اعتقال عشرات الضباط في القوات الجوية التركية بتهمة الارتباط بغولن

السلطات أنهت خدمة 15 ألفاً من ضباط الجيش منذ محاولة الانقلاب الفاشلة

TT

اعتقال عشرات الضباط في القوات الجوية التركية بتهمة الارتباط بغولن

أطلقت قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن العاصمة التركية أنقرة، أمس (الأربعاء)، حملة لاعتقال 63 شخصاً؛ بينهم طيارون بالقوات الجوية، بسبب مزاعم عن صلتهم بمحاولة انقلاب فاشلة وقعت في 15 يوليو (تموز) 2016 وحمّلت السلطات «حركة الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن المسؤولية عن تنفيذها. وأصدر مكتب المدعي العام في أنقرة مذكرات توقيف بحق 63 مشتبهاً به؛ بينهم 46 طياراً في الخدمة بالقوات الجوية، منهم 3 برتبة «مقدم». ومن بين المطلوبين أيضاً 15 إماماً سبق لهم العمل بالقوات المسلحة.
وبحسب أرقام صدرت عن وزارة الدفاع التركية مؤخرا، أنهت السلطات التركية خدمة 15 ألفاً و213 من ضباط الجيش منذ وقوع محاولة الانقلاب الفاشلة.
في السياق ذاته، أصدرت محكمة تركية قرارا باعتقال اللواء أوزكان أديب أكجولاي، المسؤول السابق عن قيادة سائر تحركات المقاتلات الحربية بالجيش، لاتهامه بالانضمام لـ«حركة غولن».
واعتقل أكجولاي، السبت الماضي، بدعوى أنه أجرى مكالمة هاتفية من هاتف استخدم ليلة المحاولة الانقلابية. وكان أكجولاي يشغل في 2016 منصب قائد العمليات في قيادة القاعدة الثامنة بولاية ديار بكر التي تقول الحكومة إن طائرات الانقلابيين انطلقت منها أثناء المحاولة الانقلابية. وأسندت إلى أكجولاي قيادة سائر تحركات المقاتلات الحربية بالجيش التركي بتكليف من مجلس الشورى العسكري عام 2018، لكنه تقاعد بشكل مفاجئ قبل نحو 5 أشهر لتبدأ التحقيقات معه.
ويتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حليفه الوثيق السابق فتح الله غولن بتدبير محاولة الانقلاب، وهو ما ينفيه غولن بشدة، فيما تقول المعارضة التركية إن أحداث ليلة 15 يوليو 2016 كانت «انقلابا مدبرا» لتصفية المعارضين من الجنود وأفراد منظمات المجتمع المدني. وسجنت السلطات في تركيا أكثر من 77 ألف شخص انتظارا لمحاكمتهم، وعزلت أو أوقفت عن العمل نحو 175 ألفا من العاملين في الحكومة وأفراد الجيش وغيرهم عقب محاولة الانقلاب الفاشلة.
إلى ذلك، بدأ النائب البرلماني السابق عن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، أرن أردام، المعتقل حاليا لاتهامه بالارتباط بـ«حركة غولن» والتنصت على مكالمات هاتفية ونشرها بطريقة غير قانونية عندما كان رئيس تحرير صحيفة «كارشي» المعارضة في عام 2014، إضرابا مفتوحا عن الطعام اعتراضا على المحاكمة التي يخضع لها. وقالت وسائل إعلام تركية، أمس، إن البرلماني السابق، أفرغ زنزانته من المأكولات، وأبلغ إدارة السجن بأنه سيبدأ إضرابا عن الطعام. وقال في خطاب كتبه من داخل السجن: «أنا معتقل ظلما. أحاكم بسبب تنظيم (حركة الخدمة) لا أعرف عنه شيئا... لا يمكنني تحمل ذلك... لذلك فأنا أبدأ (ما سماه) صيام العدالة ضد هذا الظلم».
وكانت محكمة الجنايات في إسطنبول قضت بالإفراج عن أردام في 7 يناير (كانون الثاني) الحالي، إلا إنه ألقي القبض عليه في اليوم نفسه، بناء على طعن النيابة، وصدرت في حقه مذكرة اعتقال جديدة في اليوم التالي، ورفضت المحكمة الطعن المقدم منه. واعتقل أردام للمرة الأولى في 29 يونيو (حزيران) 2018، وطالبت النيابة في مذكرة الادعاء بالحكم عليه بالسجن لمدة تتراوح بين 6 أعوام و19 عاماً بتهمة مساعدة «تنظيم إرهابي» رغم عدم الانتماء إليه.
وقد يواجه أردام، وهو من أشد منتقدي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، حكما بالسجن لمدة 22 سنة حال إدانته، حيث طالب الادعاء العام بإنزال عقوبة سجن قد تصل مدتها إلى 22 عاما بحقه لاتهامه بالتنصت على مكالمات هاتفية ونشرها بطريقة غير قانونية، عندما كان رئيس تحرير صحيفة «كارشي» المعارضة في عام 2014، لها علاقة بتحقيقات الفساد والرشوة التي تم الكشف عنها في ديسمبر (كانون الأول) عام 2013، واتهم بالضلوع فيها وزراء ورجال أعمال مقربون من إردوغان.
وفي السياق ذاته، قضت محكمة في أضنة (جنوب تركيا)، الاثنين الماضي، بحبس زوجتي مديري أمن سابقين كانا قد شاركا في تحقيقات الفساد والرشوة ذاتها. وصدر الحكم بحق زوجة مدير الأمن العام السابق بولاية أضنة، وزوجة مدير شعبة الاستخبارات بمديرية أمن الولاية، اللذين سبق أن حققا في عملية الفساد والرشوة الكبرى، وسبق اعتقالهما برفقة مسؤولين أمنيين اثنين آخرين في إطار التحقيقات التي تجريها السلطات التركية بحق حركة غولن.
وفي 25 ديسمبر الماضي، أصدرت محكمة تركية حكماً بالسجن المؤبد على 10 من رجال الشرطة الذين قادوا التحقيقات في فضائح الفساد والرشوة، التي جرت خلال الفترة ما بين 17 و25 ديسمبر 2013، وحينها كان إردوغان رئيساً للوزراء. وخلال حملة 2013، ضد الفساد والرشوة والاحتيال وغسل الأموال وتهريب الذهب، اعتقلت الشرطة التركية أبناء وزراء وعشرات آخرين بينهم سليمان أصلان، مدير بنك «خلق» الحكومي، ورجل الأعمال الإيراني رضا ضراب، الذي اعتقل لاحقا في أميركا بتهمة خرق العقوبات على إيران. وفي أعقاب تلك الاعتقالات، تمت إطاحة المئات من مدعي العموم في القضية، فضلا عن تنفيذ أوسع حركة تنقلات في صفوف ضباط الشرطة، بزعم سعيهم لمساعدة خصوم الحكومة السياسيين (حركة غولن). وأسفرت الإجراءات التي اتخذت حينها عن إغلاق تحقيقات الفساد والرشوة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».