هيئة الرياضة تحيل مشرف ملعب «الدرة» إلى نظام تأديب الموظفين

قررت إنهاء التعاقد مع مهندس «الأرضية» واستقطاب شركات متخصصة لزراعتها

مشكلات أرضية ملعب الدرة أثارت جدلاً واسعاً في الشارع الرياضي مؤخراً (الشرق الأوسط)
مشكلات أرضية ملعب الدرة أثارت جدلاً واسعاً في الشارع الرياضي مؤخراً (الشرق الأوسط)
TT

هيئة الرياضة تحيل مشرف ملعب «الدرة» إلى نظام تأديب الموظفين

مشكلات أرضية ملعب الدرة أثارت جدلاً واسعاً في الشارع الرياضي مؤخراً (الشرق الأوسط)
مشكلات أرضية ملعب الدرة أثارت جدلاً واسعاً في الشارع الرياضي مؤخراً (الشرق الأوسط)

أعلنت هيئة الرياضة السعودية أن لجنة التحقيق التي شكلها الأمير عبد العزيز الفيصل رئيس مجلس الإدارة، للنظر في قضية سوء أرضية ملعب استاد الملك فهد الدولي بالرياض، توصلت إلى حيثيات المشكلة، مؤكدة أن اللجنة باشرت مهامها برئاسة عبد الله الدلاك مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة، واطلعت ميدانياً على واقع الملعب وكل ما يتعلق به، واستمعت لإفادات القائمين عليه وأدوارهم ومسؤولياتهم، وتبين للجنة المشكلة أن سوء أرضية «الدرة» لم تكن الوحيدة وامتد الخلل لملعب استاد الأمير فيصل بن فهد في الرياض، إذ يحتاج الأخير إلى فترة صيانة وتهيئة تمتد حتى الـ5 من فبراير (شباط) القادم، فيما سيحتاج استاد الملك فهد 20 يوما لتأهيل أرضيته. ورفعت اللجنة تقريرها حيال ذلك لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، مدعوماً بتقرير من مكتب استشاري دولي متخصص في الملاعب وزراعتها، ووفقاً لذلك، وأصدر الأمير عبد العزيز الفيصل رئيس الهيئة الرياضية عددًا من القرارات، بداية بإنهاء تكليف المهندس المسؤول على الإشراف على الملعب وإحالته لإدارة المتابعة لتطبيق نظام تأديب الموظفين لإصراره على إقامة مباراة النصر والأنصار في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين من الدور 32 على أرضية ملعب استاد الملك فهد على الرغم من عدم جاهزيتها، وتحمله مسؤولية ذلك. بالإضافة إلى إنهاء التعاقد مع المهندس المسؤول عن زراعة الملعب بصورة فورية، وإعادة هيكلة وكالة الشؤون الفنية بما يضمن قيامها باختصاصاتها وتنفيذ التزاماتها بالجودة والدقة المطلوبة، وتحديد المسؤوليات وآليات العمل واتخاذ الإجراءات المناسبة لتلافي ما تمت ملاحظته من قصور في الأداء والمتابعة والإشراف.
إلى ذلك، بدأت الهيئة بتوجيه من رئيس مجلس الإدارة في استقطاب شركات متخصصة في زراعة الملاعب وتجهيزها والإفادة بذلك عاجلاً تحقيقاً للجودة والالتزام بالمواصفات المطلوبة، وأكدت الهيئة الرياضية السعودية من خلال بيان صحافي سعيها لتوفير كافة المتطلبات والعمل على إيجاد البيئة المناسبة لممارسة الأنشطة الرياضية، ومحاسبة المقصرين بما يكفل عدم تكرار الخطأ. وفي ظل عدم جاهزية ملعب الأمير فيصل بن فهد الذي يشهد هذه الأيام أعمال صيانة لإعادة تأهيله وتأخر جاهزية ملعب استاد الملك فهد الدولي بالرياض حتى 20 يوما قادمة، فإن فريقي النصر والشباب سيخوضان المباريات التي تقام في العاصمة الرياض على ملعبيهما، حيث ينتظر النصر مواجهة في دور ربع النهائي من بطولة كأس الملك على أرضه وبين جماهيره في الـ2 من فبراير، وكذلك الشباب في حال تجاوز التعاون في مباراة هذا المساء، بينما يخوض النصر مواجهة دورية في الـ27 من هذا الشهر عندما يستقبل فريق أحد، والشباب سيواجه الرائد في الـ3 من فبراير في الرياض.
وسيواجه الشباب في حال تخطي التعاون منافسه فريق الهلال، ومن الصعوبة إقامة المباراة على ملعب نادي الشباب، إذ من المؤكد أن تلعب على ملعب جامعة الملك سعود وهو الملعب المخصص لإقامة مباريات الهلال، مع استحالة نقل المباريات خارج الأرض كما جرى في مواجهات الدور الأول لبعض الأندية مثل الباطن والتعاون والرائد أثناء صيانة ملعب الباطن وملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية ببريدة. ومن المرجح أن تتدخل لجنة المسابقات، ليخوض النصر لقاء الكأس ولقاء الدوري على ملعب جامعة الملك سعود. وكان رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة وجه الأسبوع الماضي بتشكل لجنة عاجلة للتحقيق في عدم اكتمال أعمال الصيانة لاستاد الملك فهد الدولي «الدرة» في العاصمة السعودية الرياض، وسوء جاهزيته والأسباب التي أدت لذلك، بعدما أثارت أرضية «الملعب» غضب سعود آل سويلم رئيس نادي النصر، بعد فوز ناديه على الأنصار بخماسية نظيفة، في دور الـ32 في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم.
كما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعد نهاية المباراة مرفقين صور خاصة بأرضية الملعب التي شهدت صيانة طيلة الأشهر الماضية بعد استضافة الاستاد لعدد من الفعاليات الرياضية، لكن العشب الطبيعي عكس صورة صادمة للجميع، ولم يظهر بالشكل المطلوب، وانتقد الكثير شركة الصيانة والمسؤولين عن الملعب، متسائلين كيف تقام مباراة كرة قدم في ملعب سيئ الزراعة يعرض اللاعبين لخطر الإصابات في الوقت التي تدفع إدارات الأندية ملايين الريالات للتعاقد مع نجوم محليين وعالميين.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».