«داعش» يعيد السيارات المفخخة إلى أحياء خصومه.. وينفذ الإعدامات الميدانية في دير الزور

13 قتيلا ببراميل متفجرة استهدفت أحياء المعارضة في حلب

صورة ارشيفية لعرض عسكري لعناصر من تنظيم داعش في الرقة بسوريا (أ.ب)
صورة ارشيفية لعرض عسكري لعناصر من تنظيم داعش في الرقة بسوريا (أ.ب)
TT

«داعش» يعيد السيارات المفخخة إلى أحياء خصومه.. وينفذ الإعدامات الميدانية في دير الزور

صورة ارشيفية لعرض عسكري لعناصر من تنظيم داعش في الرقة بسوريا (أ.ب)
صورة ارشيفية لعرض عسكري لعناصر من تنظيم داعش في الرقة بسوريا (أ.ب)

عادت موجة السيارات المفخخة في دير الزور، أمس، إلى أحياء المدينة غداة استعادة تنظيم «داعش» أسلوب الإعدام الميداني بحق معارضيه في المنطقة، حيث فجر مقاتل من التنظيم نفسه في عربة مفخخة عند حاجز لمقاتلين ومسلحين عشائريين في بلدة غرانيج التي يقطنها مواطنون من أبناء عشيرة الشعيطات بالريف الشرقي لدير الزور، في حين كثف النظام السوري غاراته الجوية على أحياء مدينة حلب، حاصدا أكثر من 13 مدنيا.
وذكر ناشطون في دير الزور أن مقاتلا من «داعش» فجر نفسه في عربة مفخخة عند حاجز لمقاتلين ومسلحين عشائريين في بلدة غرانيج التي يقطنها مواطنون من أبناء عشيرة الشعيطات بالريف الشرقي لدير الزور، عند منتصف ليل الجمعة/ السبت. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع خسائر بشرية في صفوف عناصر الحاجز، بينما أطلق مسلحون مجهولون النار على سيارة قيادي في تنظيم «داعش»، في المنطقة الواقعة بين قريتي المسرب والطريف بالريف الغربي لدير الزور، مما أدى إلى مقتل عنصر من المرافقين للقيادي.
وجاء التفجير بعد انحسار هذه الموجة، إثر سيطرة «داعش» على ريف المدينة كاملا، وقبل أن تتجدد الاشتباكات مع عناصر عشائريين، أبرزهم ينتمون إلى عشيرة الشعيطات التي تسيطر على جنوب الريف الشرقي لدير الزور، في المنطقة الحدودية مع العراق.
وعرف «داعش» باستخدام السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون، ونفذ التفجير بواسطتها في عدد من المناطق السورية ضد خصومها من النظام وفصائل المعارضة، كما استخدم أسلوب الإعدامات الميدانية. وقد تجددت الإعدامات الميدانية بحق المدنيين في مناطق سيطرة «داعش»، إذ أفاد ناشطون بأن التنظيم أعدم 19 شابا، أول من أمس، رميا بالرصاص في بادية دير الزور قرب حقل العمر النفطي، حيث يعمل الشبان، وذلك بعد أن وجه إليهم تهما بمحاربته.
وأفاد المرصد السوري، أمس، بأن التنظيم أنذر عائلات موظفي حقل العمر النفطي، التي تقطن المدينة العمالية التابعة لحقل العمر، بوجوب إخلاء المدينة خلال أسبوع من تاريخ الإنذار، في خطة من تنظيم «داعش»، لإسكان عائلات مقاتليها «المهاجرين»، وهم المقاتلون من جنسيات غير سورية، في المدينة العمالية. ويتخوف ناشطون من تنفيذ إعدامات بحقهم، على غرار ما جرى خلال الأسبوع الماضي.
فقد نفذ التنظيم خلال الأيام الماضية «أكبر عمليات إعدام» له في ريف دير الزور، حيث أعدم أخيرا 24 شابا، معظمهم مدنيون من أبناء عشيرة الشعيطات، إضافة إلى إعدام أربعة شبان، اثنان منهم في دوار الماكف في مدينة الميادين بعد أن وجه إليهم تهمة تفجير سيارة مفخخة، في حين أعدم شابين آخرين على جسر العشارة الواصل بين ضفتي نهر الفرات.
في غضون ذلك، أفاد ناشطون بمقتل ستة أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 24 آخرين بجراح، جراء قصف ببرميل متفجر على منطقة في حي المعادي بمدينة حلب. لكن المرصد السوري، أكد ارتفاع عدد القتلى إلى 13 بينهم طفل، بينما أصيب ما لا يقل عن 17 آخرين بجراح، لافتا إلى أن العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود ما لا يقل عن جريحين في حالات خطرة.
وقتل مواطنان اثنان جراء قصف جوي على مناطق في مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، كذلك دارت اشتباكات بعد منتصف ليل الجمعة/ السبت بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» اللبناني من جهة، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة ومقاتلي جبهة أنصار الدين (الكتيبة الخضراء وجيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الإسلام) من جهة أخرى بمحيط فرع المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء بالجهة الغربية لحلب. وتزامنت الاشتباكات مع معارك في محيط سجن حلب المركزي ومنطقة البريج ومحيط الفئة الأولى والثانية من المدينة الصناعية بالشيخ نجار، وسط قصف من الطيران الحربي بالصواريخ والرشاشات الثقيلة على مناطق الاشتباك، وفي محيط حي الشيخ سعيد، وعلى أطراف قرية عزيزة وبالقرب من معمل الإسكان في منطقة الراموسة، حيث تحاول قوات النظام والمسلحون الموالون لها سحب جثث لقتلاها في المنطقة يوم أول من أمس.
وفي الريف الجنوبي لحلب، اندلعت معارك بين المعارضة وقوات النظام في محيط جبل عزان بالريف الجنوبي لحلب، فيما استهدف تنظيم «داعش» بعدة صواريخ وقذائف الهاون تمركزات قوات النظام في مطار كويرس العسكري. وفي شمال حلب، قصفت قوات النظام مناطق في مخيم حندرات وطريق الكاستيلو بالجهة الشمالية لحلب، كما تعرضت مناطق في حي طريق الباب لقصف من قبل قوات النظام، في حين ألقى الطيران المروحي صباح اليوم برميلا متفجرا على منطقة دوار الحاوظ بالقرب من مقرات لـ«الجبهة الإسلامية» والهيئة الشرعية بحلب، وبرميلا آخر على حي المرجة ومنطقة المشاتل في أوتوستراد مساكن هنانو.
وفي إدلب، وقع انفجار بمنطقة حاجز اشتبرق الواقع على الطريق الواصل بين مدينة جسر الشغور وقرية جورين، ناجم عن انفجار عربة مفخخة بالقرب من حاجز لقوات النظام، بموازاة وقوع اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وقوات النظام والمسلحين الموالين لها بالقرب من منطقة أبو الضهور.
وفي درعا، قتل أربعة من مقاتلي المعارضة في اشتباكات دارت مع قوات النظام على أطراف حي المنشية، الذي تتحصن فيه قوات النظام، في درعا البلد.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».