيرة لمجلس الأمن حول قضية الصحراء، التي أكدت مرة أخرى انخراط المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم للنزاع المفتعل في أقاليمنا الجنوبية». وجدد حزب العدالة والتنمية التأكيد في بيانه، على دعمه لـ«المبادرة الملكية السامية لإرساء آلية سياسية للحوار مع الشقيقة الجزائر والتشبث بالحوار لدعم مشروع الوحدة المغاربية».
في غضون ذلك، اعتبر المصطفى الرميد، وزير الدولة المغربي المكلف بحقوق الإنسان، أن بلاده «لا مفرّ لها من الملكية البرلمانية، وأي كلام غير هذا خاطئ مائة في المائة»، في إشارة إلى تصريحات عبد الإله ابن كيران، التي أعلن فيها موقفه الرافض لملكية يسود فيها الملك ولا يحكم. وأضاف الرميد في محاضرة نظّمتها أمس شبيبة حزبه، أن الملكية البرلمانية هي «المستوى المتقدم من التطور السياسي والدستوري والمجتمعي الذي سيعرفه المغرب»، مشدداً على أن شروطها غير متوفرة في الوقت الراهن. ووجّه الرميد انتقادات حادة للأحزاب السياسية والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني، مؤكداً أن الانحدار الذي تعيشه لا يساعد على تحقيق انتقال ديمقراطي حقيقي في البلاد، وشدد على أن «الملكية البرلمانية لا تبنى على الفراغ، وإنما على (الصح) أرضية صلبة، هي المؤسسات والمجتمع والمؤسسات الوسيطة القوية القادرة على تحمل أعباء تلك المرحلة التي ليست بالسهلة»، حسب تعبيره.ورغم إقراره بالتحديات والصعوبات التي تواجهها بلاده في مسار البناء الديمقراطي، أكد الرميد ثقته في أن المغرب «يسير في الاتجاه الصحيح، رغم كل الاختلالات والاضطرابات»، وقال: «لسنا دولة ديمقراطية مكتملة البناء، ولسنا دولة استبدادية، وقطعنا مسافة كبيرة، وما زالت هناك مسافة ينبغي أن نقطعها، وهذه هي قوتنا في المملكة المغربية».
وعبّر الرميد عن ثقته وإيمانه بإرادة الدولة ورغبتها في المضي إلى الأمام وقال: «نؤمن بأن الدولة وعلى رأسها جلالة الملك لديها إرادة وعزم على الدفع بالأمور نحو الأمام، ومؤمن بأن الشعب المغربي تواق إلى أن نتقدم إلى الأمام»، لافتاً إلى أنه داخل كل المؤسسات «سواء أكانت فوقية أم تحتية. هناك اختلالات، وليس بالإمكان على المؤسسات التحتية أن تزايد على المؤسسات الفوقية، ولا الفوقية أن تزايد على المؤسسات التحتية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».