بعد نكسة المونديال وآسيا... جيل العطوي يتهيأ لحمل لواء الكرة السعودية

نجوم الأخضر الشاب «أبطال القارة» يسعون لاستعادة أمجاد «الكبار»

مباراة اليابان كشفت خللاً فنياً كبيراً في أداء الأخضر (الشرق الأوسط)
مباراة اليابان كشفت خللاً فنياً كبيراً في أداء الأخضر (الشرق الأوسط)
TT

بعد نكسة المونديال وآسيا... جيل العطوي يتهيأ لحمل لواء الكرة السعودية

مباراة اليابان كشفت خللاً فنياً كبيراً في أداء الأخضر (الشرق الأوسط)
مباراة اليابان كشفت خللاً فنياً كبيراً في أداء الأخضر (الشرق الأوسط)

أنهى المنتخب السعودي مشاركته في نهائيات كأس آسيا المقامة حاليا في دولة الإمارات بخروج مرير من الدور الثاني من البطولة بعد أن خسر من المنتخب الياباني الذي كان الأخضر يسعى للوصول إلى نفس رقمه القاري البالغ 4 بطولات.
ولم تشفع الذكريات الجميلة الذي ذهب بها الأخضر للإمارات في التقدم أكثر في هذه البطولة التي حصدها في المرة الأخيرة قبل 23 عاما من ملعب مدينة زايد الرياضية في أبوظبي حينما تفوق على المنتخب المستضيف حينها بالركلات الترجيحية، حيث تعرض الأخضر للخسارة الأولى له في دور المجموعات ضد منتخب قطر ليحتل المركز الثاني في المجموعة ليضرب موعدا مع المنتخب الياباني الذي يعتبر من المنتخبات القليلة في آسيا التي تملك أكثر من 10 لاعبين محترفين في القارة الأوروبية.
ومع أن المنتخب الياباني الذي لا يزال من المرشحين الأقوياء لحصد اللقب لم يقدم المستوى الفني الذي جعله يتفوق على المنتخب السعودي في أرض الملعب حيث استحوذ الأخضر على غالبية أوقات المباراة إلا أن غياب الفاعلية الهجومية كان له الأثر في عدم القدرة على التسجيل ليس في مباراة اليابان فحسب بل في المباراة التي سبقتها حيث كانت السيطرة سلبية لغياب المهاجم الصريح القادر على تتويج السيطرة إلى فرص ومن ثم إلى أهداف.
وامتاز المنتخب السعودي في الفترة الذهبية التي شهدت تحقيق البطولات القارية بوجود مهاجمين على مستوى عال بداية أمثال ماجد عبد الله وسامي الجابر وحتى ياسر القحطاني ومالك معاذ اللذين قادا هجوم الأخضر في نهائيات كأس آسيا في العام 2007 والتي أبدع من خلالها الأخضر وخالف كل التوقعات ووصل للمباراة النهائية، حيث كان العبور إلى تلك المباراة عبر التفوق على المنتخب الياباني حيث تلاعب ياسر ومالك بالدفاعات اليابانية وتفننا في تسجيل أجمل الأهداف التي لا تزال في الذاكرة رغم أن النهاية لم تثمر عن تحقيق اللقب الرابع.
وأظهرت المشاركة السعودية في النهائيات القارية الحالية عدم وجود الكثير من الحلول الهجومية لدى المدرب بل إنها اقتصرت في رأس الحربة على اللاعب محمد الصيعري وهو اللاعب الذي لا يعتبر حتى أشهر قريبة من مهاجمي النخبة في المملكة وهذا ما جعل تنقلاته بالإعارة تجري بين الكثير من الأندية خلال فترة لا تتجاوز العامين حتى وصل به المطاف إلى نادي الحزم الصاعد مجددا إلى دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، إلا أن تألقه مع الفريق الحزماوي وتسجيله أكبر نسبة من الأهداف التي سجلها اللاعبون السعوديون في الدوري جعله الخيار الرئيسي في ظل استبعاد لاعب المواليد هارون كمارا الذي دار الحديث كثيرا حول الأسباب وراء إبعاده مع وجود تأكيدات من قبل مساعد مدرب المنتخب السعودي عمر باخشوين أن الأسباب قناعات فنية وليس أي شيء آخر.
وفي حال كانت الأسباب فنية فإن هناك الكثير من اللوم تجاه المدرب وقناعاته الفنية خصوصا أن اللاعب كمارا يقدم مستويات مميزة ويظهر حلولا فردية تجعله الخيار الأهم لدى الكثير من الأندية الكبيرة التي تسعى لتدعيم صفوفها بلاعبين خارج إطار المحترفين الأجانب خصوصا مع التوجه لدى اتحاد كرة القدم بتقليص العدد في الموسم المقبل بعد أن كانت هناك آثار سلبية واضحة من زيادة عدد المحترفين والتي قد يكون أكثرها تأثيرا تراجع نسبة مشاركة المهاجمين السعوديين في فرقهم وقيادة الأجانب لخط الهجوم في الأندية الكبيرة تحديدا والتي تنافس على الصعيدين المحلي والخارجي.
وعلى الرغم من الخروج المبكر الذي لا يليق بالمنتخب السعودي في مثل هذه البطولات إلا أن هناك بعض المكاسب تحققت ولها جانب إيجابي ومن أهمها تجاوز الدور الأول وهو ما لم يتحقق في النسختين الماضيتين «2011و2015» لكنه تحقق في النسخة الحالية دون حتى انتظار الجولة الثالثة كما هي الحال للمنتخبات الكبيرة التي تحسم أمورها مبكرا بالعبور من دور المجموعات.
لكن في المقابل هناك بعض السلبيات التي لا يمكن تغافلها من بينها أن الأخضر يخرج للمرة الأولى من الدور الثاني بعد تجاوز دور المجموعات حيث كان يواصل إلى النهائي مع الأخذ بالاعتبار أن الطريق للنهائي في هذه النسخة أطول من سابقه مع وجود «24» منتخبا للمرة الأولى وهذا ما خلق دور ثمن النهائي بدلا من العبور مباشرة إلى الدور ربع النهائي.
وتركت هذه البطولة الكثير من الدروس وسيذهب جيل جديد أيضا من اللاعبين دون تحقيق أي إنجازات على صعيد المنتخب الأول وإن غالبية اللاعبين وجدوا في نهائيات كأس العالم الماضية بروسيا لكن على صعيد المنجزات وحمل البطولات الكبرى فلم يتحقق ذلك على مستوى المنتخب السعودي الأول والأندية إلا قبل 15 عاما تقريبا وهو حصول نادي الاتحاد على آخر بطولة آسيوية.
وينتظر السعوديون صعود جيل جديد من اللاعبين لقيادة الأخضر نحو نهائيات كأس العالم «2022» وكذلك استعادة زعامة القارة الآسيوية في بطولة آسيا «2023» والتي لم يتحدد مكانها بعد.
ويبدو أن الجيل السعودي القادم جاهز ويتثمل في المنتخب السعودي للشباب الذي حصد لقب بطولة كأس آسيا الأخيرة قبل أشهر معدودة ويستعد حاليا للمشاركة في نهائيات كأس العالم بقيادة المدرب الوطني خالد العطوي الذي انضم فعليا لقائمة المدربين الوطنيين المنجزين للكرة السعودية التي تحفظ للكثير منهم كل الود وفي مقدمتهم عميد المدربين خليل الزياني ومحمد الخراشي وناصر الجوهر وغيرهم الكثير ممن حققوا إنجازات للوطن في الكثير من المحافل الكبرى.
ولا تنتظر المنتخب السعودي قريبا أي استحقاقات حيث ستكون أولها بعد قرابة «8» أشهر في التصفيات الآسيوية الأولية المؤهلة إلى المونديال المقبل وعادة ما تكون هذه التصفيات سهلة العبور قبل الدخول في التصفيات النهائية التي تضم صفوة منتخبات القارة.
ومع وجود متسع من الوقت لدى الاتحاد السعودي الحالي بقيادة قصي الفواز تبدو الفرصة متاحة للبحث بهدوء عن أفضل مدرب يمكنه قيادة الأخضر في الفترة المقبلة وينجح في إعادة الكرة السعودية مجددا إلى قمة القارة الآسيوية، حيث إن الوقت طويل وهناك الكثير من المواهب والأسماء التي يمكن أن تجعل الأخضر يعود كما كان ولا يكتفي بذكريات الماضي.
وفي اليوم الأخير من عقده التدريبي مع الاتحاد السعودي كان المدرب الأرجنتيني بيتزي حريصا على أن يقدم بعض النصائح للقائمين على الكرة السعودية ومن أهمها تعزيز وجود اللاعبين في الدوريات الأوروبية من أجل اكتساب المزيد من الخبرة والاحتكاك كما هو حاصل مع المنتخبات الآسيوية الكبيرة الأخرى وفي مقدمتها اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وغيرها التي يمثل اللاعبون المحترفون في الدول الأوروبية أعمدة أساسية في منتخباتها مما يجعلها قادرة على الإنجاز.
وابتعث الاتحاد السعودي وبدعم من الهيئة العامة للرياضة عددا من اللاعبين السعوديين إلى أوروبا قبل خوض نهائيات كأس العالم مما كان له الأثر في تطور مستوياتهم مثل فهد المولد وسالم الدوسري ويحيى الشهري وحتى نوح الموسى لكن البعض يرى أن هذه التجربة قصيرة ولا يمكن أن تحقق الاستفادة الكاملة للاعبين السعوديين بل يجب أن تكون بداية وليست نهاية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».