شوارع جدة تعيش أجواء الكرة الإيطالية

مشجعون تواجدوا لساعات طويلة أمام مقر إقامة بعثة اليوفي في جدة (تصوير: علي خمج)
مشجعون تواجدوا لساعات طويلة أمام مقر إقامة بعثة اليوفي في جدة (تصوير: علي خمج)
TT

شوارع جدة تعيش أجواء الكرة الإيطالية

مشجعون تواجدوا لساعات طويلة أمام مقر إقامة بعثة اليوفي في جدة (تصوير: علي خمج)
مشجعون تواجدوا لساعات طويلة أمام مقر إقامة بعثة اليوفي في جدة (تصوير: علي خمج)

تعيش مدينة جدة أجواء رياضية مختلفة، هي أشبه بما تعيشه الشوارع الإيطالية قبل إحدى القمم الكروية هناك. وفيما استقبل مطار الملك عبد العزيز صباح الاثنين بعثة الميلان ومساءً حطت بعثة اليوفي رحالها، أدى الفريقان تدريباتهما التي تسبق النهائي على ملعبي الغريمين التقليديين في السعودية، حيث أجرى ميلان تدريبات سرية على ملعب نادي الاتحاد، فيما أجرى اليوفي حصته التدريبية التي سبقت المباراة على ملعب النادي الأهلي، وسط تحفظ المدربين على دخول الجماهير ووسائل الإعلام، واكتظت الشوارع المحيطة بالملاعب بالجماهير العاشقة لليوفي وميلان.
وتأتي هذه المباراة كواحدة من الفعاليات الرياضية النوعية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية، وتنظمها هيئة الرياضة على ملاعبها بمختلف المناطق لإثراء الحركة الرياضية بأحداث وبطولات عالمية تواكب تطلع السعوديين وتتماشى مع رؤية 2030، التي تعتمد على صناعة جيل جديد قادر على تنظيم الأحداث العالمية الكبرى، حيث لا يقف طموح الشباب السعودي عند حد معين بعدما نجحوا في تنظيم أكثر من بطولة عالمية في العام الماضي.
وقد نظمت المملكة بطولة الملك سلمان للشطرنج، بتواجد 247 لاعباً ولاعبة من مختلف بلدان العالم و40 حكماً أداروا المباريات، كما نظموا سباق الأبطال في الرياض الذي تنافس على بطولته 24 متسابقاً، وحضر هذه الفعاليات أكثر من 30 ألف مشجع. وبطولة رياضة المغامرة التي خاض منافستها 70 لاعباً هاوياً و40 لاعباً محترفاً، وتخطى عدد الحضور الجماهير 140 ألف مشجع. كما شهدت محافظة جدة تنظيم بطولة محمد علي كلاي للملاكمة بين 14 ملاكما، وتجاوز عدد الجمهور الـ10 آلاف، وتصارع على بطولة «كراون قول» 24 نجماً عالمياً، وأشعل الجمهور السعودي المدرجات بالتشجيع حيث حضر البطولة قرابة الـ20 ألفاً.
وامتداداً للأحداث الرياضية الكبرى استضافت المملكة أعظم «رويال رامبل» WWE تنافس على لقب البطولة 40 من النجوم العالميين، وكسر الحضور حاجز الـ40 ألف مشجع، وأقيم في الرياض العاصمة السعودية نهائي سباق الدرون العالمي، كواحد من أهم الرياضات الحديثة. ولم تغفل الهيئة الرياضية عن كرة القدم التي تعد اللعبة الأولى في المملكة، ونظمت بطولة «سوبر كلاسيكو» بمشاركة منتخبات البرازيل والأرجنتين والعراق إلى جانب البلد المنظم (المملكة العربية السعودية)، وتجاوز عدد الجماهير الـ140 ألف مشجع.
وخطفت الدرعية التاريخية الأضواء وجذبت أنظار العالم بعد التنظيم المبهر لسباق «الفورميلا إي» الذي احتضنته الدرعية لأول مرة، وسط حضور جماهيري غفير بمشاركة 22 متسابقاً مثلوا 11 فريقاً عالمياً، نجح خلاله البرتغالي فيليكس دا كوستا في تحقيق المركز الأول، تحت إشراف مباشر من الأمير عبد العزيز الفيصل رئيس هيئة الرياضة، بالإضافة إلى بطولة مهرجان ولي العهد للهجن. وهذه البطولة تمثل العمق التاريخي للمملكة في الجزيرة العربية، وبطولة لعبة البلوت في نسختيها الأولى والثانية، وسباق ماراثون الرياض.
خلال الأشهر الأربعة الأخيرة على صعيد كرة القدم تواجد في الملاعب السعودية نجوم كرة القدم العالمية سواءً مع منتخباتهم أو في صفوف أنديتهم بتواجد ديابلا ونيمار مع منتخبي الأرجنتيني والبرازيل في بطولة «سوبر كلاسيكو». واليوم سيجري كريستيانو رونالدو على أرضية ملعب «الجوهرة المشعة»، حيث يحظى «الدون» بشعبية جارفة عندما كان يرتدي قميص ريال مدريد الإسباني وحتى بعد انتقاله لليوفي، وسيقابله من الجهة الأخرى هيغواين مهاجم ميلان الإيطالي الذي سيكون أمام تحدٍ جديد في مواجهة فريقه السابق.
السعوديون من خلال استضافتهم البطولات والأحداث العالمية، هي رسائل محبة وسلام، بعدما فتحوا قلوبهم قبل ملاعبهم، للاعبين والجماهير والوفود الأخرى، بداية من الترحيب والابتسامة التي لا تفارق شفاههم، وحتى الاستقبال والتنظيم، والتوديع في المطار وتوفير جميع الإمكانية، وأرادوا أن يشاهد العالم كله ما وصلوا إليه من حضارة، ولم يغفلوا إرثهم التاريخي، وأصالتهم وكرمهم المتوارث من الأجيال السابقة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».