عادت موجة السيارات المفخخة في دير الزور، أمس، إلى أحياء المدينة غداة استعادة تنظيم «داعش» أسلوب الإعدام الميداني بحق معارضيه في المنطقة، حيث فجر مقاتل من التنظيم نفسه في عربة مفخخة عند حاجز لمقاتلين ومسلحين عشائريين في بلدة غرانيج التي يقطنها مواطنون من أبناء عشيرة الشعيطات بالريف الشرقي لدير الزور، في حين كثف النظام السوري غاراته الجوية على أحياء مدينة حلب، حاصدا أكثر من 13 مدنيا.
وذكر ناشطون في دير الزور أن مقاتلا من «داعش» فجر نفسه في عربة مفخخة عند حاجز لمقاتلين ومسلحين عشائريين في بلدة غرانيج التي يقطنها مواطنون من أبناء عشيرة الشعيطات بالريف الشرقي لدير الزور، عند منتصف ليل الجمعة/ السبت. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع خسائر بشرية في صفوف عناصر الحاجز، بينما أطلق مسلحون مجهولون النار على سيارة قيادي في تنظيم «داعش»، في المنطقة الواقعة بين قريتي المسرب والطريف بالريف الغربي لدير الزور، مما أدى إلى مقتل عنصر من المرافقين للقيادي.
وجاء التفجير بعد انحسار هذه الموجة، إثر سيطرة «داعش» على ريف المدينة كاملا، وقبل أن تتجدد الاشتباكات مع عناصر عشائريين، أبرزهم ينتمون إلى عشيرة الشعيطات التي تسيطر على جنوب الريف الشرقي لدير الزور، في المنطقة الحدودية مع العراق.
وعرف «داعش» باستخدام السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون، ونفذ التفجير بواسطتها في عدد من المناطق السورية ضد خصومها من النظام وفصائل المعارضة، كما استخدم أسلوب الإعدامات الميدانية. وقد تجددت الإعدامات الميدانية بحق المدنيين في مناطق سيطرة «داعش»، إذ أفاد ناشطون بأن التنظيم أعدم 19 شابا، أول من أمس، رميا بالرصاص في بادية دير الزور قرب حقل العمر النفطي، حيث يعمل الشبان، وذلك بعد أن وجه إليهم تهما بمحاربته.
وأفاد المرصد السوري، أمس، بأن التنظيم أنذر عائلات موظفي حقل العمر النفطي، التي تقطن المدينة العمالية التابعة لحقل العمر، بوجوب إخلاء المدينة خلال أسبوع من تاريخ الإنذار، في خطة من تنظيم «داعش»، لإسكان عائلات مقاتليها «المهاجرين»، وهم المقاتلون من جنسيات غير سورية، في المدينة العمالية. ويتخوف ناشطون من تنفيذ إعدامات بحقهم، على غرار ما جرى خلال الأسبوع الماضي.
فقد نفذ التنظيم خلال الأيام الماضية «أكبر عمليات إعدام» له في ريف دير الزور، حيث أعدم أخيرا 24 شابا، معظمهم مدنيون من أبناء عشيرة الشعيطات، إضافة إلى إعدام أربعة شبان، اثنان منهم في دوار الماكف في مدينة الميادين بعد أن وجه إليهم تهمة تفجير سيارة مفخخة، في حين أعدم شابين آخرين على جسر العشارة الواصل بين ضفتي نهر الفرات.
في غضون ذلك، أفاد ناشطون بمقتل ستة أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 24 آخرين بجراح، جراء قصف ببرميل متفجر على منطقة في حي المعادي بمدينة حلب. لكن المرصد السوري، أكد ارتفاع عدد القتلى إلى 13 بينهم طفل، بينما أصيب ما لا يقل عن 17 آخرين بجراح، لافتا إلى أن العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود ما لا يقل عن جريحين في حالات خطرة.
وقتل مواطنان اثنان جراء قصف جوي على مناطق في مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، كذلك دارت اشتباكات بعد منتصف ليل الجمعة/ السبت بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» اللبناني من جهة، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة ومقاتلي جبهة أنصار الدين (الكتيبة الخضراء وجيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الإسلام) من جهة أخرى بمحيط فرع المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء بالجهة الغربية لحلب. وتزامنت الاشتباكات مع معارك في محيط سجن حلب المركزي ومنطقة البريج ومحيط الفئة الأولى والثانية من المدينة الصناعية بالشيخ نجار، وسط قصف من الطيران الحربي بالصواريخ والرشاشات الثقيلة على مناطق الاشتباك، وفي محيط حي الشيخ سعيد، وعلى أطراف قرية عزيزة وبالقرب من معمل الإسكان في منطقة الراموسة، حيث تحاول قوات النظام والمسلحون الموالون لها سحب جثث لقتلاها في المنطقة يوم أول من أمس.
وفي الريف الجنوبي لحلب، اندلعت معارك بين المعارضة وقوات النظام في محيط جبل عزان بالريف الجنوبي لحلب، فيما استهدف تنظيم «داعش» بعدة صواريخ وقذائف الهاون تمركزات قوات النظام في مطار كويرس العسكري. وفي شمال حلب، قصفت قوات النظام مناطق في مخيم حندرات وطريق الكاستيلو بالجهة الشمالية لحلب، كما تعرضت مناطق في حي طريق الباب لقصف من قبل قوات النظام، في حين ألقى الطيران المروحي صباح اليوم برميلا متفجرا على منطقة دوار الحاوظ بالقرب من مقرات لـ«الجبهة الإسلامية» والهيئة الشرعية بحلب، وبرميلا آخر على حي المرجة ومنطقة المشاتل في أوتوستراد مساكن هنانو.
وفي إدلب، وقع انفجار بمنطقة حاجز اشتبرق الواقع على الطريق الواصل بين مدينة جسر الشغور وقرية جورين، ناجم عن انفجار عربة مفخخة بالقرب من حاجز لقوات النظام، بموازاة وقوع اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وقوات النظام والمسلحين الموالين لها بالقرب من منطقة أبو الضهور.
وفي درعا، قتل أربعة من مقاتلي المعارضة في اشتباكات دارت مع قوات النظام على أطراف حي المنشية، الذي تتحصن فيه قوات النظام، في درعا البلد.
«داعش» يعيد السيارات المفخخة إلى أحياء خصومه.. وينفذ الإعدامات الميدانية في دير الزور
13 قتيلا ببراميل متفجرة استهدفت أحياء المعارضة في حلب
«داعش» يعيد السيارات المفخخة إلى أحياء خصومه.. وينفذ الإعدامات الميدانية في دير الزور
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة