عشراوي تستنكر مشروع «القطار الهوائي» في القدس

TT

عشراوي تستنكر مشروع «القطار الهوائي» في القدس

استنكرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي مصادقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي على مخطط استيطاني لبناء قطار هوائي (تليفريك) بطول 1.4 كلم، في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، يربط جبل الزيتون بساحة البراق.
وقالت عشراوي في بيان إن «هذا المشروع يندرج في إطار مخطط دولة الاحتلال لتهويد المدينة المقدسة وتشويه تراثها وطمس معالمها والاعتداء على مقدساتها الدينية وعلى موروثها الحضاري والتاريخي والديني».
وأكدت أن «هذه الجرائم الاستيطانية هي جزء من مخططات حكومة الاحتلال للقضاء على دولة فلسطين وتقطيع أوصالها وتقسيم وحدتها الجغرافية، وفرض مشروع إسرائيل الكبرى على أرض فلسطين التاريخية، كما أنها تأتي في سياق الهجمة الاستيطانية المرافقة للانتخابات الإسرائيلية الهادفة إلى كسب أصوات المستوطنين المتطرفين واسترضائهم».
وعدّت عشرواي أن هذه الممارسات تعكس تبجح إسرائيل وإصرارها على مواصلة ممارساتها الاستيطانية والتوسعية وسياساتها الممنهجة للنقل القسري والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني، في تحدِّ صارخ للإرادة الدولية والقانون الدولي والإنساني.
وطالبت عشرواي المجتمع الدولي عموما والأمم المتحدة ومؤسساتها وهيئاتها ذات العلاقة، بما فيها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، بتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية والسياسية، وممارسة صلاحياتها في حماية التراث الحضاري والتاريخي والديني والطبيعي والثقافي في فلسطين، وإرسال مراقبين دوليين لصون الإرث الإنساني، وإلزام دولة الاحتلال بقواعد القانون الدولي والاتفاقيات والقرارات الأممية.
وكانت اللجنة القُطرية للبنى التحتية في إسرائيل دفعت قدماً بخطة بناء «القطار الهوائي»، إلى حائط البراق المقدس لدى اليهود باعتباره حائط المبكى.
وقال وزير السياحة الإسرائيلي، ياريف ليفين: «لقد قمنا بخطوة كبيرة أخرى على طريق الموافقة على مشروع التليفريك في القدس. نحن نقود المشروع الذي سيغير وجه القدس، ويتيح الوصول السهل والمريح للسياح والزوار إلى حائط المبكى».
وقد صادقت اللجنة القُطرية للبنى التحتية على طرح الخطة لاعتراضات الجمهور. وإذا تمت الموافقة عليها من قبل اللجنة بعد الاعتراضات العامة؛ فسيتم تقديمها إلى الحكومة للمصادقة عليها، تمهيدا لبدء العمل.
وقال مسؤولون في وزارة السياحة إنهم يقدرون أن الانتهاء من بناء التليفريك سيتم في غضون عامين.
وسيكون هذا التليفريك جزءاً من نظام النقل العام في القدس. وسيربط التليفريك أحياء القدس بالبلدة القديمة.
وسيمر المسار المخطط للتليفريك؛ وهو 1400 متر، بمحطات عدة بدءاً من «المستعمرة الألمانية»، وصولاً إلى «باب المغاربة» في المدينة القديمة قرب المسجد الأقصى.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».