ضغوط متزايدة تضاعف المصاعب على اتحاد «الفواز»

تساؤلات حول قدرته على الصمود في الفترة المقبلة

قصي الفواز (الشرق الأوسط)
قصي الفواز (الشرق الأوسط)
TT

ضغوط متزايدة تضاعف المصاعب على اتحاد «الفواز»

قصي الفواز (الشرق الأوسط)
قصي الفواز (الشرق الأوسط)

يواجه قصي الفواز رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، أزمة متزايدة مع مرور الوقت، وذلك بسبب الاستقالات المتلاحقة لرؤساء اللجان وأعضاء مجلس إدارته، بدأها عادل البطي رئيس لجنة المسابقات، ثم لحقه صالح التويجري نائبه، بالإضافة إلى استقالة علي الشعيلان رئيس اتحاد الرياضة المدرسية، وريهام العنيزان عضو مجلس الإدارة، وإعفاء الأسترالي كيشتنيغ من رئاسة لجنة الانضباط والأخلاق.
وجاءت استقالة رئيس لجنة المسابقات ونائبه على خلفية نقل مباراة النصر وأحد، الدورية من الرياض إلى المجمعة، وتأجيلها عن موعدها المحدد دون علم رئيس اللجنة ولا نائبه.
وأحدثت استقالة عادل البطي وصالح التويجري من لجنة المسابقات، هزة في الثقة بين المسؤولين في الأندية والشارع الرياضي من جهة والاتحاد السعودي لكرة القدم من جهة أخرى، إذ اهتزت الثقة في عمل رئيس اتحاد كرة القدم، بعد القرارات الأخيرة التي صدرت من لجنة المسابقات دون علم رئيسها ولا موافقته، بنقل مباراة النصر وأحد للمجمعة لعدم جاهزية ملاعب العاصمة الرياض بسبب أعمال الصيانة، وكان هذا القرار بمثابة الشرارة التي أشعلت الغضب الجماهيري ضد الطريقة التي يدار بها اتحاد كرة القدم، بحسب التصاريح الإعلامية لصالح التويجري نائب رئيس لجنة المسابقات.
وارتفع سقف المطالبات في الشارع الرياضي السعودي إلى الإصرار على استقالة رئيس اتحاد كرة القدم من منصبه وحل إدارته، وتكليف إدارة جديدة قادرة على السير بالمنافسات السعودية إلى بر الأمان لحين عقد جمعية عمومية ينصب فيها رئيس جديد.
وتعاقبت الأحداث على اتحاد الفواز، بدءاً من اللغط الكبير الذي صاحب استمرار منافسات كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين أثناء مشاركة المنتخب السعودي الأول في بطولة كأس آسيا في الإمارات، ومطالبة غالبية رؤساء الأندية بإيقاف المسابقات المحلية كما كان في السابق، إلا أن اتحاد كرة القدم فضل إمساك العصا من المنتصف، وقرر لعب آخر جولة من الدور الأول والجولة الأولى من الدور الثاني، وإيقاف الدوري، وافتتاح مسابقة كأس الملك وخوض دور الـ64 والـ32 والـ16 دون مشاركة اللاعبين الدوليين.
ويرى المتابعون للشأن الرياضي السعودي أن الخبرة المحدودة ربما خذلت قصي الفواز في السير بالمنافسات السعودية لبر الأمان، وقبلها خروج الأخضر السعودي من دور الـ16 في كأس آسيا الأخيرة، ومن المؤكد أن الأصوات المطالبة باستقالته ستتزايد في الأيام المقبلة مع اقتراب مراحل حسم بطولة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وصراع أندية المؤخرة للهروب من القاع، والمراحل الحاسمة من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، وأن اتحاد كرة القدم في الوقت الحاضر بأشد الحاجة إلى رئيس قادر على إعادة هيكلته من جديد وضخ الدماء الشابة، ورسم الاستراتيجيات بعيدة المدى لجني الثمار مستقبلاً.
ولا شك أن الضغوط المستمرة على اتحاد القدم بين الاستقالات والمطالبات بابتعاد الرئيس عن الكرسي الساخن، بسبب الأخطاء الإدارية المتكررة، والطريقة التي يدار بها الاتحاد، ستصعب من مهمة صمود قصي الفواز أمامها، نظراً لأن جميع الأندية السعودية دخلت هذا الموسم بشكل استثنائي بعدما تكفل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بسداد كل الديون المترتبة عليها، وتسديد كل الرواتب الشهرية للاعبين المحليين والأجانب، بالإضافة إلى الدعم المالي الضخم للتعاقد مع أجهزة تدريبية ولاعبين عالميين، وهو ما أوصل الدوري السعودي للمحترفين إلى المرتبة السابعة عالمياً من ناحية القيمة المالية.


مقالات ذات صلة

اتحاد القدم السعودي يطلب مرئيات الأندية حول «دوري تحت 21 عاماً»

رياضة سعودية ترقب لانطلاق دوري تحت 21 عاما (الاتحاد السعودي)

اتحاد القدم السعودي يطلب مرئيات الأندية حول «دوري تحت 21 عاماً»

وجَّهت إدارة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم تعميماً لجميع الأندية، وذلك لإبداء مرئياتها تمهيداً لإطلاق دوري تحت 21 عاماً، الموسم الرياضي المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش يتألق بقميص الهلال (رويترز)

وكيل سافيتش: سيرجي سعيد في الهلال… ويتطلع لمونديال الأندية

أكد أوروس يانكوفيتش، وكيل اللاعب الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، أن الشائعات بأن لاعب الهلال سيعود قريباً إلى الدوري الإيطالي غير صحيحة.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية انفانتينو وأعضاء فيفا في صورة جماعية مع الوفد السعودي (وزارة الرياضة)

لماذا وضع العالم ثقته في الملف «المونديالي» السعودي؟

لم يكن دعم أكثر من 125 اتحاداً وطنياً تابعاً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من أصل 211 اتحاداً، لملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 مجرد تأييد شكلي.

سعد السبيعي (الدمام)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».