قرب انتهاء تحقيق مولر وقلق ديمقراطي من تدخل وزارة العدل في تقريره

المستشار الخاص روبرت مولر
المستشار الخاص روبرت مولر
TT

قرب انتهاء تحقيق مولر وقلق ديمقراطي من تدخل وزارة العدل في تقريره

المستشار الخاص روبرت مولر
المستشار الخاص روبرت مولر

أكد القائم بأعمال المدعي العام الأميركي ماتيو ويتكر، أن التحقيق الذي يجريه المستشار الخاص روبرت مولر بشأن التدخل الأجنبي في الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2016 «أوشك على الانتهاء».
وقال ويتكر، خلال مؤتمر صحافي أول من أمس الاثنين، إنه «اطلع بشكل كامل» على التحقيق، وإنه يتطلع إلى أن يقدم مولر تقريره النهائي. وأضاف: «أنا مرتاح لأن القرارات التي تم اتخاذها ستتم مراجعتها من خلال الوسائل المختلفة التي لدينا». وقال إن التحقيق «له نطاق محدد للغاية»، لكنه لم يستبعد التحقيق بشأن «أمور إضافية» من جانب وزارة العدل. وأثارت تصريحات ويتكر حول مراجعة وزارة العدل للقرارات التي يتخذها المحقق مولر، قلق الديمقراطيين في الكونغرس.
وقال السيناتور الديمقراطي كريس كوونز، عن ولاية ديلاوير، وهو عضو في اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، إنه من المثير للإعجاب سماع تعليقات ويتكر. وأضاف في مداخلة على شبكة «سي إن إن» مساء أول من أمس: «ليس لدي ثقة تامة بأن النائب العام بالوكالة ويتكر يعتزم احترام استقلال المحامي الخاص، وببساطة دعم واستدامة القرارات التي يتخذها، وببساطة إصدار التقرير بالكامل».
فيما قلل السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال، وهو عضو في اللجنة نفسها، من تعليقات ويتكر. وقال رئيس الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف، وهو ديمقراطي من كاليفورنيا، إنه يعتقد أن ويتكر، أو أي شخص آخر في وزارة العدل، ينبغي ألا يكون له رأي فيما يأتي في تقرير مولر.
وحذرت السيناتور الديمقراطية ديان فاينستاين (كاليفورنيا)، وهي عضو بارزة في اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ من أن ويتكر ينبغي ألا يكون رقيبا على تحقيق مولر، بل يجب أن يقف على ما يجده المحقق الخاص وفريقه.
وتأتي تصريحات ويتكر، بعد دقائق من تقديم الكونغرس لتشريع جديد من الحزبين يطالب مولر بتلخيص استنتاجاته في تقريره النهائي وتقديمها إلى الكونغرس والجمهور. ومن المتوقع أن يغادر نائب المدعي العام رود روزنستاين، منصب الإشراف على تحقيق مولر، الذي أوكل إليه بعد أن قرر وزير العدل السابق جيف سيشنز النأي بنفسه عن الإشراف على التحقيق الروسي.
وتأتي خطوة مغادرة روزنستاين في ظل انتظار تأكيد الكونغرس للمدعي العام الجديد الذي عينه ترمب، ويليام بار. وبدأت جلسة الاستماع الخاصة بتأكيد بار في 15 من الشهر الحالي، ما يعني أن التصويت قد يحدث في منتصف فبراير (شباط) على أقرب تقدير.
وكان روزنستاين قد أشار في وقت سابق إلى مسؤولين آخرين أنه سيغادر عندما يشعر بالارتياح أن تحقيق مولر كان كاملاً أو قريبا بما يكفي لاستكماله، وأنه محمي من أي تدخل محتمل، لكن مولر أشار إلى أن عمل هيئة المحلفين الكبرى في التحقيق يمكن أن يستمر. وقد تم بالفعل تمديد عمل هيئة المحلفين الكبرى الاتحادية الخاصة التي بدأت اجتماعها في يوليو (تموز) 2017، ما يعني أنها قد تستمر في الاجتماع والتصويت على لوائح اتهام جنائية جديدة لمدة تصل إلى ستة أشهر أخرى.
وجاءت التعليقات بعد الإفراج يوم الجمعة بكفالة عن روجر ستون، صديق الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ فترة طويلة ومدير حملته خلال انتخابات الرئاسة، بعد القبض عليه بناء على سبع تهم. ويقول المحقق مولر إن ستون كذب على الكونغرس والمحققين وعرقل سير العدالة. ويمكن أن يواجه ستون، 66 عاما، عقوبة السجن لعشرات السنوات حال إدانته بالتهم. وتشير الاتهامات إلى أن ستون عطل تحقيقات المحقق الخاص مولر بشأن التلاعب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، وذلك من خلال الشهادة الزور ومحاولة التأثير على الشهود.
وتشير لائحة الاتهامات إلى أن ستون كذب بشأن علمه بواقعة القرصنة
الإلكترونية عندما قدم شهادته إلى المحقق الخاص، وأنه حاول دفع آخرين لتغيير شهادتهم. وهناك مخاوف من احتمال أن يقرر ترمب غلق التحقيق. وتعهد معارضون ديمقراطيون وكثير من الجمهوريين بأنه لا بد من السماح لمولر باستكمال التحقيق. وهناك دلالات على أن التحقيق الروسي، الذي بدأ عندما عُين مولر في مايو (أيار) 2017، أصبح في مراحله الأخيرة، حيث بدأ بالفعل بعض المدعين العامين في التحقيق في الانتقال إلى وظائف مختلفة خارج مكتب مولر، وبدأ المكتب تحويل بعض المتعاونين معه مثل مستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، إلى المحاكمة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».